شات البطل مارجرجس
عــ،،ــغــ،ـوا
مــ،غ،ـلق الان
للاشــ،ـتـ،،ــراك فـ،ـى منــ،،ــتــداك ابــ،ـن يــ،ــســوع
شات البطل مارجرجس
عــ،،ــغــ،ـوا
مــ،غ،ـلق الان
للاشــ،ـتـ،،ــراك فـ،ـى منــ،،ــتــداك ابــ،ـن يــ،ــســوع
شات البطل مارجرجس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شات البطل مارجرجس

شات البطل مارجرجس
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  تفسير سفر القضاة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الروح




 تفسير سفر القضاة Jb12915568671
عدد الرسائل : 1653
العمر : 39
هل موقع ابن يسوع نال اعجاب حضرتك : 0
رصيدى فى بنك ابن يسوع : 4751
تاريخ التسجيل : 14/01/2010

 تفسير سفر القضاة Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سفر القضاة    تفسير سفر القضاة Emptyالإثنين يناير 17, 2011 9:47 am


مقدمة : القضاة المذكورين فى هذا السفر ليسوا قضاة بالمفهوم العام لنا ، لم يكن عملهم القضاء واصدار الأحكام حسب الشريعة ، وإنما كان عملهم رد البر وإعادته فى حياة الجماعة ، والدفاع عن حقوق هذه الجماعة وتخليصها من الضيق الذى تسقط فيه .

هؤلاء القضاة الذين ظهروا فى الفترة ما بين موت يشوع وبدء عصر الملوك ( شاول ) ، كانوا ذوى سلطة لكن ليس كالملوك ، فكان الحكم إلهيا ، بمعنى أن الله هو الملك الخفى للشعب ، يعمل خلال رئيس الكهنة كمبلغ للمقاصد الإلهية .
المسيح فى سفر القضاة :

إن كان سفر القضاة يمثل أحد العصور المظلمة لشعب بنى إسرائيل بسبب تهاونهم فى التمتع بكمال مواعيد الله وإنحرافهم نحو العبادة الوثنية بعد استقرارهم فى أرض الموعد ، فإن الله لم يترك شعبه بل كان يرسل لهم مخلصا أو قاضيا يدفعهم إلى حياة التوبة ويخلصهم من العدو الذى أسلمهم له الله للتأديب ، بل بالحرى سلمتهم له خطاياهم ليذوقوا ثمرتها المرة . وقد جاءت شخصيات هؤلاء القضاة تكشف بعض جوانب المخلص الحقيقى يسوع المسيح ، كما جاءت الأحداث التى إرتبطت بهم تعلن الكثير عن خدمة العهد الجديد التى تمس حياتنا الروحية .

هذا هو المنهج الذى أود أن أتبعه فى تفسير هذا السفر ، فى شىء من البساطة ، معتمدا على فكر بعض آباء الكنيسة الأولى وفى نظرتهم لأحداث وأشخاص هذا السفر .

+ + +

قضاة – الإصحاح الأول
الإستيلاء على بقية كنعان



إن سفر القضاة يكشف عن الإلتزام بدوام الجهاد ما دمنا فى الجسد حتى نستولى على كنعان كلها ، أى ننعم بكمال الوعد . ففى هذا الإصحاح نرى غلبة الإنسان على أدونى بازق رمز الشيطان ، ليفقد الأخير سلطانه وينسحق تحت قدمى المؤمن ، الذى يملك على أورشليم السماوية عوض إبليس الساقط منها .



( 1 ) سقوط أدونى بازق :

" وكان بعد موت يشوع أن بنى إسرائيل سألوا الرب قائلين : من منا يصعد إلى الكنعانيين أولا لمحاربتهم ؟ فقال الرب : يهوذا يصعد قد دفعت الأرض ليده ؛ فقال يهوذا لشمعون أخيه : اصعد معى فى قرعتى ... فأصعد أنا أيضا معك فى قرعتك ، فذهب شمعون معه " ( ع 1 – 3 ) .

إذ مات يشوع بعد أن عبر بهم الأردن ودخل بهم إلى أرض كنعان التزم بنو إسرائيل أن يحاربوا الكنعانيين لكى يرثوا الأرض بعد طرد الوثنيين . لقد مات " يســوع " رب المجد على الصليب بعد أن عبر بنا مياة المعمودية وصارت لنا إمكانية إلهية لكى نجاهد فى أرض الموعد ، أى خلال الحياة الجديدة التى لنا فى المسيح يسوع . لكى نطرد الكنعانيين أى أعمال إبليس ونرث فى الرب .

إذ سأل بنو إسرائيل الرب عمن يصعد أولا لمحاربة الكنعانيين ، جاءت الإجابة " يهوذا " ، وقد طلب يهوذا من أخيه شمعون أن يصعد معه فى قرعته ليحارب . من هو يهوذا الذى يبدأ بالحرب الروحية سوى ربنا يسوع المسيح " الخارج من سبط يهوذا " ، هذا الذى يقود بنفسه الموكب ليغلب وينتصر لحسابنا ، هذا الذى رآه القديس يوحنا اللاهوتى : " خرج غالبا ولكى يغلب " ( رؤ 6 : 2 ) . فإن كان " شمعون " تعنى ( المستمع ) ويشير إلى المؤمن الذى يصغى لسيده ويسمع صوته فى طاعة ، فإن يهوذا أى ربنا يسوع فى صراعه ضد العدو إبليس يطلب من شمعون أى من المؤمن المستمع لوصيته أن يشاركه الحرب الروحية .

إذن فالمحارب هو السيد المسيح الذى يدعونا أن نختفى فيه لكى به نجاهد ، وبه ننتصر ونكلل ! وكما يقول القديس أغسطينوس : [ يسوع قائدنا سمح لنفسه بالتجربة حتى يعلم أولاده كيف يحاربون ] .

إنطلق يهوذا وفى صحبته شمعون ليحاربا أدونى بازق ، هذا الذى سبق فأذل سبعين ملكا بقطع إبهام أيديهم وأرجلهم ، وكانوا يلتقطون الفتات الساقط من مائدته كالحيوانات ، فإذا به يسقط أسيرا وتقطع إبهام يديه ورجليه ويبقى تحت المائدة ذليلا .. وكما قال :


" كما فعلت كذلك جازانى الله " ( ع 7 ) .

أخيرا يقول الكتاب : " وأتوا به إلى أورشليم فمات هناك " ( ع 7 ) . فإن كانت " أورشليم " تعنى ( رؤية السلام ) ، فلا يمكن أن يحل السلام فى القلب ولا أن تعاينه النفس ما لم يمت أولا أدونى بازق ، أى يضع نهاية لعدو الخير إبليس . يموت إبليس فتحيا النفس فى سلام مع خالقها ومع إخوتها وبقية الخليقة بل وحتى مع نفسها ، إذ تمتلىء بالسلام الروحى الداخلى .

لقد أتوا بالعدو من بازق إلى أورشليم ، أى من ( المبرق ) أو من خداعاته التى تجعله يبرق كملاك من نور ليموت فى المدينة التى يحل الرب فيها بسلامه .



( 2 ) امتلاك أورشليم ومدن أخرى :

إذ قيل : " أتوا بأدونى بازق إلى أورشليم " ( ع 7 ) قدم بيانا تفصيليا عن محاربة يهوذا للأستيلاء على أورشليم وقرية أربع ( حبرون ) وقرية دبير ...

من جهة أورشليم فقد حاربوا أهلها واستولوا عليها ، ودخلوا بأدونى بازق فيها كأسير يموت هناك . غير أن الأستيلاء الكامل أو الدائم لهذه المدينة لم يتحقق إلا فى عهد داود النبى والملك ( 2 صم 5 : 6 ، 7 ) . إذ يقال أن اليبوسيين ، سكان أورشليم ( يبوس ) الأصليين رجعوا إلى حصنهم جبل صهيون ونزعوا المدينة عن يهوذا حتىاستولى إسرائيل عليها من جديد فى أيام داود . ويرى البعض أن يهوذا أخذ المدينة ولم يأخذ الحصن الذى بقى فى يد اليبوسيين حتى أيام داود الملك .

" وحارب بنو يهوذا أورشليم وأخذوها وضربوها بحد السيف وأشعلوا المدينة بالنار " ( ع 8 ) هذا كناية عن شدة الحرب ، أما إشعال المدينة بالنار فلا يعنى حرقها تماما وإنما حرق جزء منها ، والدليل على ذلك أن المدينة بقيت يسكنها اليبوسيين مع يهوذا وبنى بنيامين ( ع 21 ، يش 15 : 63 ) .

إذ تمتع يهوذا بأورشليم الملتهبة بنار الروح القدس لا يتوقف عن الجهاد الروحى بل ينزل " لمحاربة الكنعانيين سكان الجبل والجنوب والسهل " ( ع 9 ) . هكذا ينزل من أورشليم المدينة المرتفعة حوالى 2593 قدما ليحارب " الكنعانيين " والتى تعنى ( الهياج ) ، فلا يستطيع من يملك أورشليم أى تكون له " رؤية السلام " أو أن يحتمل الهياج الداخلى للقلب خلال الخطية بل يحاربه حتى يكون له السلام الفائق فى المسيح يسوع . أما المناطق التى يحاربها فهى :

+ سكان الجبل : تقع جنوبى أورشليم وتضم بيت لحم وحبرون .

+ النجب : تعرف بالنجب ( لحاء الشجر ) بسبب اتسامها بالجفاف والقحط .

