ساندى نائب المدير العام
عدد الرسائل : 102 هل موقع ابن يسوع نال اعجاب حضرتك : 0 رصيدى فى بنك ابن يسوع : 24 تاريخ التسجيل : 20/04/2008
| موضوع: قصه حياه دانيال الثلاثاء فبراير 24, 2009 8:59 pm | |
| نشبت الحرب في بلادنا، ودمر جنود العدو مدينتنا مع هيكل الرب وأخذوا الأمراء أسرى من بيت الملك، كما أخذوا الفتيان الأذكياء وذوي الملامح الجميلة، والأقوياء البنية، من أبناء العائلات العريقة، وأتوا بهم إلى بلادهم البعيدة «بابل» في العراق. كان «نبوخذنصّر» ملكاً عظيماً يحكم شعب العراق، وسيداً على نصف العالم. وكان غنياً جداً يسكن في قصر فخم مع حاشية كبيرة من الخدم والعبيد. وبسبب عظمته كان يطلب أن لا يخدمه سوى خدم أذكياء ذوي نسب عريق. كنت أنا دانيال، أحد الذين سباهم الملك نبوخذنصّر إلى بلاده حيث وُضعتُ بخدمته. كانت خدمة الملك صعبة، لأنه كان متكبراً وصارماً. وقد توجب علينا أن ندرس لغة تلك البلاد قراءة وكتابة.ولكنّي أنا وأصدقائي الثلاثة لم نخف من الملك، بل خفنا الرب وأحببناه فوق الكل، وقررنا في قلوبنا أن نثبت في وصايا إلهنا، ولا ننجّس أنفسنا في تلك البلاد الوثنية حين ذاك.وهبنا الله أنا ورفاقي الثلاثة حكمة وفهماً. ولاحظ الملك بعد استجوابنا أنّ حكمتنا فاقت حكمة وذكاء جميع حكمائه في البلاد بعشرة أضعاف، فاختارنا لخدمته الخاصة.ومنحني الله موهبة خاصة هي تفسير الأحلام. ومن خلال هذه الموهبة مجّد الرب اسمه، وأظهر للملك الوثني أنه هو الإله الواحد الحق، رب السماء والأرض، ليس له من مثيل.وحدث في إحدى الليالي أن الملك نبوخذنصّر استيقظ مذعوراً من حلم غريب رآه في نومه.وعندما حاول أن يتذكر حلمه وجد أنه نسي كل ما قد حلم به، ولكنّ قلبه كان لا يزال يخفق مذعوراً. كان متأكداً أنّ للحلم معنى مهماً. فدعا جميع خدمه الحكماء الذين قرأوا الكثير من الكتب وزعموا أنهم يعرفون كل شيء.ولما وقفوا أمام الملك قال لهم: «لقد رأيت حلماً، وأطلب منكم تفسيره». فانحنى الحكماء إلى الأرض وأجابوه: «أيها الملك العظيم، أخبرنا ما قد حلمت به لنفسر لك حلمك». فجاوبهم: «لقد نسيت ما حلمت به، وعليكم أن تخبروني بحلمي الغريب. فإن استطعتم ذلك، أكافئكم بالهدايا الكثيرة، وإن لم تعرفوا الحلم أقطع رؤوسكم». فخاف جميع الحكماء خوفاً عظيماً وقالوا: «كيف نقدر أن نعرف ما حلمت به أيها الملك؟ لا أحد على كل وجه الأرض يستطيع أن يعلم ذلك». فغضب الملك جداً وأمر جنوده أن يبيدو كل حكماء بابل. وبحثوا أيضاً عني وعن رفاقي الثلاثة ليقتلونا مع بقية الحكماء.فذهبت فوراً إلى الملك وقلت له: «أيها الملك العظيم، أرجوك أن تنتظر إلى الغد ريثما أستطيع أن أخبرك بما حلمت به». وافق الملك على طلبي ثم ذهبت إلى أصدقائي وأخبرتهم بالأمر قائلاً: «لا يوجد أحد يعلم حلم الملك إلا الله العليم وحده، فلنطلب إليه أن ينجينا من غضب الملك ويعلن لنا الحلم وتفسيره». وصلينا معاً صلوات حارة، واستجاب إلهنا تضرعاتنا. وفي تلك الليلة حلمت الحلم الذي حلم به الملك، وفسّر الله لي أيضاً هذا الحلم ومعناه. وكم كنت فرحاً ومسروراً وشكرت الله مسّبحاً، وذهبت إلى القصر وتقدمت إلى الملك.وسألني الملك بجفاء: «هل تقدر أن تخبرني ما قد حلمت به؟». فقلت: «لا أيها الملك، لا أنا ولا أي إنسان آخر يستطيع ذلك. ولكن يوجد إله في السماء يعلم كل شيء، وهو أعلن لي حلمك وتفسيره». فرويت للملك حلمه: «لقد رأيت تمثالاً كبيراً، رأسه من الذهب الصافي، والصدر من الفضة، والبطن من النحاس، والرجلان من الحديد، والقدمان من مزيج الحديد والخزف. وإذا بحجر كبير قد سقط وتدحرج نحو رجلي التمثال. ثم تضخم الحجر أكثر فأكثر، إلى أن أصبح بحجم العالم كله، فسقط التمثال أرضاً وسحقه الحجر». ثم أكملت كلامي قائلاً: «هذا هو حلمك أيها الملك العظيم، وسوف أفسره لك أيضاً. فالحجر الذي كان أثقل وأقوى من التمثال كله يدل على قوة