"لاَ تَذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ، وَالْقَدِيمَاتُ لاَ تَتَأَمَّلُوا بِهَا. هأَنَذَا صَانِعٌ أَمْرًا جَدِيدًا. الآنَ يَنْبُتُ. أَلاَ تَعْرِفُونَهُ؟ أَجْعَلُ فِي الْبَرِّيَّةِ طَرِيقًا، فِي الْقَفْرِ أَنْهَارًا"
" اشعياء 43 : 18 , 19 "
الى منتداى الجميل , الى اخوتى و اخواتى , و الى المتألمين بصفة خاصة اردت ان اشارككم باختبارى او قصتى قصة هذا الوعد الثمين الذى قد اختبرته و مازلت اختبره فى حياتى يوما بعد يوم بل لحظة بلحظة اختبر امورا جديدة رائعة يصنعها الهى المحب الراعى الصالح فى حياتى .
و اليوم وجدت انه من حق الهى الصالح على ان اكتب و اشارك بما صنعه معى و كيف حول حزنى الى فرح و كيف استطاع بنعمته الكافية ان يسندنى فى اشد اوقات الضعف و الالم .
انها رحلة حياة رغم الالم بدات مع يسوعى الحبيب منذ الطفولة و مستمرة الى هذا اليوم لتعلن حياتى انها ملك ذاك الذى احبنى و اسلم نفسه لأجلى و ليشدوا لسانى فرحا :
بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ
"مزمور 103 :1
تبدأ قصتى منذ ان كان عمرى 9 سنين حيث بدأ والدى فى ملاحظة اثار لانتفاخ و تورم فى عينى و وجهى و بصفته طبيب اعطى الامر اهمية ذائدة و قام بعمل التحاليل و الفحوصات اللازمة لى و قد اظهرت التحاليل وجود تعب معين فى الكلى نتج من حدوث التهاب بالزور و بدات رحلة العلاج الصعبة ما بين التحاليل و الاطباء و الادوية الكثيرة جدا و التى كانت اثارها الجانبية اشد الما من الدواء نفسه هذا بجانب الكثير بالطبع من النفقات المالية و ايضا الكثير و الكثير من الممنوعات و المحظورات فى الاكل و المجهود .
اما عن علاقتى بالله حتى هذا الوقت فقد كانت عادية بمعنى انى نشأت فى عائلة مؤمنة فكنت اذهب الى الكنيسة و الاجتماعات بانتظام و اواظب على مدارس الاحد و لكن لم اكن قد اختبرت المسيح كمخلص شخصى لحياتى و
كطفلة لم يكن لدى اى تقبل للمرض بل كنت متذمرة جدا رافضة ما يحدث تماما و كنت اتساءل بينى و بين نفسى لماذا؟؟؟؟ لماذا انا؟ لماذا هذا الالم؟ ما كل هذا الذى يحدث لى؟ لماذا كل هذه الادوية و الممنوعات ؟ هل لم يعد الله يحبنى و ان كان يحبنى فلماذا يسمح بكل هذا الالم؟؟
و ظلت هذه الاسئلة داخلى بلا اجابات و استمرت رحلة العلاج لسنة اخرى كنت قد وصلت للشهادة الابتدائية و كنت من المتفوقين دائما فقد وضعت كل همى فى المذاكرة الى ان جاء يوم كنت وصلت فيه الى شدة الالم و التعب الجسدى و النفسى فاخذتنى صديقاتى لحضور مدارس الاحد كنوع من التغيير و كان هناك فصل مخصص لسن الزهرات فحضرنا فيه و قد كانت الاخت تتحدث عن يسوع المريح الذى يقدر الامنا و يفهمنا و يحبنا و بالرغم من انى لا اتذكر كل ما قالته الان الا انى اتذكر جيدا انى بكيت كثيراا هذا اليوم و طلبت ان يدخل الرب يسوع الى قلبى و حياتى ليريحنى من خطيتى و من مرضى و كان هذا اليوم 3/5/1993 هو يوم ولادتى الثانية و بدات فصلا جديدا فى قصتى حيث شعرت لاول مرة بسلام عميق و راحة و مع الوقت و المواظبة على اخذ الخلوة الشخصية و اخبار ابى السماوى بكل ما اعانى منه و شعورى بحبه و سماعه لصوتى بدا تذمرى يتحول الى حمد و شكر و ايمان فى ان الرب صالح و يعمل لخيرى دائما.