+ السهل : وتترجم " هشفلة " ، عبارة عن منطقة منخفضة تحت سفح التلال تمتد بين الساحل المنبسط وسلسلة جبال يهوذا ، وتتميز بخصوبة أرضها وكثرة أشجارها ونباتاتها على عكس منطقة النجب .

أما بخصوص قرية أربع أو حبرون فقد أهتم كالب بامتلاك هذه المدينة بكونها مدينة حصينة يصعب الأستيلاء عليها ، لهذا يبدو أن داود جعلها عاصمة لمملكته قبل استيلائه على أورشليم . وكان لهذه المدينة قدسيتها عند اليهود ، ودعيت بالخليل تذكارا لإبراهيم خليل الله الذى ضرب خيامه فيها ، وفيها دفن مع سارة إمرأته ( تك 25 : 7 – 11 ) ، وقد صارت من مدن الملجأ ( يش 21 : 11 – 13 ) . أما دعوتها " قرية أربع " ، فيرى بعض معلمى اليهود أنها دعيت هكذا لأن فيها دفن أربعة آباء : آدم وإبراهيم وإسحق ويعقوب مع زوجاتهم ( تك 23 : 19 ، 25 : 9 ، 49 : 30 ، 31 ) ، كما سكن فيها أربعة من المشاهير : إبراهيم وعابر وأشكول وممرا . لكن الكتاب المقدس ينسب إسمها إلى " أربع الرجل الأعظم فى العناقيين " ( يش 14 : 15 ) ، وقد دعى " أربع " أبى عناق ( يش 15 : 13 ) . بعد الأستلاء على حبرون وقتل بنى عناق انطلق يهوذا إلى دبير أو قرية سفر ، حيث أعلن كالب بن يفنة أن من يضربها يعطيه عكسة إبنته إمرأة ... هذه التى تمتعت بالينابيع العليا والينابيع السفلى كهبة من أبيها بعد أن تزوجت نعثنيئيل فاتح قرية سفر ، أو دبير .

يتحدث بعد ذلك عن التصاق بنى القينى ، أى أبناء إخوة زوجة موسى ، ببنى يهوذا إذ صعدوا من مدينة النخل أى أريحا التى خربن ولعنت لذا لم يذكر هنا إسمها ، وانطلقوا إلى برية يهوذا إذ كانوا لا يحبون سكنى المدن كسائر أهل البدو ( أر 35 : 6 ، 7 ) ، فى جنوبى عراد ( تبعد 17 ميلا جنوبى حبرون ) وسكنوا مع شعب هذا الموضع أى عماليق ! وهكذا إختلطت الحنطة بالزوان !

اشترك السبطان يهوذا وشمعون فى ضر " صفاة " ودعوها " حرمة " ، والتى هى فى الغالب " تل السبع " . أما المدن " غزة ، وأشقلون وعقرون " ( ع 18 ) ، من عواصم الفلسطينيين الخمس ، فقد أخذها الفلسطينيون لكنهم لم يبقوا فيها زمانا طويلا ، لذلك جاءت الترجمة السبعينية ( لم يأخذها يهوذا أى لم يرثها ) ...

" لم يطرد سكان الوادى لأن لهم مركبات حديد " ( ع 19 ) ، كان ذلك مع بدء ظهور العصر الحديدى ، وقد احتكر الفلسطينيون صناعته حتى لا ينتفع به الإسرائيليون ( 1 صم 13 : 19 – 22 ) ، ولكن نصرة داود على الفلسطينيين كانت بداية لأستخدام الحديد كسلعة عامة فى إسرائيل .

وسط هذه الأنتصارات المتتالية أعلن الكتاب تهاون هذا الشعب : " وبنو بنيامين لم يطردوا اليبوسيين سكان أورشليم ، فسكن اليبوسيون مع بنى بنيامين فى أورشليم إلى هذا اليوم " ( ع 21 ) . وكما يقول العلامة أوريجانوس : [ إذ نسمع فى الأنجيل بأن الحنطة تنمو مع الزوان ، بنفس الطريقة يوجد فى أورشليم أى الكنيسة اليبوسيون الذين يسلكون بحياة رديئة ، هؤلاء الفاسدون فى إيمانهم كما فى أعمالهم وكل طريقة حياتهم . من المستحيل تتنقى الكنيسة بالكلية طالما هى على الأرض ] .

( 3 ) إمتلاك بيت إيل :

إن كان يهوذا قد جاء متقدما كل الأسباط ، إذ كانت قرعته هى الأولى فى الهجوم بكونه يمثل السيد المسيح نفسه ، فقد جاء بعده فى القرعة " بيت يوسف " أى سبطا إفرايم ومنسى . " يوسف " يعنى " نمو " ، و " إفرايم " يعنى ( ثمر متكاثر ) ، " منسى " أى ( ينسى ) ، فإن كنا فى المرحلة الأولى قد رأينا يهوذا يطلب من أخيه شمعون أن يخرجا معا كأخوين متلازمين علامة إتحاد الإيمان بالأستماع للوصية أى بالعمل ، ففى هذه المرحلة ينطلق يوسف أى النمو الروحى خلال عمل إفرايم مع منسى أى التمتع بثمر الروح مع نسيان محبة العالم .

يهوذا اقتنى أورشليم أى رؤية السلام ، وبيت يوسف أخذ مدينة بيت إيل أى بيت الله ؛ فبالإيمان ( يهوذا ) ننعم برؤية السلام الإلهى الفائق داخلنا ، وبالنمو الروحى ( يوسف ) نصير نحن أنفسنا بيت إيل أى مسكنا مقدسا لله .

أما كيف استولى بيت يوسف على بيت إيل فيقول الكتاب : " صعد بيت يوسف أيضا إلى بيت إيل والرب معهم " ( ع 22 ) . لقد دخلوها خلال معية الله ! لا نستطيع إقتحام بيت إيل أى بيت الله إلا بالله نفسه الذى يحملنا فيه إلى بيته ، ويكشف لنا أسراره ، ويمتعنا بحياته السماوية .

" واستكشف بيت يوسف عن بيت إيل " ( ع 23 ) .. أى أرسل بيت يوسف مراقبين أو جواسيس يستكشفون أمرها ، كما أرسل يشوع جاسوسين لمعرفة أسرار أريحا ( يش 2 : 1 ) .

ثم ينطلق المراقبون إلى مدينة " لوز " إذ قيل : " وكان إسم المدينة قبلا لوز " ( ع 23 ) . لم يذكر إسم المدينة بلا هدف ، فإن اللوز إنما يشير إلى كلمة الله كقول الرب نفسه لأرميا ( أر 1 : 11 ، 12 ) .

" فرأى المراقبون رجلا خارجا من المدينة ، فقالوا له أرنا مدخل المدينة فنعمل معك معروفا " ( ع 24 ) .

لقد عمل بيت يوسف معروفا مع الرجل وعشيرته وأطلقوهم ( ع 25 ) ، لكنعوض أن يدخلوا معهم المدينة ويشتركوا معهم فى الميراث إنطلقوا للحياة مع الحثيين يشاركونهم جحودهم وعدم إيمانهم !

ما صنعه الرجل مع بيت يوسف يفغله الكثيرون حتى اليوم ، يقودون الآخرين إلى معرفة الحق وأما هم فلا يدخلون . هذا ما خشاه الرسول بولس لئلا يسقط فيه عندما قال : " أقمع جسدى وأستعبده حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسى مرفوضا " ( 1 كو 9 : 27 ) .

( 4 ) التهاون مع الكنعانيين :

قلنا أن كلمة " الكنعانيين " تعنى ( هياجا ) ، لذا فاستبقاء الكنعانيين وسطهم من أجل الجزية وعدم طردهم ( ع 28 ، 29 ، 30 ، 33 إلخ ) إنما يشير إلى إنحراف القلب إلى محبة المال . فقد أعطانا الرب سلطانا أن نطرد عنا كل هياج وكل تشويش روحى ، لكن من أجل الجزية أى محبة العالم لا نطرده بل نستبقيه لنفعنا الزمنى .. الأمر الذى يحطم النفس هنا ويفقدها أبديتها هناك .

قضاة – الإصحاح الثانى
مقدمة فى لاهوتيات السفــر



إن كان صلب السفر كله يحمل نغمة الذل والضيق فقد افتتح الوحى السفر بروح الغلبة والنصرة على أدونى بازق والكنعانيين ليبث فينا روح الرجاء المفرح ، والآن إذ تهاون الشع فى طاعة الرب إنتقل ملاك الرب إلى بوكيم لينطلق بهم إلى البكاء بروح التوبة حتى إذ يضيق بهم الأمر جدا يرسل لهم من ينقذهم خلال روح التوبة .


( 1 ) ملاك الرب فى بوكيم



" وصعد ملاك الرب من الجلجال إلى بوكيم ، وقال : قد أصعدتكم من مصر وأتيت بكم إلى الأرض التى أقسمت لآبائكم وقلت لا أنكث عهدى معكم إلى الأبد ، وأنتم فلا تقطعوا عهدا مع سكان هذه الأرض ، اهدموا مذابحهم ، ولم تسمعوا لصوتى ، فماذا عملتم ؟! فقلت أيضا لا أطردهم من أمامكم بل يكونون لكم مضايقين ، وتكون آلهتهم لكم شركا . وكان لما تكلم ملاك الرب بهذا الكلام إلى جميع بنى إسرائيل أن الشعب رفعوا صوتهم وبكوا ، فدعوا إسم ذلك المكان بوكيم ، وذبحوا هناك للرب " ( ع 1 – 5 ) .

تقدم لنا هذه العبارات ملخصا دقيقا للاهوتيات السفر كله ، وخطا واضحا لغايته .

