Admin مدير عام
عدد الرسائل : 357 العمر : 40 ابن يسوع : www.elbtal.yoo7.com هل موقع ابن يسوع نال اعجاب حضرتك : 0 رصيدى فى بنك ابن يسوع : 107 تاريخ التسجيل : 04/01/2008
| موضوع: آيات عسرة الفهم الخميس مايو 22, 2008 8:50 pm | |
|
[size=24] ]آيات عسرة الفه =============
فى رسالته الثانية يشير القديس بطرس إلى رسائل بولس الرسول و يقول إن : فيها أشياء عسرة الفهم ، يحرفها غير العلماء و غير الثابتين كباقى الكتب أيضاً لهلاك أنفسهم . و بعدها يحذر المؤمنين من الهراطقة الذين يسيئون فهم و تفسير الكتابات المقدسة فيقول : أيها الأحباء إذ قد سبقتم فعرفتم احترسوا من أن تنقادوا بضلال الأردياء فتسقطوا من ثباتكم ( 2 بط 3 : 16، 17 ) . إذن فهناك آيات عسرة الفهم فى الكتاب المقدس لا سيما فى العهد الجديد .. و إذا كان بطرس و هو معاصر لبولس الرسول قال عن رسائله ، فكم و كم يكون الأمر بالنسبة لإنسان أواخر القرن العشرين . على أنه من المفيد قبل أن نعرض لبعض الآيات التى تتعرض للاهوت السيد المسيح ، أن نسجل مبدأين أساسيين ركز عليهما البابا أثناسيوس الرسولى و اعتمد عليهما آباء الكنيسة ممن أتوا بعده ..
المبدأ الأول : التمييز بين لاهوت السيد المسيح و ناسوته. و هو تمييز يعنى بشكل أساسى أن وجود الناسوت متحداً باللاهوت فى ابن الله الكلمة ، يتطلب دون شك أن تصف الأسفار المقدسة هذا الناسوت ، و ان تبرز عمله . و الخطأ الذى وقع فيه الاريوسيون ومنكرو لاهوت المسيح من الهراطقة أنهم لم يميزوا بين لاهوت الابن ووجوده الأزلى ثم مجيئه إلى العالم متجسداً . الأمر الذى يتطلب أن تتغير الأفعال و الأوصاف كى تتناسب مع التجسد .
المبدأ الثانى : كان اتحاد اللاهوت بالناسوت فى شخص السيد المسيح نوعاً من تحديد صفات بشرية إلهية للمسيح الواحد . و كان من المحتم أن تظهر هذه الصفات فى مناسبات و تختفى فى مناسبات أخرى حسب طبيعة الموقف . ففى التجلى ظهر كل شئ من مجد اللاهوت دون أن يختفى الناسوت . لكن فى جثسمانى ظهرت حقيقة المسيح الإنسانية دون أن يختفى اللاهوت تماماً . و طبعاً هذه المناسبات هى مناسبات خلاص الإنسان و اعلان رحمة الله و محبته . و خطأ منكرى لاهوت المسيح أنهم لم يفهموا مقاصد التجسد و أنه لخلاص الإنسان و اعادته إلى الشركة مع الله . و الآن نعرض لبعض الآيات العسرة الفهم ...
اولاً : يقول لوقا الإنجيلى :
و أما يسوع فكان يتقدم ( ينمو ) فى الحكمة و القامة و النعمة عند الله و الناس ( لو 2: 52 – انظر لو 2: 40 ) .