و مرت السنوات و كنت اتقدم فى دراستى بتفوق و كان حلمى هو دانا قليل الاداب يا مستر اطردنى الصيدلة او الطب مثل والدى و كانت علاقتى بالهى فى نمو مستمر و بدات فى الخدمة فى مدارس الاحد و اكتشفت خلال رحلة المرض هذه ان الله قد اعطانى موهبة الكتابة و التاليف فقد كنت اكتب الكثير من الترانيم التى اختبرت كلماتها جيداا فى حياتى و قد كانت علاقتى باسرتى و المحيطين بى جيدة جداا و لم يكن يعكر صفو حياتى سوى المرض و الامه حيث كانت حالتى الصحية فى تدهور مستمر بالرغم من العلاج الكثير و كنت طوال فترة دراستى فى المرحلتين الاعدادية و الثانوية اعانى من الم جسدى شديد من الصداع المستمر و الدوخة الشديدة و تعب المعدة الشديد نتيجة الادوية و قد كان ايضا كثير من العلاج عن طريق الحقن و المحاليل التى تظل فى يدى مدة طويلة مما كان يؤلمنى كثيرا , و ما كان يزعجنى جدا هو انى اسافر شهريا لتلقى العلاج فكان يفوتنى الكثير فى دروسى و لكن اشكر الهى الذى اعطانى نعمة فى اعين المدرسين و الصديقات فكانوا يساعدونى بكل ما يستطيعوا عندما اعود من السفر و ظلت الحياة مستمرة بهذه الصورة الى ان جاء يوم معين فى حياتى لا انساه و هو فى سنة 1998 حيث عدت هذا اليوم من المدرسة و قد كنت فى الصف الثالث الثانوى -و قد نسيت ان اذكر لكم انى اجتزت الصف الثانى بتفوق بمجموع 95% - عدت فى هذا اليوم فى حالة صحية سيئة حيث كنت اعانى من الصداع الشديد الذى اصابنى بالاغماء فى المدرسة و عندما جلست مع يسوعى الحبيب لاصلى و اخبره بما اعانى منه كلمنى بهذا الوعد الذى غير مسار حياتى كلها
" لاَ تَذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ، وَالْقَدِيمَاتُ لاَ تَتَأَمَّلُوا بِهَا. هأَنَذَا صَانِعٌ أَمْرًا جَدِيدًا. الآنَ يَنْبُتُ. أَلاَ تَعْرِفُونَهُ؟ أَجْعَلُ فِي الْبَرِّيَّةِ طَرِيقًا، فِي الْقَفْرِ أَنْهَارًا"
اشعياء 43 : 18 , 19 ""
لقد فرحت جدا بهذه الاية الرائعة و تمسكت بهذا الوعد و طلبت من يسوعى ان يصنع معى هذا الامر الجديد الذى وعدنى به و لكنى كنت ارسم فى خيالى صورة معينة لهذا الامر فقد كنت اطالب الله ان يكون الامر الجديد هو شفائى التام من المرض و حصولى على مجموع كبير فى الثانوية العامة للالتحاق بالكلية التى افضلها .
استمرت حياتى تسير ما بين العلاج و الدراسة مع ذيادة و نمو علاقتى بالله بصورة كبيرة و تمسكى بهذا الوعد الذى اعطاه لى.