ويلاحظ فى هذه العبارات الآتى :

أولا : ملاك الرب المذكور هنا غالبا ما يعنى ظهورا إلهيا لكلمة الله كما يرى غالبية الدارسين . فكلمة الله الحى هو الذى قاد الشعب إلى الجلجال وهو الذى صعد بهم إلى بوكيم ، بكونه واهب التوبة وقابلها .

ثانيا : صعود ملاك الرب من الجلجال إلى بوكيم يحمل مفهوما لاهوتيا عميقا ، فالجلجال هو أول معسكر للشعب بعد عبوره الأردن ودخوله كنعان ، والأسم يعنى ( متدحرج ) أو ( دائرة ) ، جاء ليعلن عن دحرجة عار العبودية القديم ( يش 5 : 9 ) ، وكأن عار العبودية لا ينزع عنا إلا بدانا قليل الاداب يا مستر اطردنىنا " دائرة الأبدية " .

كان الجلجال مركزا لعمليات يشوع ، وفيه اختتن الشعب ثانية ( يش 5 : 9 ) ، وظهر كموضع مقدس حتى أيام صموئيل النبى ( 1 صم 7 : 6 ) وغالبا ما كان به هيكل ، كما صار مركزا لعمليات شاول الحربية ضد عماليق إلخ .. بمعنى آخر الجلجال إنما يعنى مقدس القلب الداخلى الذى فيه يدير ربنا يوع ( يشوع ) العمل الروحى ، وفيه تتجلى الحياة السماوية ( الختان الروحى الثانى ) ، وفيه تقدم ذبيحة شكر لله ، وخلاله نصارع مع الشيطان ( عماليق ) ... هذا المقدس يفارقه ملاك الرب معلنا عصياننا وكسرنا للعهد المبرم مع الله ، وينطلق بنا إلى بوكيم ، فيتحول قلبنا إلى الندامة والبكاء حتى إذ نرجع إلى الله فى أعماقنا نقدم ذبيحة روحية للرب ( ع 5 ) .

ثالثا : الله يقدس الحرية الإنسانية جدا ، فإذ نقيم العهد مع سكان هذه الأرض ( الخطايا ) يهبنا سؤل قلبنا فلا يطردهم من أمامنا ... فيكونون مضايقين لنا ، وهكذا يجعل الله من تصرفاتنا الشريرة فرصة للتأديب . إنه لا يلزمنا بالتوبة ، لكن ثمار خطايانا المرة تضيق علينا فنرفع قلوبنا بكامل حريتنا لنرى الأذرع الأبدية مفتوحة لنا .

على أى الأحوال فإن صعود ملاك الرب من الجلجال إلى بوكيم وحديثه معهم هو بمثابة إعلان عن العلاج قبل استعراض مرارة المرض . هكذا يتعامل الله معنا ، إذ يفتح أمامنا أبواب الرجاء مقدما حتى متى سقطنا نذكر رحمته وننطلق بالروح القدس إلى بوكيم لنقدم ذبائح التوبة للرب فى إستحقاقات الدم الثمين .

والآن إذ قدم العلاج بدأ يكشف عن ظهور المرض فتحدث عن عصر يشوع والشيوخ المرافقين له حيث شهد الكل أعمال الله العجيبة فلم ينحرفوا عن الإيمان ، لكن الجيل التالى " لم يعرف الرب ولا العمل الذى عمل لإسرائيل " ( ع 10 ) .



( 2 ) موت يشوع :

إذ سمع يشوع كلمات ملاك الرب فى بوكيم ورأى الشعب يرفع صوته ويبكى لأنه عرف ما سيحل به أو بالأجيال المقبلة كثمرة لتهاونهم مع الأمم الوثنية ، ذبحت ذبائح للرب ( ع 5 ) ، ثم صرف يشوع الشعب ... " كل واحد إلى ملكه لأجل إمتلاك الأرض " ( ع 6 ) أى ذهب كل سبط ليملك ما قد تمتع به كنصيب له .

يا لها من صورة حية للكنيسة الحقيقية ، إذ تجتمع معا مع يشوع لتمارس التوبة الجماعية فى بوكيم ، وتقدم ذبيحةالرب بروح واحد جماعى ، لكن كل واحد يملك نصيبه !

تحدث عن حال عن حال الشعب فى عهد يشوع ، قائلا : " وعبد الشعب الرب كل أيام يشوع وكل أيام الشيوخ الذين طالت أيامهم بعد يشوع الذين رأوا كل عمل الرب العظيم الذى عمل لإسرائيل " ( ع 7 ) .
متى كان يشوع الحقيقى ، يسوع المسيح ، هو القائد للكنيسة والمحرك لها روحيا يعبد الشعب الرب فى حرارة الروح ، ومتى تسلم الكنيسة شيوخ أى رعاة رأوا كل عمل الرب العظيم وتلامسوا مع صليبه تبقى الكنيسة ملتهبة فى الروح ، أما إن تسلمها رعاة ليس لهم شركة مع يشوع الحقيقى فينحرف الشعب عن عبادة الله الحقة .

أخيرا " مات يشوع بن نون عبد الرب إبن مئة وعشر سنين فدفنوه فى تخم ملكه فى تمنة حارس فى جبل أفرايم شمالى جبل جاعش " ( ع 8 ، 9 ) .

اعلان موت يشوع والأهتمام بدفنه فى تخم نصيبه إنما يكشف للشعب عن الإيمان بقيامة الجسد ، الأمر الذى لم يكن يستطيع اليهود فى ذلك الحين إدراكه تماما .

دفن فى المنطقة الجرداء التى إختارها لنفسه بعد التوريع للأسباط إذ كان زاهدا لا يطلب ما لنفسه بل ما هو للآخرين . إنه يدفن فى أرض جرداء لينعم بالأرض الجيدة ، أى الحياة الأبدية حيث فيض الغنى السماوى .

دفن فى " تمنة حارس " أو كما جاء فى سفر يشوع " تمنة سارح " ( يش 24 : 3 ) ، وقد إشتهرت المدينة بالأسمين ، الأول تمنة حارس الذى يعنى ( نصيب الشمس ) ، والثانى تمنة سارح الذى يعنى ( نصيب مزدوج ) . ويرى الربانيون أنها دعيت تمنة حارس بسبب وقوف الشمس فى عهد يشوع ، لذلك رسمت صورة الشمس على قبره . على أى الأحوال دفن يشوع فى هذه المدينة ليكون نصيبه شمس البر ، يسوع المسيح ، أى مات على رجاء التمتع به ، وبتمتعه بيسوع يحسب نفسه قد نال نصيبا مزدوجا أو وفيرا .

كانت هذه المدينة فى جبل أفرايم شمالى جبل جاعش أى جبل الزلزلة ، الذى يذكرنا بالزلزلة التى حدثت عند قيامة يشوع الحقيقى ، كأن يشوع قد مات منتظرا أن يكون " شمس البر " نفسه هو نصيبه المزدوج ، به ينعم بالزلزلة للحياة القديمة ليتمتع بحياته المقامة من الأموات .



( 3 ) التعبد للبعل وإقامة قضاة :

الآن إذ أعلن موت يشوع على رجاء القيامة ومات الجيل الذى عاين أعمال الرب العظيمة : " قام بعدهم جيل آخر لم يعرف الرب " ( ع 10 ) ... وفى عبارات قليلة كشف بقية الإصحاح عن جوهر أحداث سفر القضاة ومعاملات الله مع الشعب فى ذلك الحين ، إذ قال : " وتركوا الرب إله آبائهم الذى أخرجهم من أرض مصر وساروا وراء آلهة أخرى من آلهة الشعوب الذين حولهم وسجدوا لها وأغاظوا الرب " ( ع 12 ) .

لقد نسى الجيل الجديد أعمال الله محب البشر مع آبائهم وانسحب قلبهم إلى العبادات الوثنية من أجل ما تحمله من رجاسات وملذات جسدية طريقها سهل ، فتركوا إله آبائهم ونقضوا عهده ( ع 20 ) وعبدوا البعليم والعشتاروت ( ع 13 ) فأغاظوا الرب الذى حمى غضبه عليهم ( ع 20 ) .

الله ليس فيه انفعالات مثلنا لكنه حب مطلق ، وفى حبه يضمنا إليه كعروس له ، يغير علينا ،

غضب الله يعنى إشارة إلى سقوطنا تحت عدلـه الإلهى نجتنى ثمر خطايانا .. فيبدو الله كغاضب .

لقد حرموا أنفسهم بأنفسهم من الرحمة الإلهية ، ومع هذا فهو يسمح لهم بذلك حتى يضيق بهم الأمر جدا ( ع 15 ) ، عندئذ كان يقيم لهم قضاة يخلصونهم من يد ناهبيهم ( ع 16 ) . وللأسف " عند موت القاضى كانوا يرجعون يفسدون أكثر من آبائهم ... " ( ع 19 ) .
هذه هى قصة سفر القضاة كله



بل هى قصة حياة الكثيرين منا ، سرعان ما ننسى معاملات الله معنا لنسلك حسب أهوائنا وإذ نخضع لثمر شرنا نصرخ فينجى ، لنعود مرة أخرى فننسى الرب ونتعدى عهده !

أما عبادة البعل فكانت تقدم للإله الكنعانى " بعل " وجمعه " بعليم " ، ومعناه ( سيد ) أو ( رب ) أو ( زوج ) . وكانت زوجته الإلهة عشتاروت : هو إله الخصب ورب المزارع والمهتم بالحيوانات إله الشمس ، ووهى إلهة القمر . كانوا يقدون لهما من أطفالهم ذبائح ومحرقات !!

