كانت هناك فتاة مسيحية تعيش في كورنثوس من بيت شريف ، ذات جمال جذاب ، كانت قد نذرت نفسها لتعيش عذراء للمسيح كل حياتها ، وحدث لما حلَّ اضطهاد – في تلك النواحي – أن سلموها للحاكم الوثني بدعوى ( كاذبة ) أنها لعنت الأوثان والذين يخدمونها حتى الذين في السلطان . أما الذين تسلموها لتعذيبها فقد انشغلوا عن تعذيبها بجمالها وكانوا يتحدثون عنها في كل مكان .
والحاكم إذ كان رجلاً شهوانياً تفتحت أذناه على حديث الناس وتحركت شهوته كحصان جامح ، فحاول بكل حيلة أن يُسقطها في غوايته ولكنه إذ باء بالفشل ، لم يشأ أن يُعاقبها أو يُسلمها للموت وإنما تنفيساً عن غضبه وضعها في مكان للدعارة – داخل السجن – وأوصى القائم على النزيلات هناك ، أن يستلم هذه الفريسة الجديدة على أن يدفع للحاكم أجرتها ثلاثة عملات في اليوم .
أما القائم على ذلك المكان فعرضها على من يُريدها بهذا الأجر . فتقدم إليها فاسق – والسجون مليئة بهذا الصنف من الرجال – فدفع الأجر مقدماً وابتدأ يراودها عما أضمر به في نفسه ...
فأخذت تستعطفه وتتوسل إليه وأوهمته أن بجسمها قرحة خبيثة كريهة الرائحة جدتً ، وأنها لو كشفت نفسها سوف يتقزز منها ويبغضها ، وطلبت منه مهلة قصيرة حتى تُشفى .
أما هي وإذ قد حصلت على هذه المهلة سكبت نفسها أمام الله متوسلة إليه أن يحفظها ، وإذ تطلع الله إلى نفسها وفضيلتها ، ألهم شاباً كان قد نذر نفسه لخدمة الله ، أن يعمل رحمة معها وينقذ نفسها ويموت موت الشهداء ! ...
فأدعى الشاب أنه مكلف بالشهوة وذهب إلى رئيس السجن في عتمة الليل ودفع له خمسة عملات على أن يتركه معها الليل كله .
وحالما دخل إلى غرفتها المخصصة لحبسها ناداها : " قومي يا أختي فقد جاءك الخلاص "
وخلع لها ملابسه – القميص والثوب والعباءة – فاستبدلت ثيابها وتزينت بزي الرجال ، وكانت وصية الشاب الأخيرة : " اطرحي هذه العباءة على كل جسدك واخرجي سالمة حالاً من هذا المكان "
أما هي فرشمت نفسها بعلامة الصليب ، وهكذا خرجت من المكان سالمة طاهرة دون أن تُمس عفتها .
ولما أصبح الصباح عُرف الأمر كله لدى كل الناس وانكشف عمل الشاب فطُرح للوحوش ، وهكذا (أصاب) الشيطان بالخزي والعار ، وأما الشاب فنال إكليل الاستشهاد ...
الجمعة مايو 07, 2010 12:09 pm من طرف Admin