ياابنى المحبوب ...
محبة أبدية أحببتك ، فحفظتك من شرور كثيرة كانت تحيط بك ،
و سكبت عليك من نعمتى ، و من خيراتى رزقتك و وهبتك الحكمة ،
قدتك فى أمور عسيرة ، دبرت أمورك ، جعلتك فرحاً سعيداً فى مواقف متعددة ،
قويتك فى الضعف و من مآزق كثيرة أخرجتك ،علمتك ،
أرشدتك ، نصحتك ..
و هذا كله لاشى أمامى ، فلا تشكرنى عليه ..
لان محبتى تلزمنى أن اعمل هكذا من أجلك .
أهنتنى ، شتمتنى ، كذبت على ، فكرت بالسوء ضدى ،
أحتقرتنى أمام الناس ، صغرتنى فى عيون أعدائى ،
كنت وضيعاً فى نظرك فجدفوا على بسببك ، تركت طرقى المخلصة لك ، قاومتنى ،
كلفتنى أن احتمل مالم أنتظره منك،
أخزيتنى ... هذا كله لا أحسبه عليك – إذا أفقت لنفسك ورجعت عن طريق الهلاك – لانك تفعل ذلك بجهل ، حتى و لو كنت تظن فى جهالتك إنك أحكم البشر .
نزلت من سمائى آخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس ، و إذ وجدت فى الهيئة كإنسان ، أفتقرت و أنا الغنى ، جعت و لم أجد ما أسد به رمقى و أنا صانع الخيرات ، عطشت و لم أجد من يسقينى و أنا خالق الانهار .
جعلت للثعالب أوجرة و لطيور السماء أوكار ، و أنا لم يكن لى أين أسند رأسى ، رثيت لحالك ،
بكيت عليك كثيراً ، جاهدت من أجلك ، قبض على و حوكمت ظلماً و حسداً مع إنى لم أفعل شراً و لم يكن فى فمى غش .
توجوا بالشوك رأسى ، سخروا منى ، بصقوا فى وجهى ، ضربونى على رأسى بالقصبة ، إنغرس الشوك فى جبينى ، و على خشبة العار صلبونى ، ثقبوا يدى و رجلى و أحصوا كل عظامى .
كشاة ساقونى للذبح ، و كنعجة صامته أمام جازيها ، لم افتح فمى و كأنى قطعت من أرض الاحياء ، و كالماء إنسكبت ، صار قلبى كالشمع ذاب وسط أمعائى ، يبست مثل شقفة قوتى ، لصق لسانى بحنكى ، سقونى الخل و المر ، لعنونى فباركتهم ، طلبت لهم غفراناً و رحمة ، فتشت عن أحبائى فلم أجدهم ، الكل تركونى ..
هذا كله إحتملته من اجل خلاصك لأنى أحبك ، فهل تقبل محبتى ؟
إقترب منى ، فأنا أبيك الحنون ، و أرجوا سلامتك ، و اشتاق لعشرتك لانها طيبة و حلوة لقلبى ، فأنت منذ تركتنى و أنا أترقب عودتك لان لذتى مع بنى الانسان .
تعال إلى فقد أتيت
لتكون لك حياة و ليكون لك أفضل ، سلمنى قلبك أرده لك جديداً ، أعطنى حياتك لأنقلك من الظلمة إلى النور ، و من الموت إلى الحياة .
أجعلك ابناً لله ووارثاً معى فى مجدى و ملكوتى ، يتحول نوحك إلى فرح ، و يأسك إلى رجاء ، حزنك إلى
تعزية ، و خوفك إلى سلام ، وأضع ترنيمة جديدة فى فمك .
أعولك و فى ايام الجوع أشبعك ، فلا تخشى من خوف الليل ، و لا من سهم يطير فى النهار ، و لا من وباء يسلك فى الدجى ، و لا من هلاك يفسد فى الظهيره .
يسقط عن يسارك ألوف و عن يمينك ربوات و أما أنت فلا يقتربون
إليك ، لأنى معك فأنجيك و أحيط بك و أضمك الى قلبى ، وأضع شمالى تحت رأسك و يمينى تعانقك ..
أحميك من عدو الخير ، وأرد سهامه الى قلبه ، و أسحقه تحت قدميك ..
أملأ حياتك بأيام صالحه مباركة سعيده و الى مجدى آخذك .
إننى فى انتظارك فهل تأتى ؟
أبيك السماوى
الرب يسوع
مخلص العالم
السبت نوفمبر 28, 2009 8:28 pm من طرف Admin