كانت بعض الأصنام تصنع من النحاس مجوفة ، يوقدون تحتها النيران ومتى احمرت جدا وتوهجت تلقى الأم رضيعها على يديه المتوهجتين وتضرب الطبول حتى لا تسمع صرخات الرضيع وهو يحترق !!

وكان للبعل كهنة كثيرون يخدعون الناس بسحرهم وشعوذتهم ، كما وجدت أحيانا كاهنات هن نساء وبنات يقدمن أنفسهن للزنى والرجاسات كجزء من العبادة وطقس من طقوسها ( هو 4 : 14 ) .

هذا وقد انتشرت عبادة البعليم فى الشرق بصورة متسعة حتى صار لبعض البلاد بعل خاص بها مثل بعل فغور ، وبعل زبوب إلخ ....

+ + +

قضاة – الإصحاح الثالث
عثنيئيــــل بن قنـــاز



بعد المقدمة السابقة ( ص 1 ، 2 ) بدأ بصلب السفر يعلن انحراف الشعب المتكرر وسقوطهم تحت الضيق وإرسال الله قضاة لإنقاذهم :



( 1 ) انحراف الشعب :

" فهؤلاء هم الأمم الذين تركهم الرب ليمتحن بهم إسرائيل كل الذين لم يعرفوا جميع حروب كنعان ، إنما لمعرفة أجيال بنى إسرائيل لتعليمهم الحرب " ( ع 1 ، 2 ) .

يبدأ صلب السفر بتقديم بيان عن الأمم الذين تركهم الرب لإمتحان إسرائيل ، حتى تتدرب الأجيال الجديدة كيف تحارب ، وهنا نلاحظ أن الإسرائيليين قد تهاونوا فى طرد الأمم ، فسمح الله ببقائهم فى وسطهم ، ليكونوا أداة لتدريب الأجيال على الحرب ، لا بالمفهوم العام للتدريب العسكرى ، إنما ليختبروا كيف يغلبون وينتصرون خلال الحياة التقوية والأتكال على الرب ، فيرون أعماله معهم لنصرتهم . هكذا يخرج الله حتى من ضعفاتنا خيرا !

قدم الإصحاح بيانا بأسماء هؤلاء الأمم من أقطاب ( أمراء ) الفلسطينيين الخمسة ، وبقيةالأمم .

أما علامة الإنحراف فهى : " اتخذوا بناتهم لأنفسهم نساء وأعطوا بناتهم لبنيهم وعبدوا آلهتهم " ( ع 6 ) . هذه هى العلاقة المزدوجة : الأرتباط بغير المؤمنين خلال العلاقة الزوجية ، وعبادة الآلهة الغريبة ، والعجيب أنه يبدأ بذكر الزواج بغير المؤمنين قبل عبادة الآلهة الأخرى ، لأن الأولى هى العلة والسبب ، والثانية هى ثمرة طبيعية للإنسان الشهوانى الذى يقبل الزواج خارج دائرة الإيمان ، لهذا يحذرنا الرسول ، قائلا : " لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين ، لأنه أية خلطة للبر والإثم ؟! وأية شركة للنور مع الظلمة ؟! وأى إتفاق للمسيح مع بليعال ؟! وأى نصيب للمؤمن مع غير المؤمن ؟! "( 2 كو 14 ، 15 ) .



( 2 ) استعبادهم لكوشان :

إذ إرتبطوا مع الأمم خلال علاقات زوجية سقطوا معهم فى عبادتهم للبعليم والسوارى ( أعمدة تقام كتماثيل للآلهة ) ، ولهذا باعهم الرب لكوشان رشعتايم ملك آرام النهرين ، لمدة ثمان سنوات ( ع 8 ) .

" كوشان " إسم سامى يعنى ( يختص بكوش ) ، و " رشعتايم " تعنى ( ذى الشرين ) ، فإن كان الشعب قد إرتكب شرا مزدوجا : الزواج بأمميات ، عبادة الأوثان ، لهذا أسلمهم للملك ( ذى الشرين ) ليكون علة تأديبهم لمدة ثمان سنوات ، بالكيل الذى به يكيلون يكال لهم !



( 3 ) إقامة عثنيئيل قاضيا :

" وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب ، فأقام الرب مخلصا لبنى إسرائيل فخلصهم : عثنيئيل بن قناز أخو كالب الأصغر . فكان عليه روح الرب وقضى لإسرائيل ، وخرج للحرب فدفع الرب ليده كوشان رشعتايم ملك آرام واعتزت يده على كوشان رشعتايم ، واستراحت الأرض أربعين سنة " ( ع 9 – 11 ) .

اختيار عثنيئيل قاضيا لم يأت جزافا ، فقد أراد الله أن يكون أول القضاة ليعلن أن سر الغلبة والخلاص يكمن فى الله نفسه ، إذ كلمة عثنيئيل تعنى " استجابة الله " أو " قوة الله " فما يتحقق من خلاص لا يتم بقوة بشرية إنما هو إستجابة الرب الذى يسمع صرخات أولاده ويعمل فيهم بقوته الإلهية .

ويؤكد الكتاب المقدس أن سر القوة فى هذا القاضى : " كان عليه روح الرب " ( ع 10 ) ، معلنا أن فضل القوة لروح الرب الحال عليه وليس فى ذاته .



( 4 ) إقامة أهود قاضيا :

فى المرة الأولى باعهم الرب لكوشان رشعتايم ملك أرام لمدة ثمان سنوات ، أما الآن إذ رجعوا على الشر فسلمهم لعجلون ملك موآب لمدة ثمانى عشرة سنة حتى يتأدبوا بالأكثر ... إننا إذ نكرر السقوط لا يقسو الرب علينا وإنما كطبيب يقدم دواء أكثر فاعلية حتى وإن بدأ أكثر مرارة لشفائنا .

" عجلون " تعنى ( عجل سمين ) كناية عن قوته وغضبه الوحشى ، هذا بجانب أنه كان رجلا سمينا جدا ( ع 17 ) . " شدد الرب عجلون " ( ع 12 ) ، أى رفع يده افلهية التى كانت تعوقه عن طبيعته الوحشية نحو اليهود ، فتشدد للحرب مستعينا ببنى عمون ، إذ كان بنو موآب وبنو عمون متجاورين ، أرض موآب شرقى القسم الجنوبى من بحر لوط وبنو عمون إلى جهة الشرق منهم ، كما تحالف أيضا مع عماليق وهم قبائل بدوية متوحشة حملوا عداوة لإسرائيل ظهرت أثناء عبور الأخير فى البرية ( خر 17 : 8 ؛ عد 13 : 29 ، 14 : 25 ) . تحالف الثلاثة معا وضربوا إسرائيل بالسيف وامتلكوا أريحا " مدينة النخل " ( ع 3 ) .

إذ صرخ إسرائيل بعد ثمان عشرة سنة " أقام لهم الرب مخلصا أهود بن جيرا البنيامينى رجلا أعسر " ( ع 15 ) يرى البعض أن كلمة أهود تعنى ( أبى مجد أو جلال ) .

كأن أهود جلا أعسرا أى يعمل بيده اليسرى ، كان يحمل سيفا ذا حدين تقلده تحت ثيابه على فخذه اليمنى ليقتل به عجلون ملك موآب بعد أن يقدم له هدية يحملها كثير من الرجال ، يقتله بعد أن يصرف الرجال حاملى الهدية ويتصرف معهم ، ليعود ويلتقى مع الملك على انفراد فى علية برود ، وهى علية خاصة بعجلون فى أعلى القصر يجلس فيها كمظلة صيفية ليتبرد من الحر . قتله أهود بالسيف فى عقر داره ومكان أمانه بعد أن قام عجلون عن كرسيه ليعود فيسقط على الأرض فى دمائه ولا يجلس على كرسيه بعد ، ترك أهود السيف فى بطن عجلون ولم يسحبه وانطلق من الرواق وأغلق أبواب العلية على القتيل .

وإذ خرج العبيد ورأوا الأبواب مغلقة قالوا : إنه مغط رجليه فى مخدع البرود ، وهو تعبير متأدب عن دانا قليل الاداب يا مستر اطردنىه إلى المرحاض ... وإذ طال إنتظارهم أخذوا المفتاح وفتحوا ليجدوه قتيلا على الأرض . وإذ هرب أهود جمع بنى إسرائيل فى جبل أفرايم وأعلن أن الرب دفع إليهم أعداءهم ، فنزلوا وراءه وأخذوا مخاوض الأردن إلى موآب وتمكتوا من قتل نحو عشرة آلاف رجل كل نشيط وكل ذى بأس ولم ينج أحد .

هذه القصة تحمل فى اختصار شديد صورة رمزية رائعة لعمل المخلص الحقيقى يسوع المسيح خلال الصليب ، إذ نرى فيها الآتى :

أولا : إسم المخلص أو القاضى " أهود " وقلنا أنه يعنى ( أبى مجد أو جلال ) ، كما تعنى ( متحد ) ، ففى المسيح يسوع المخلص الحقيقى تمجد الآب كقول السيد فى ليلة آلامه : " مجد إبنك ليمجدك إبنك أيضا ... أنا مجدتك على الأرض " ( يو 17 : 1 ، 4 ) .