الله، وهي أقوى من جميع ممالك العالم. سيقيم الإله السماوي في الزمن الأخير مملكته الروحية التي تثبت إلى الأبد، وجميع ممالك هذه الأرض ستفنى وتزول». تعجب الملك وتذكر حلمه وقال لي: «حقاً هذا هو حلمي الذي رأيته في نومي». وأكمل كلامه قائلاً: «يا دانيال، كم عظيم هو إلهك، إنه إله فوق كل آلهة ورب كل الأرباب. هو وحده يستطيع أن يظهر الخفي والغيب». ثم غمرني بالهدايا الكثيرة والثمينة، وأجلسني في مركز عال. بعد مرور سنوات كثيرة كنت لا أزال ساكناً في بابل، بلاد الغربة. ولكن نبوخذنصّر لم يكن ملكاً بعد، إذ أنه توفي منذ زمن وأصبح داريوس ملكاً من بعده. وأحبني ذلك الملك الجديد ورفعني فوق كل وزرائه. فحسدني الوزراء جداً وتآمروا عليّ بين أنفسهم قائلين: «لن نقبل أن يكون دانيال في مركز أعلى منا؟ لنراقبه إلى أن يخطئ فنخبر الملك عنه حالاً». غير أنهم لم يجدوا أية علة فيّ، فقد قمت بخدمتي على أكمل وجه. وكنت لا أزال أصلي ثلاث مرات في اليوم وأمجّد إلهي وأشكره كما كنت أفعل خلال السنوات الماضية.راقب أعدائي تقواي ودبّروا لي مكيدة. تقدموا إلى الملك وانحنوا أمامه إلى الأرض قائلين: «أيها الملك العظيم، عش إلى الأبد. نحن الوزراء والمرازبة والمشيرين وولاة مملكتك، فكرنا أنه يُستحسن أن تأمر كل الشعب في مملكتك أنه لا يجوز لإنسان أن يطلب أي شيء من شخص آخر ولا حتى من الآلهة، إلا منك وحدك». وكانت هذه الفكرة توافق مزاج الملك تماماً. فوافق فوراً قائلاً: «ليكن هكذا. ومن لا ينفذ أمري هذا يُطرح في جب الأسود». وهكذا نال أولئك المخادعون مأربهم. وختم الملك على مرسومهم. عرفت بهذا المرسوم ومن هو مصدره. كان بودهم أن يتخلصوا مني. فماذا أفعل؟ هل أطيع أمر الملك أو أمر إلهي؟ طبعاً أطيع الله أكثر من الناس. فالبرغم من هذا المرسوم تابعت سجودي ثلاث مرات في اليوم تحت النافذة المفتوحة وصلّيت لإلهي.ووقف أعدائي أمام النافذة يتربصون بي. ولما لاحظوا أني لا أزال أصلّي لإلهي رغم المرسوم، أسرعوا إلى الملك وقالوا له: «أيها الملك، عش إلى الأبد. لقد عصى دانيال أمرك، وهو لا يزال يسجد لإلهه، فيجب أن يُرمى في جب الأسود». اضطرب الملك عند سماع هذا الخبر وأدرك خبث مكيدة وزرائه، وحاول أن يخلّصني. لكن المحتالين أتوا ثانية إليه وقالوا: «ما أصدره الملك وختم عليه يجب أن يُنفَّذ». حزن الملك جداً وقال لي: «يا دانيال، لا أستطيع أن أنجّيك. ولكني أتمنى أنّ إلهك الذي خدمته كل أيام حياتك هو يخلّصك». ثم أمر بإلقائي في جب الأسود. وفي اليوم التالي، هرع الملك باكراً إلى جب الأسود وهو مضطرب إذ لم يذق الطعام ولم ينم طوال الليل لأنه كان يفكر في ما سوف يحدث معي.فجأة سمعت من ينادي اسمي: «يا دانيال، يا دانيال، هل خلّصك إلهك؟». كان هذا الصوت صوت الملك. فناديت من أعماق الجبّ قائلاً: «اعلم أيها الملك، أنّ الله الحي قد حفظني وأرسل ملاكه الذي سدّ أفواه الأسود، لأني بريء ولم أفعل شراً». ففرح الملك وأمر بإخراجي من الجب. ثم أمر بطرح جميع الوزراء المخادعين إلى جبّ الأسود في مكاني. ولكن ملاك الرب لم يكن حاضراً ليحفظهم وينقذهم، فافترستهم الأسود جميعاً.أدرك الملك داريوس أنّ إلهنا في السماء هو الإله الحق. وأعلن في مملكته رسمياً: «اعبدوا إله دانيال لأنه الإله الحي الأزلي. إنه المخلّص من الضيقات والمعين في المحن، يصنع العجائب والمعجزات في السماء وعلى الأرض». فرحت جداً لأن الملك داريوس أدرك الإله الحي بسبب طاعتي وأمانتي. فلم يكن إلهي هو ربي وأبي السماوي فحسب، بل أنّ الملك ذاته قبله رباً وإلهاً لنفسه.هل أصبحت أنت أيضاً قدوة صالحة للآخرين، حتى يدركوا من خلال إيمانك وطاعتك ومحبتك الإله الحق وليختبروه مخلّصاً لهم؟ جاوب على هذه السؤال في قلبك أمام ربك. وإن كان ينقصك الإيمان والطاعة والمحبة، فاطلبها من الرب، الذي يعينك لتكون قدوة صالحة للكثيرين. | |
|