لكنى بدات الاحظ بعد رجوعى من رحلة علاج فى احد المرات بتغير شديد يحدث فى المنزل فهم يخفون عنى شيئا لا اعرفه فابى و امى فى حالة من الضيق بالرغم من محاولتهم لاخفاء ذلك امامى و عندما اسال اخوتى ماذا يحدث لا احد يجيب بل يتهربون منى لم افهم و لكنى لم افكر فى الامر كثيرا فقد كنت بدات انشغل بالمذاكرة لامتحانات الثانوية العامة و لكنها كانت فترة من اصعب فترات حياتى الما فقد تدهورت حالتى جدا و فقدت قدرتى على التركيز بسبب الصداع الشديد و الدوخة فقد كانت الكلى تفقد القدرة تدريجيا على القيام بوظائفها و هذا يؤدى لذيادة نسبة السموم فى الجسم , اجتزت فترة الامتحانات بصعوبة شديدة و عندما ظهرت النتيجة انخفض مجموعى جدا بالطبع عن مجموع الصف الثانى فحزنت كثيراا و تساءلت هل هذا هو الامر الجديد؟ لماذا لم يحقق الله لى ما اريد؟! اخذ موضوع النتيجة وقته بالطبع ثم سافرت مع ابى للمتابعة و عند الدكتور كان ابى يتحدث معه بالتعبيرات الطبية التى لم افهمها و لكنى شعرت ان الامر ليس جيد او ان هناك شيئا خطير و عندما عدنا للمنزل صارحنى ابى بان الكلى فشلت تماما عن العمل و انى مصابة بالفشل الكلوى!! يالهى ما هذا ؟ الم توعدنى بامرا جديدا؟ ما هذا الذى يحدث ؟ هكذا صليت و هكذا صرخت الى يسوع اطلبه و اساله ان يفهمنى او يجيبنى ما هذا؟ تماسكت امام ابى و اخذت الامر بضحك و تهريج و عرفت انى سوف ابدا فى جلسات الغسيل الكلوى و سوف ابدا ايضا فى اجراءات زرع الكلى... تقبلت الامر بعد وقت و شكرت ربى على كل ما يحدث فانا اعلم تماما انه يعمل لخيرى و لكن ظل هذا السؤال يتردد داخلى.. اين الامر الجديد؟ اين هو؟
لا اريد ان اطيل عليكم لكنى بدات جلسات الغسيل مرتين اسبوعيا كانت مؤلمة بالطبع لكنى كنت متمتعة بسلام عميق و فرح وسط هذا الالم و بدات ادرك انه يوجد اخرون يتالمون مثلى فحاولت ان اشارك من حولى فى المستشفى برسالة الحياة كنت احدثهم عن يسوع و كانت ابتسامتى وسط الالم و الدموع سبب تعزية لكثيرين حولى ساخذ الكثير اذا حكيت عن عظمة الاختبارات التى صنعها معى القدير فقد وصلت الى الموت مرات كثيرة و تعرضت لكثير من الامور الصعبة اثناء فترة الغسيل الكلوى لكنه اجازنى فيها بحماية الهية بيد رفيعة و ذراع قديرة. و بدات الرحلة الصعبة رحلى زرع الكلى و كان لابد ان تجرى الكثير من الفحوصات لى و للمتبرع الذى سيعطينى الكلية و بالطبع سياخذ مقابل مادى كبيير بجانب تكاليف العملية نفسها و المستشفى .
بدانا كاسرة الصلاة لاجل الامر فقد كانت تكاليفه فو ق الطاقة تماما و كان لدينا ثقة فى ان الله سيرسل و يسدد كل احتياج و فعلا بدات جميع الكنائس و الجمعيات و الاجتماعات على مستوى الجمهورية تدعمنى بالصلاة المرفوعة يوميا لاجلى و ايضا بدا الرب يرسل الماديات عن طريق الاقارب و المعارف و جسد المسيح من كل مكان بطرق معجزية غريبة و اختبارات استعجب الان تماما عندما اتذكرها و اتذكر كيف سدد هذا الاله القدير بغنى و فائض عن كل ما كنا نطلبه و اريد ان اقول ان العملية قد تكلفت مايقرب من 140 الف جنيه بثمن الكلية و العلاج و المستشفى , حقا لا اعلم كيف تم سداد كل هذا لكنه الاله الغنى بلا حدود.
اخذت مايقرب من مدة 5 شهور تقريبا فى الغسيل ثم حان وقت عملية الزرع بعد ان انتهينا من كل الفحوصات وكلما اقترب ميعاد العملية كنت افرح لانى سوف ارتاح اخيرا من الادوية و المستشفيات و لكن قبلها مباشرة عرفت اننى ساخذ ادوية لتثبيت الكلية تستمر مدى الحياة. تضايقت من الامر فى البداية و تضايقت لكن الهى الحنون اعطانى نعمة للتغلب عليه و بالرغم ان كان كثيرون فى هذا الوقت يقولون لى انى ساشفى تماما دون عملية لكن الله فى ارادته الصالحة كان له راى اخر وكنت انا قد سلمت له تماما و قلت له لا اريد الا ما تريده انت لى و فعلا تحدد ميعاد العملية يوم الثلاثاء 18 /4 / 2000 الساعة السادسة صباحا قضينا ليلة العملية فى الصلاة و التسبيح حتى ان العاملين فى المستشفى كانوا ياتون الى غرفتى مستعجبين مبتسمين .