أما المعنى الثانى لكلمة أهود أى ( متحد ) ، فإن هذا الإسم ينطبق على السيد المسيح بطريقة فريدة إذ هو واحد مع أبيه . وقد جاء إلى الصليب لكى يجعلنا نحن أيضا متحدين معا فيه ، ففى صلاته الوداعية يقول : " أيها الآب القدوس احفظهم فى إسمك ، الذين أعطيتنى ليكونوا واحدا كما نحن ... ليكونوا هم أيضا واحدا فينا " ( يو 17 : 11 ، 21 )

ثانيا : يظهر أهود حاملا سيفا ذى حدين تقلده على فخذه اليمنى ليقتل به عجلون ، وكانه بالسيد المسيح الذى قيل عنه : " تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار جلالك وبهاءك " ( مز 45 : 3 ) .

يحدثنا الرسول بولس عن كلمة الله أنها كسيف ذى حدين ( عب 4 : 12 ) ، بالحد الأول يعمل فى قلب الكارز وبالثانى فى قلوب المستمعين ،إذ كلمة الله تعمل فى الرعاة والرعية كسيف يبتر الشر ويعزله حتى يقدم القلب نقيا للرب .

ثالثا : أخذ أهود لعجلون هدية يحملها قوم من عنده ، وقد حمل سمعان القيروانى مع السيد صليبه ، وكأنه كان حاملا معه الهدية . عند قتل عجلون كان أهود وحده ، إذ إجتاز السيد المسيح المعصرة وحده ولم يكن معه أحد من الشعوب كما قيل بأشعياء النبى ( 63 : 3 ) .

رابعا : قتل أهود عجلون بعد أن قام من كرسيه الملكى ، فسقط على الأرض قتيلا ، وكأنه بإبليس الذى فقد سلطانه ( كو 2 : 15 ) وسقط من السماء كالبرق ( لو 10 : 18 ) .



( 5 ) إقامة شمجر قاضيا :

قام شمجر بعد أهود ، ولا يعنى هذا أن أهود قد مات ، إذ يرى البعض أن شمجر حارب فى أيام أهود وكان عمله محليا .

ربما لم يجد شمجر آلة للحرب فاستخدم منساس بقر ، وهى أشبه بعصا فى طرفها حديدة حادة تستخدم فى رعاية البقر .

على أى الأحوال الله يعمل بالقليل كما بالكثير



إنه يستخدمنا للعمل الروحى حتى وإن كنا لا نملك من المواهب والطاقات إلا منساس بقر .

+ + +

قضاة – الإصحاح الرابع
دبورة النبية وباراق



فى كل عصر يبرزالرب دور النساء الإيجابى حتى لا يعشن فى حياة سلبية بل يقمن بدورهن وسط الجماعة ، وقد فاقت دبورة النبية والقاضية الكثير من القضاة أنفسهم .


( 1 ) سقوط إسرائيل فى الشر



عاد إسرائيل يعمل الشر فى عينى الرب فباعهم بيد يابين ملك كنعان الذى ملك فى عاصمة الكنعانيين " حاصور " وكان رئيس جيشه سيسرا ساكنا فى حروشة الأمم ، وبقى إسرائيل فى ضيق شديد لمدة عشرين عاما .

سيسرا تعنى " الخروج من الفرح " – إذ تكرر شر إسرائيل باعهم للتأديب بواسطة " سيسرا " أى بفقدان الفرح ، وهذا من أقسى درجات التأديب ، إذ يفقد الإنسان معية الرب واهب الفرح فيصير فى قلق داخلى وكآبة قلب لا ينزعها إلا عودة القلب إلى الله ليتقدم كمقدس له أو سماء تحمله فى داخله بروح الفرح والتهليل .

كان ملك كنعان أو رئيس " الضجيج "وعدم السلام ساكنا فى " حاصور " عاصمته أى كمن فى حصن ، يرسل إلى القلب ليحطم كل فرح فيه .



( 2 ) دبورة تحث باراق :

لقد عمل الله بأهود الرجل الأشول ، كما استخدم شمجر الذى لا يملك إلا منساس بقر يحارب به ، والآن يعمل بإمرأة أو كما يقول القديس أمبروسيوس بأرملة ، حتى يسند الكل رجالا ونساء ، المتزوجين والأرامل والعذارى ، فيكون لكل دوره الروحى فى حياة الجماعة المقدسة .

إن كنا نرى فى القضاة صورا متباينة لشخص السيد المسيح وعمله الخلاصى ، فإن دبورة تحمل صورة حية لكنيسة المسيح فى جوانب كثيرة منها :

أولا : من جهة الأسم تدعى " دبورة " أى نحلة ، وقد قيل عن الكنيسة كنحلة : " شفتاك يا عروس تقطران شهدا ، تحت لسانك عسل ولبن " ( نش 4 : 12 ) ، يليق بنا ( كالنحلة ) أن نطير على مروج التعاليم الموحى بها ، ونجمع من كل منها مخازننا التى للحكمة ، فهى كالعسل داخل مخازن الخلايا الشمعية .

ثانيا : إسم رجلها " لفيدوث " وهو جمع مؤنث للكلمة " لفيد " أو " لبيد " وتعنى " مشرق أو مصباح أو مشعل " أما عريس الكنيسة فهو ذاك الذى قال : " أنا نور العالم " ( يو 8 : 12 ؛ 9 : 5 ) . إنه يشرق فى كنيسته لكى تستنير به ( مت 5 : 14 ) .

ثالثا : كانت دبورة " جالسة تحت نخلة دبورة بين الرامة وبيت إيل فى جبل أفرايم " ( ع 5 ) . ما هذه النخلة التى دعيت بأسمها ، وكانت تجلس تحتها ليصعد إليها الرجال للقضاء ، إلا خشبة الصليب التى تحدثت عنها الكنيسة العروس ، قائلة : " تحت ظله إشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة فى حلقى " ( نش 2 : 3 ) .

كأن جلوسها تحت الصليب قد وهبها ثمرا متكاثرا ، إذ كانت تجلس على المرتفعات ( الرامة ) فوق هموم العالم وإغراءاته ، عند بيت إيل أى فى بيت الرب لتنعم بمعيته على الدوام . ما أحوجنا أن نكون كدبورة نعمل بغير إنقطاع فى دائرة الصليب ، مرتفعة قلوبنا إلى السمويات ومنطلقة إلى بيت الله الأبدى فننعم بثمر الروح المتكاثر .

رابعا : تشير دبورة إلى الكنيسة فى حث أولادها على الجهاد الروحى ضد إبليس وأعماله الشريرة ، أى الرجاسات والخطايا ، فقد أرسلت دبورة إلى باراق بن أبينوعم من قادش نفتالى تطالبه بالزحف على جبل تابور ومعه عشرة آلاف رجل من بنى نفتالى ومن بنى زبولون لمحاربة سيسرا جيش يابين .

يرى البعض أن باراق هو إبنها ، بينما يرى بعض الحاخامات اليهود أن باراق نفسه هو لفيدوت زوجها ، إذ أن لفيدوت كما قلنا يعنى مبرق أو مشعل . والمعنى يقترب من كلمة باراق التى تعنى برق أو بارق . وقد دعى هكذا بسبب نشاطه وسرعة حركته خاصة فى الحروب ، يتحرك كالبرق الخاطف .

يرى القديس أمبروسيوس أن دبورة نجحت فى عملها كقاضية خلال نجاحها فى حياتها العائلية ، إذ قدمت إبنها باراق رجلا ناجحا ، وسلمته لقيادة الجيش بالرغم من المخاطر التى قد تلاحقه .

دبورة قدمت إبنها قائدا للجيش لنعرف أن أرملة استطاعت أن تدرب مصارعا ، علمته كأم ، وامرته كقاضية ، بشجاعتها دربته وكنبية قدمته للنصرة ..




لقد حثت دبورة باراق – أيا كانت قرابته لها – لا لينطلق وحده وإنما ليأخذ معه عشرة آلاف رجل من بنى نفتالى ومن بنى زبولون لمحاربة سيسرا المنجذب إلى نهر قيشون ، فيدفعه الرب ليديه .

يليق بكل مؤمن أن يكون كباراق فى جهاده الروحى .



( 3 ) دبورة تقتل سيسرا :

طلب باراق من دبورة أن تذهب معه ، فقالت له : " إنى أذهب معك غير أنه لا يكون لك فخر فى الطريق التى أنت سائر فيها ، لأن الرب يبيع سيسرا بيد إمرأة " ( ع 9 ) . أرادت دبورة أن تحث باراق للخروج للحرب لكنه إذ أصر على خروجها معه قبلت ، وبروح النبوة قالت : " لأن الرب يبيع سيسرا بيد إمرأة " ، فقد ظن باراق أن دبورة تتحدث عن نفسها ، غير أنها فى الواقع غالبا ما كانت تقصد ياعيل إمرأة حابر القينى التى قتلت سيسرا فى خيمتها بالوتد .

ياعيل الأممية ترمز إلى كنيسة الأمم المنتصرة ....



يروى لنا الكتاب المقدس قصة نصرة ياعيل ( كنيسة الأمم ) على سيسرا هكذا :

أولا : " دعا باراق زبولون ونفتالى إلى قادش وصعد ومعه عشرة آلاف رجل ، وصعدت دبورة معه " ( ع 10 ) . لم نسمع فى بداية الأنطلاق عن دور قامت به ياعيل ( الأمم ) إنما قام باراق الذى يمثل آباء اليهود الذين أبرقت فيهم نبوات العهد القديم ، وإنطلق معه دبورة ( روح النبوة ) ... وكان بدء الإنطلاق مع زبولون ونفتالى ( أى القلب المتسع كمسكن لله ) ، من قادش التى تعنى ( قداسة ) . وكأن هذه البداية تمثل جهاد رجال العهد القديم خلال روح النبوة لينطلقوا للحرب خلال الحياة التقوية المقدسة .