السيد المسيح من حيث هو الاقنوم الثانى فى الثالوث القدوس ، و كلمة الله الأزلى و حكمته ... لم يكن يكتسب شيئاً من الحكمة بالتعليم من مصدر خارج عن ذاته ، لأنه لم يكن بحاجة إلى ذلك ، فهو الذى صار لنا حكمة من الله و براً و قداسة و فداء ً ( 1 كو1 : 30 ).. و المسيح كما يقول بولس الرسول هو قوة الله و حكمة الله ( 1 كو1 : 24 ) .لكن فى هذا النص ينحصر الكلام عن مخلصنا على صفاته الناسوتية دون اللاهوتية ... فما دام سيدنا قد اتخذ لاهوته ناسوتاً كاملاً ، و اتحد به اتحاداً كاملاً بغير افتراق ، فهذا الناسوت ما دام حقيقياً – و ليس خيالاً كما نادى بعض الهراطقة – فلابد أن ينمو و يكبر ، و يصير لإلى قامة ملء الإنسان ... هذا من جهة – و من جهة أخرى فما دام سيدنا قد اتخذ لاهوته ناسوتاً كاملاً من جسد و نفس ناطقة ، فالنفس الناطقة بصفتها نفساً إنسانية تنمو هى أيضاً فى المعرفة الطبيعية كما تنمو نفس كل إنسان ، و تزداد فى المعرفة و فى الحكمة الإنسانية بنمو القوى العاقلة و بازدياد الخبرات و المدركات الحسية التى تنتقل إلى داخل النفس عن طريق الحواس . و يجب الإشارة هنا إلى نقطة فى غاية فى غاية الأهمية و هى أن السيد المسيح من حيث خصائص طبيعته الناسوتية و مقومتها و تكوينها و قابليتها لسائر الاحساسات من جوع و عطش و تعب و ألم .. إلخ ، و لجميع العواطف و المشاعر و الانفعالات من حب و عطف و فرح و حزن و غضب ... إلخ ، فإنه له المجد اشترك فى هذا كله معنا بناسوته كاملا ً ... و إذا كنا نقول هذا من جهة الاحساسات و العواطف ، فالأمر كذلك من حيث العلم الطبيعى . فالسيد المسيح – من حيث ناسوته الكامل – خضع لكل ما يسرى على الطبيعة الإنسانية الكاملة خضوعاً تدبيراً ... و حينما يذكر الإنجيل المقدس أن السيد المسيح كان يتقدم فى الحكمة و القامة و النعمة , فما ذلك إلا لكى يبين أن نفساً بشرية تتصف بالحكمة و تقتبل النعمة مع تقدم السن و القامة و تطور النمو الجسمانى ... أكا من جهة النعمة فإن كانت هى فضل الله مفاضاً على طبعنا البشرى ، فهى ليست كذلك فى المسيح . و أنما النعمة فى المسيح هى مجد الله ظاهراً فيه ، و فضل الله على الجنس البشرى معلناً فى شخص المسيح و ما قام به لأجلنا . و يقول القديس أثناسيوس الرسولى – أكبر من ناضل ضد الأريوسيين الذين أنكروا لاهوت المسيح – ان هذا النص أنما يؤكد بشرية ابن الله الكلمة و ناسوته .. و قد وضع أثناسيوس هذا النص مع مثيله من نصوص أخرى تؤكد إنسانية المسيح الكاملة ، مثل سؤال المسيح عن مكان دفن لعازر أين وضعتموه ( يو 11: 34 ) و مثل سؤاله لتلاميذه فى معجزة إشباع الخمسة الآف من خمسة أرغفة و سمكتين كم رغيفاً عندكم ( مر6: 38 ) .. فأن هذه الأسئلة مثل سؤال الله لآدم أين أنت ( تك 3: 9 ) ، فأنها لا تدل على جهل الله ، بل تعنى ما حدث لآدم . إن معنى هذه الآية يجب أن يبنى على أساس ما جاء فى ( يو 1: 14 ) الكلمة صار جسداً و حل بيننا و لأ، الكلمة تجسد ، أصبح من الضرورى ألا نظن أن الكلمة الذى هو حكمة الله ( 1 كو 1: 30 ) ، يتقدم فى الحكمة أو أن المسيح الذى أخذنا نحن جميعاً من ملئه نعمة فوق نعمة ( يو 1: 16 ) ، يحتاج إلى النعمة ...
إذن الذى يتقدم و ينمو هو الجسد حسب قوانين الجسد ، لأن التجسد لم يقض على قوانين الحياة الإنسانية ، و أنما تركها كما هى ..
يؤكد القديس أثناسيوس الرسولى أن تقدم القامة فى المسيح كان يعنى تقدم اعلان الوهية الابن . اى تناسب النمو الجسدى مع نمو الاعلان نفسه | |
|