اما عن العملية فقد شهد جميع الدكاترة الذين اجروها ان هناك يد عجيبة كانت تعمل معهم و ان عمليتى كانت من اسهل العمليات و اسرعها و بالفعل اخذت اتماثل للشفاء سريعا بعد ان جلست لمدة اسبوع فى العناية المركزة فى عزل تام عن الجميع لضمان التعقيم و لانى كنت اتناول ادوية لتثبيط المناعة حتى لاترفض الكلية من الجسم و قد حمانى الله من اى فيروسات او تعب ممكن ان يحدث بسبب قلة المناعة و قضيت وقت المستشفى فى الصلاة و الترنيم و مشاركة من حولى عما صنعه معى الله القدير حتى ان كل من كان يرانى كان يستعجب نفسيتى المرتفعة و ذلك فقط لان الهى الحبيب قد حمى روحى من الكسر و سيج حولى بحبه و رعايته
و خرجت من المستشفى بعد وقت و كانت الزيارات ممنوعة تماما و كان هذا هو الوقت الذى قد رتبه لى الله لاجلس معه لشهور طويلة مستمتعة به و هو مستمتع بى . اخذت وقت رائع فى قراءة الكلمة و الصلاة و عبر امامى شريط حياتى كله فاسر الله قلبى بكل ما صنعه من احسانات و عندما عدت الى بلدى بعد طول غياب استقبلنى الجميع بكل حب و ترحاب لقد كانوا لى فعلا عائلتى الكبيرة الرائعة. و بدات امارس حياتى بكل طبيعية و اندمج فى دراستى و خدمتى مع المتابعة المستمرة و كانت كل زيارة متابعة برغم وجود الم او ضيق الا انها فرصة رائعة للشهادة عن الرب فى المستشفى.
واكتب لكم اختبارى اليوم و قد مر اكثر من 7 سنين على العملية و انا اتمتع بصحة جيدة جدا اشكر الله عليها و كل يوم بل كل لحظة من حياتى اعيشها مديونة لحبيبى يسوع من اجل كل ما صنع معى و مازال يصنعه فى حياتى ورغم كل الم مررت به الااننى ادركت الامر الجديد الذى وعدنى به و مازلت ادركه حتى الان ادركت ان الامر الجديد هو اختبارى لكل هذه الرعاية الفائقة و المحبة الهائلة من الهى و هذه الوحدة الرائعة مع اخوتى عائلة المسيح فى كل وقت شددونى و ساندونى فيه معنويا و ماديا . اختبرت امورا رائعة فى عمق جديد مع الحبيب يسوع لم يكن ليظهر الا وقت اجتيازى فى نيران الالم. عرفت دعوته لى و ما على قلبه تجاهى و عرفت اننى بما اجتزت فيه سوف اعين اخرين يجتازوا فى الالم.
و لا يبقى الا ان اوجه كلمات هامة لكل من :
يســــــــوع : احبك احبك جدا لا اعرف كيف اشكرك اثق بك اثق فى انك تعرف و تريد دائما الافضل لى اتبعك يا سيدى اينما تمضى و انتظرك فى كل امر فى حياتى واثقة انك تعطينى النعمة و القوة فى كل وقت.
و هيفضل قلبى مصدق دايما انك صالح و للابد رحمتك
كل متالم فى هذه الحياة:يسوع بيحبك و بيعمل لخيرك لكن ارجو ان لا تحد الرب فى الطريقة التى يتعامل بها معك فهو ما ابعد احكامة عن الفحص و تاكد ان خفة ضيقاتنا الوقتية تنشىء لنا ثقل مجد ابدى و ما تتالم منه الان سيستخدمك الله من خلاله فى خطة رائعة صالحة اعدها خصيصا لك و لكنه يريد ان تسلم له قلبك بل كل عمرك و حياتك و هو امين عليهم جدا.
منقوله
الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 12:46 pm من طرف Admin