ثانيا : يأتى الكتاب بعبارة إعتراضية تهيىء الذهن للتعرف على ياعيل زوجة حابر القينى ، إذ يقول : " وحابر القينى إنفرد من قايين من بنى حوباب حمى موسى وخيم حتى إلى بلوطة فى صنعايم التى عند قادش " ( ع 11 ) .

لعل حابر هذا يمثل بعضا من الأمم الذين بحب الناموس الطبيعى عرفوا الرب ، لكنهم لم يتخلصوا من التحالف مع الكنعانيين إذ كانوا يسلكون فى الرجاسات ، حتى انطلقت منهم " ياعيل " أى كنيسة الأمم تقتل إبليس " سيسرا " وترفض رجاساته وعباداته الوثنية .

ثالثا : " قالت دبورة لباراق : قم ، لأن هذا هو اليوم الذى دفع فيه الرب سيسرا ليدك . ألم يخرج الرب قدامك ؟! " ( ع 14 ) .

كشفت دبورة عن سر النصرة لباراق ألا وهو التمتع بالقيامة مع الرب القائم من الأموات ، محطم إبليس وجنوده ، إذ قالت له " قم " .

رابعا : " فنزل باراق من جبل تابور ووراءه عشرة آلاف رجل " ( ع 14 ) .

كان باراق على جبل تابور كمن هو فى حصنه ومأمنه ، وكأنه كان مع التلاميذ الذين رأوا الرب متجليا هناك فقالوا على لسان الرسول بطرس : " جيد يارب أن نكون ههنا " . وقد أمرهم الرب بالنزول ليحمل الصليب ويحملونه معه ، فيعلن بقيامته نصرته على سيسرا ، واهبا الغلبة لتلاميذه فيه .

خامسا : " فأزعج الرب سيسرا وكل المركبات , وكل الجيش بحد السيف أمام باراق ، فنزل سيسرا عن المركبة وهرب على رجليه " ( ع 15)

لم يكن باراق يملك مركبات حربية مثل جيش سيسرا ...

وكان تعداد جيشه عشرة آلاف رجل ، أما جيش سيسرا فكان يقدره يوسيفوس بـ 300 ألفا من الرجال ، وبعشرة آلاف فارس ، ... ولكن الله كعادته لا يخلص بالإمكانيات البشرية الجبارة وإنما إذ تقدم صفوف شعبه أرعج العدو . ويقال أن العدو إذ رأى الجيش ينزل عليه بغتة أضطرب وصار فى حيرة فهربوا فكانت المركبات تصطدم معا فاضطروا إلى تركها والسير على الأقدام ، خاصة وأن يوسيفوس يقول بأن مطرا غزيرا تساقط وبردا عظيما أفقدهم التدبير فى الأمر ، فكان الإسرائيليون يلاحقونهم ، وكأنهم يترنمون مع المرتل قائلين : " هؤلاء بالمركبات وهؤلاء بالخيل ، أما نحن فبإسم إلهنا نذكر " ( مز 20 : 7 ) .

هكذا غلب باراق ورجاله سيسرا وجيشه لا بكثرة العدد أو الإمكانيات وإنما بإسم رب الجنود .

سادسا : " خرجت ياعيل لأستقبال سيسرا وقالت له : مل يا سيدى ، مل إلي ، لا تخف . فمال إليها إلى الخيمة وغطته باللحاف " ( ع 18 ) .

ظن سيسرا أن إختبائه فى خيمة إمرأة ، سيبعد عنه عدوه .. حيث لا يظن أحد أنه فى ضيافتها لكونها إمرأة !

إن كانت الخيمة تمثل الجسد الذى إستضاف بشهواته إبليس ، فخلال النعمة الإلهية يعلن الإنسان جحده لعدو الخير وكل أعماله فيتقدس الجسد القاتل للشهوات والحامل لروح الرب فيه .

طلب سيسرا قليلا من الماء فأعطته لبنا مختمرا ، وكأنها قد أسكرته حتى يغط مع التعب الشديد والإرهاق فى نعاس ثقيل فتحقق خطتها .

وأثناء نومه ضربته بالوتد الخشبى فى صدغه لينفذ إلى الأرض وهو مثقل نوما فيموت ..

بمعنى آخر لتمت شهوات إبليس فينا بيد الكنيسة عروس المسيح الحاملة للصليب ( الوتد )

+ + +




قضاة – الإصحاح الخامس
تسبحة دبورة





1 فترنمت دبورة وباراق بن ابينوعم في ذلك اليوم قائلين

2 لاجل قيادة القواد في اسرائيل لاجل انتداب الشعب باركوا الرب.

3 اسمعوا ايها الملوك واصغوا ايها العظماء.انا انا للرب اترنم.ازمّر للرب اله اسرائيل.

4 يا رب بخروجك من سعير بصعودك من صحراء ادوم الارض ارتعدت.السموات ايضا قطرت.كذلك السحب قطرت ماء.

5 تزلزلت الجبال من وجه الرب وسيناء هذا من وجه الرب اله اسرائيل

6 في ايام شمجر بن عناة في ايام ياعيل استراحت الطرق وعابرو السبل ساروا في مسالك معوجة.

7 خذل الحكام في اسرائيل.خذلوا حتى قمت انا دبورة.قمت أمّا في اسرائيل.

8 اختار آلهة حديثة.حينئذ حرب الابواب.هل كان يرى مجنّ او رمح في اربعين الفا من اسرائيل.

9 قلبي نحو قضاة اسرائيل المنتدبين في الشعب.باركوا الرب.

10 ايها الراكبون الاتن الصحر الجالسون على طنافس والسالكون في الطريق سبحوا.

11 من صوت المحاصّين بين الاحواض هناك يثنون على حق الرب حق حكامه في اسرائيل.حينئذ نزل شعب الرب الى الابواب

12 استيقظي استيقظي يا دبورة استيقظي استيقظي وتكلمي بنشيد.قم يا باراق واسب سبيك يا ابن ابينوعم.

13 حينئذ تسلط الشارد على عظماء الشعب.الرب سلّطني على الجبابرة.

14 جاء من افرايم الذين مقرهم بين عماليق وبعدك بنيامين مع قومك.من ماكير نزل قضاة.ومن زبولون ماسكون بقضيب القائد.

15 والرؤساء في يساكر مع دبورة وكما يساكر هكذا باراق.اندفع الى الوادي وراءه.على مساقي رأوبين اقضية قلب عظيمة.

16 لماذا اقمت بين الحظائر لسمع الصفير للقطعان.لدى مساقي رأوبين مباحث قلب عظيمة.

17 جلعاد في عبر الاردن سكن.ودان لماذا استوطن لدى السفن واشير اقام على ساحل البحر وفي فرضه سكن.

18 زبولون شعب اهان نفسه الى الموت مع نفتالي على روابي الحقل

19 جاء ملوك.حاربوا.حينئذ حارب ملوك كنعان في تعنك على مياه مجدو.بضع فضة لم ياخذوا.

20 من السموات حاربوا.الكواكب من حبكها حاربت سيسرا.

21 نهر قيشون جرفهم.نهر وقائع نهر قيشون.دوسي يا نفسي بعزّ

22 حينئذ ضربت اعقاب الخيل من السوق سوق اقويائه.

23 العنوا ميروز قال ملاك الرب.العنوا ساكنيها لعنا.لانهم لم ياتوا لمعونة الرب معونة الرب بين الجبابرة.

24 تبارك على النساء ياعيل امرأة حابر القيني.على النساء في الخيام تبارك.

25 طلب ماء فاعطته لبنا.في قصعة العظماء قدمت زبدة.

26 مدت يدها الى الوتد ويمينها الى مضراب العملة وضربت سيسرا وسحقت راسه شدخت وخرقت صدغه.

27 بين رجليها انطرح سقط اضطجع.بين رجليها انطرح سقط.حيث انطرح فهناك سقط مقتولا.

28 من الكوّة اشرفت وولولت ام سيسرا من الشباك.لماذا ابطأت مركباته عن المجيء.لماذا تاخرت خطوات مراكبه.

29 فاجابتها احكم سيداتها بل هي ردت جوابا لنفسها

30 ألم يجدوا ويقسموا الغنيمة.فتاة او فتاتين لكل رجل.غنيمة ثياب مصبوغة لسيسرا.غنيمة ثياب مصبوغة مطرزة.ثياب مصبوغة مطرزة الوجهين غنيمة لعنقي.

31 هكذا يبيد جميع اعدائك يا رب.واحباؤه كخروج الشمس في جبروتها واستراحت الارض اربعين سنة

يرى غالبية الدارسين أن تسبحة دبورة ، والتى تدعى " أغنية النصرة " أو " نشيد الغلبة " ، من وضع دبورة نفسها ، وضعتها بأسلوب شعرى رائع وفى بلاغة تفوق أهل زمانها . لذلك فهى أقدم جزء فى سفر القضاة .



( 1 ) مقدمة التسبحة :



" فترنمت دبورة وباراق بن أبينوعم فى ذلك اليوم قائلين : لأجل قيادة القواد فى إسرائيل ، لأجل إنتداب الشعب ( تقدمهم للحرب باختيارهم ) ، باركوا الرب " ( ع 1 ، 2 ) .



عند الضيق غالبا ما يصرخ الإنسان طالبا الخلاص ، لكن عند الفرح نادرا ما يرجع لله بالشكر والتسبيح لأجل أعماله معنا .






فى ( لو 17 : 13 ) يقول الرب : " أليس العشرة قد طهروا فأين التسعة ؟! ألم يوجد من يرجع ليعطى مجدا لله غير هذا الغريب الجنس ؟!


انطلقت دبورة تسبح الرب وهى تقود النساء للعمل الملائكى التسبيحى ، وقاد باراق الرجال . عند عبور البحر الأحمر انطلق موسى بالتسبيح ( خر 15 : 1 ) ووراءه تمثل المريمات اللواتى بشرن بالقيامة قبل التلاميذ ، وكان لهن النصيب الأول فى التمتع ببهجة القيامة والتمتع بالرب القائم من بين الأموات .



ماذا قالا : " لأجل قيادة القواد فى إسرائيل " ،بمعنى أنهما يسبحان الله الذى عمل فى القادة الذين تسلموا مركز القيادة فى الحرب معرضين حياتهم للخطر من أجل إخوتهم .. إنهما يشكران الله ولا ينسيا جهاد أحد وتعبه !

" لأجل إنتداب الشعب " أى لقبولهم العمل ( الحرب ) طوعا ، فإن كان القادة قد تسلموا مواقعهم فالشعب أيضا جاهد بفرح طوعا .. وكأن النصرة الروحية إنما هى ثمر عمل الله فى القادة كما فى الشعب .

لعل دبورة بقولها : " باركوا الرب " تطلب من القادة الذين كانوا أمناء فى مواقعهم وللشعب الذى جاء طوعا للعمل ألا تلهيهم النصرة عن تقديم تسبحة الحمد لله والشكر لنعمته الغنية ، وإنما يتمثلون بالرسول بولس القائل : " ليس أننا كفاة من أنفسنا أن نفتكر شيئا كأنه من أنفسنا بل كفايتنا من الله " ( 2 كو 3 : 5 ) .



( 2 ) الله قائد شعبه :

يبدأ صلب التسبحة بالعبارة : " اسمعوا أيها الملوك واصغوا أيها العظماء ، أنا أنا للرب أترنم ، أزمر للرب إله إسرائيل " ( ع 3 ) .

إذ لم يكن لإسرائيل ملوك حتى ذلك الحين فالدعوة هنا موجهة لملوك الأمم الوثنية والتى كانت متعاطفة أو متحالفة مع يابين ملك كنعان لكى تتأمل أعمال الله الحى ، فترجع عن الآلهة الكاذبة وتخشى الرب الحقيقى .

تؤكد " أنا أنا للرب أترنم " ، وكأنها بتكرار كلمة " أنا " تعلن عن ضعفها أمام الله ! وتدعو الذين يفتكرون أنهم أقوياء " الملوك والعظماء " لتدارك الأمر وتفهم أعمال الله معنا .. وربما تكرار كلمة " أنا " تشير إلى كنيسة العهد القديم ... والعهد الجديد أيضا .

" يارب بخروجك من سعير بصعودك من صحراء أدوم ، الأرض ارتعدت ، السموات أيضا قطرت ، كذلك السحب قطرت ماء " ( ع 4 ) .

تعود دبورة بذاكرتها إلى معاملات الله مع آبائها حين كانوا فى البرية قوما رحل ، من الذى سندهم ضد أض سعير وأدوم غيره ( عد 20 : 22 ؛ 21 : 4 ) ! الله الذى خلص فى القديم آبائهم هو هو بعينه يرافقهم فى جهادهم ضد سيسرا ويابين ملك الكنعانيين .

بالمسيح يسوع نخرج ونصعد فلا نعيش بعد على المستوى الجسدى الدموى الأرضى ، إنما نشاركه الحياة الجديدة لنحيا فى السمويات ..

أما ثمر هذا العمل فهو :

أولا : " الأرض ارتعدت " ( ع 4 ) . هنا يشير إلى الخشية التى حلت بالأمم تجاه إسرائيل حين سمعوا عن أعمال الله معهم ..

ثانيا : " السموات أيضا قطرت ، كذلك السحب قطرت ماء " ( ع 4 ) إن كانت الأمم الوثنية كالأرض ارتعدت أمام الله ، فإن أولاده كسموات تقطر ندى وكسحب تهطل أمطارا تحول القفر إلى فردوس .. بالله القدوس تحمل حياتنا الداخلية – كسموات – ندى الروح القدس وأمطاره السماوية .

ثالثا : " تزلزلت الجبال من وجه الرب " ( ع 5 ) . وكما يقول إشعياء النبى : " حين صنعت مخاوف لم ننتظرها نزلت تزلزلت الجبال من حضرتك " ( إش 64 : 3 ) .

فى سفر حزقيال نرى الله يقيم نفوس قديسيه كجبال مقدسة يسكنها ، ترتفع فوق الأرضيات ، وعدو الخير أيضا يقيم من خدامه جبالا دنسة معثرة تتسم بكبرياء النفس وعصيانها للوصية

بعد أن عرضت دبورة أعمال الله مع الآباء فى وسط البرية ، عادت لتصف حالهم فى أيامها وحاجتهم إلى عمل الله ، فقالت :

" فى أيام شمجر بن عناة فى أيام ياعيل إستراحت الطرق ( لم تستخدم الطرق ) ، وعابروا السبل ساروا فى مسالك معوجة . خذل الحكام ( توقف سكان القرى ) فى إسرائيل ، خذلوا حتى قمت أنا دبورة ، قمت أما فى إسرائيل " ( ع 6 ، 7 ) .

يبدو أن الضيقة حلت بالشعب فى أواخر أيام القاضى السابق شمجر ( 3 : 31 ) ، ولا نعلم إن كانت دبورة قد عاصرته أم لا ، أما ياعيل هنا فيرى البعض أنها ياعيل زوجة حابر التى قتلت سيسرا ، فربما كانت معروفة بغيرتها على إسرائيل لخلاصه لكنها كانت تعمل فى الخفاء خشية بطش سيسرا بها ، ويرى آخرون أنها ياعيل أخرى كان لها دورها فى أيام شمجر . على أى الأحوال تقدم لنا دبورة صورة مرة لمضايقات الكنعانيين لهم فقد أغلقوا عليهم الطرق الرئيسية حتى أضطر اليهود فى سفرهم أن يستخدموا المسالك الفرعية الخطيرة ، إنها صورة عمل عدو الخير الذى يقطع الطرق ويقطع رجاء البشر فى الخلاص ... وبقيت البشرية هكذا حتى قامت الكنيسة الروحية ( دبورة ) وأعلنت أمومتها فى الرب ... الكنيسة هى رجائنا وخلاصنا وملجأنا .


" اختار آلهة حديثة ؛ حينئذ حرب الأبواب ، هل كان يرى مجن أو رمح فى أربعين ألفا من إسرائيل ؟! .. قلبى نحو قضاة إسرائيل المنتدبين فى الشعب ، باركو الرب .. أيها الراكبون الأتن الصحر، الجالسون على طنافس ، والسالكون فى الطريق ، سبحوا " ( ع 8 – 10 ) .

لم يقف الدمار من الخارج ، ولكن تحقق خلال الفساد الداخلى ، فقد لجأ اليهود إلى عبادة آلهة غريبة ، ... أمام هذا المشهد ماذا يفعل إسرائيل حتى وإن ضم جيشه أربعين ألفا من الرجال إذ لا يحمل مجن الروح ولا رمح الإيمان .. ومع هذا لم يتركهم الله بل أرسل لهم " قضاة " قبلوا العمل طوعا لأنقاذ الكل ، إنها تطالب الشعب أن يبارك الرب على هذا العمل ، سواء الشعب الفقير أو العظماء الراكبين الأتن القادمة من الصحراء ( الأتن الصحر : نوع من الأتن النادر لا يركبه إلا الأغنياء ) ، ( طنافس : السجاد الثمين يستعمله رجال القضاء ) ، هؤلاء جميعا فليسبحوا الرب .

تختم دبورة الفصل الأول من تسبحتها بقولها :

" من صوت المحاصين بين الأحواض هناك يثنون على حق الرب ، حق أحكامه فى إسرائيل ، حينئذ نزل شعب الرب إلى الأبواب " ( ع 11 ) .

جاء النص العبرى غامضا لذا اختلف الدارسون فى تفسير هذه الخاتمة . فرأى البعض أن المحاصين هم رماة السهام بينما رأى الغالبية أنهم المتقاسمون الغنائم ، كل يأخذ حصته ، فيأتون بحصصهم من الغنائم إلى أحواض المياة لتشرب وهم يسبحون الرب ويثنون على عمله إذ وهبهم النصرة وقدم لهم من الأعداء غنائم كثيرة يدخلون بها إلى أبواب مدينتهم .



( 3 ) مقدمة الفصل الثانى :

" استيقظى استيقظى يا دبورة ، استيقظى استيقظى .. قم يا باراق واسب سبيك يا ابن أبينوعم " ( ع 12 ) . لما كان الفصل الثانى يعلن عمل الله الخلاصى خلال دبورة وباراق بكونه رمزا وتهيئة للخلاص الذى يقدمه السيد المسيح خلال كنيسة العهد الجديد ، لهذا يبدأ فى مقدمته بمناداة الكنيسة أربع مرات " استيقظى " .

جاء السيد المسيح ليعلن قيامة الكنيسة التى يجمعها من جهات المسكونة الأربع ، من المشارق والمغارب والشمال والجنوب ، لتستيقظ الشعوب والأمم الوثنية من سباتها فقد جاء القائم من الأموات القادر على إقامتها .



( 4 ) معركة دبورة وباراق :

يصف لنا الفصل الثانى من هذه التسبحة معركة دبورة وباراق ونصرتهما فى الرب .

" حينئذ تسلط الشارد على عظماء الشعب ، الرب سلطنى على الجبابرة " ( ع 13 ) . إنهم من تبقى من الشعب " البقية " بعد ظلم الكنعانيين ، فقد تسلط هؤلاء المطرودين أو البقية الضعيفة بعد ضيق سنوات طويلة على عظماء شعب الكنعانيين .. وقد استخدم الرب دبورة لتغلب الجبابرة منهم .

إذ أراد الله نصرة هذه البقية المسكينة أقام دبورة النبية التى جاءت الأسباط تسير وراءها مع باراق ضد الكنعانيين ، وقد عددت فى التسبحة هذه الأسباط هكذا :

أولا : سبط أفرايم " جاء من أفرايم الذين مقرهم بين عماليق " ( ع 14 )

كان أفرايم ساكنا فى الأرض التى تحس حصنا للأسرائليين من عماليق ، خرجوا للحرب مع باراق .

ثانيا : " وبعدك بنيامين مع قومك " ( ع 14 ) كان نصيب بنيامين ما بين أفرايم ويهوذا ، وبالرغم من قلة عددهم كانوا أشداء بأس ، أقوياء ، خرجوا للحرب مع أفرايم يختلطون بهم

ثالثا : سبط منسى " من ماكير نزل قضاة ( حكام ) " ( ع 14 ) . كانت عشيرة ماكير من سبط منسى ، الذين أقاموا غرب الأردن ، وقد اشتركوا مع باراق فى الحرب ، وكان منهم قادة فى الجيش ( حكام ) .

رابعا : سبط زبولون " ومن زبولون ماسكون قضيب القائد " ( ع 14 ) . جاءت الكلمة العبرية التى ترجمت " قائد " أى ( الكاتب ) ، فكان الكاتب يرفع العصا فوق البهائم ليكون العاشر من كل منها قدسا للرب ( لا 27 : 32 ) ، لذا رأى البعض أنه من زبولون قام الكاتب الذى يمسك بيده القضيب ليحصى الجنود ويكتب عددهم . لعل يشير بهذا إلى عمل تعداد للجيش ليتمتع الكل بنصيبه فى الغنائم . ويرى البعض أن قضيب القائد أو الكاتب هنا يشير إلى مركزهم القيادى لتحريك الجيش للعمل .

خامسا : سبط يساكر " والرؤساء فى يساكر مع دبورة ، وكما يساكر هكذا باراق ، اندفع إلى الوادى وراءه " ( ع 15 ) . هنا تمدح رؤساء يساكر إذ خرجوا بأنفسهم مع دبورة التى كانت فى ساحة القتال ، لم يرسلوا رجالهم فحسب بل خرجوا بأنفسهم . ولكى تظهر شجاعتهم وإقدامهم لم تشبههم بباراق الشجاع بل شجعت باراق بهم زيادة فى المديح .

سادسا : سبط نفتالى " زبولون شعب أهان نفسه إلى الموت مع نفتالى على روابى الحقل " ( ع 18 ) . والآن فى ختام حديثها عن الأسباط تصف زبولون ونفتالى بأنهما خاطرا بحياتهما حتى الموت فى شجاعة نادرة وحب . فى مكان عال أمام العدو بلا خوف ، وفى الحقل حيث تم حصاد الكثيرين فى هذه المعركة .

إن كانت دبورة قد مدحت الأسباط المشتركة مع باراق فى الجهاد ، فبلطف وأدب وبخت الأسباط التى رفضت الأشتراك معه ، خاصة تلك التى قطنت شرقى الأردن فى أرض جلعاد " سبطا رأوبين وجاد ونصف سبط منسى " ، وقد إشترك معهما فى هذا التهاون سبطا دان وأشير .

( فى سفر العدد نجد أن سبطا رأوبين وجاد ونصف سبط منسى : لم ينعموا بعبور الأردن ليتمتعوا بميراث العهد الجديد ، أما سبط دان فيرى بعض الآباء أنه يشير إلى الهراطقة إذ منهم يخرج ضد المسيح فى عصر الأرتداد ، أما أشير فتذكر دبورة أنه كان مقيما على ساحل البحر أى مرتبطا بقلاقل العالم واضطراباته . ) .

وبخت دبورة النبية الأسباط القائمة شرقى الأردن فقالت لراوبين :

" على مساقى ( جداول ) رأوبين أقضية قلب عظيمة ، لماذا أقمت بين الحظائر لسمع الصفير للقطعان ، لدى مساقى رأوبين مباحث قلب عظيمة " ( ع 15 ، 16 ) .

كأنها تقول لرأوبين وهو البكر بين الأسباط أنه قد خذل إخوته إذ جلس عند مجارى المياة يتباحث فى الأمر فارتبط قلبه بخصوبة الأرض عوض النزول مع إخوته للجهاد ضد العدو . لقد فضل الأقامة بجوار حظائر غنمه يسمع صفير الرعاة للغنم عوض الأستماع لصوت بوق القتال .

والآن توبخ بقية الأسباط القائمة شرقى الأردن بقولها : " جلعاد فى عبر الأردن سكن " ( ع 17 . جلعاد يمثل النفس التى استكانت خلف الأردن ، فلم تقبل الدفن مع السيد المسيح فى مياة الأردن ، إنها تختار الطريق السهل المتسع ، لا طريق شركة الآلام والدفن مع الرب !

إذ مدحت دبورة القاضية الأسباط المشتركة مع باراق فى المعركة ووبخت الأسباط التى تكاسلت ، تتحدث عن العدو نفسه أو عن المعركة ، فتقول :

" جاء ملوك ، حاربوا ، حينئذ حارب ملوك كنعان فى تعنك على مياة مجدو . بضع فضة لم يأخذوا " ( ع 19 ) .

تتحدث هنا عن الملوك الذين آزروا ملك كنعان ، فقد جاءوا إلى تعنك وهى مدينة تبعد حوالى خمسة أميال جنوب شرقى مجدو ، إسمها كنعانى يعنى ( أرضا رملية ) . كانت هذه المدينة تابعة ليساكر ثم صارت لمنسى ثم للاويين . وقد ظن العدو حين نزل إليها أنه يأخذ الغنائم والفضة فدية عن الأسرى أو يأخذ أجرة من ملك كنعان عن مساعدتهم له ، لكنهم فوجئوا بما لم يتوقعوا ، إذ رأوا السماء نفسها تحاربهم . " من السموات حاربوا ، الكواكب من حبكها ( طريق مسارها ) حاربت سيسرا ، نهر قيشون جرفهم ، نهر وقائع ( قديم ) نهر قيشون ، دوسى يا نفسى بعز " ( ع 20 ، 21 ) .

بينما توقع حلفاء كنعان أن ينالوا النصرة بسهولة فيتمتعوا بأجرة من الفضة ثمنا لتعبهم مع إقتسام للغنيمة إذ بالطبيعة نفسها تقف ضدهم ، فالسموات ثارت ضدهم خلال ظروف الطبيعة القاسية حتى بدت كواكبها كجنود تحاربهم ، ونهر قيشون فاض بالمياة فجرف القتلى مع الجرحى والأحياء أيضا .



( 5 ) هزيمـــــة سيســــرا :

إذ كشفت دبورة فى الفل الثانى حقيقة المعركة ، أن الله قد تدخل مستخدما الطبيعة لحساب مؤمنيه تكشف الآن فى الفصل الأخير من تسبحتها عن ضعف سيسرا وهزيمته ، فتقول :

" حينئذ ضربت أعقاب الخيل من السوق سوق أقويائه " ( ع 22 ) .

أدرك جيش سيسرا الهزيمة فحاول الفرار فى جنون وهلع فكان يضرب الخيل بشدة للهرب وكانت الخيل تضرب الأرض بحوافرها ، لكن " باطل هو الفرس لأجل الخلاص وبشدة قوته لا ينجى " ( مز 33 : 17 ) .

يقول القديس أغسطينوس : ( مخدوع هو الإنسان الذى يظن أنه يقتنى الخلاص من البشر ، أو ذاك الذى بتهور شجاعته الذاتية يهرب من الهلاك ) .

" إلعنوا ميروز قال ملاك الرب ، إلعنوا ساكنيها لعنا ، لأنهم لم يأتوا لمعونة الرب معونة الرب بين الجبابرة ، تبارك على النساء ياعيل إمرأة حابر القينى " ( ع 23 ، 24 ) .

حلت اللعنة بمدينة " ميروز " بكل سكانها بينما حلت البركة على ياعيل ، لأن ميروز إتخذت موقفا سلبيا ، فإذ رأت سيسرا هاربا لم تمسك به ولا سلمته لمن سندهم الرب أما ياعيل فقتلته .



( 6 ) ختام التسبحة :

" هكذا يبيد جميع أعدائك يارب ، وأحباؤه كخروج الشمس فى جبرتها . واستراحت الأرض أربعين سنة " ( ع 31 ) .

فى بعض الترجمات " وأحباؤك " ، تشير إلى شعب الله الذى حطم الله عدوهم ( إبليس ) وأاده ، فأشرقت الكنيسة كالشمس تزداد مجدا وبهاء وتشتد حرارتها بعد انبثاقها ...

لتسترح أرضنا أى جسدنا فى الرب من الشهوات والحروب ، مادام الرب نفسه هو العامل فينا ضد العدو الحقيقى !

+ + +
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سفر القضاة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شات البطل مارجرجس :: الكتاب المقدس-
انتقل الى: