انجى بنت البطل مدير عام
عدد الرسائل : 429 هل موقع ابن يسوع نال اعجاب حضرتك : 4 رصيدى فى بنك ابن يسوع : 1038 تاريخ التسجيل : 02/10/2010
| موضوع: علم الاهوت والفلسفه الأحد مارس 20, 2011 6:24 am | |
| هناك علاقة وثيقة بين علم اللاهوت والفلسفة أو بين اللاهوتيين والعقلانيين . فالفلسفة تعنى لغويا محبة الحكمة ( فيلسوفى ) ( فيلو صديق . سوفيا الحكمة ) والحكيم وحده ( سوفوس ) هو الله إنما الإنسان هو محب ومؤثر للحكمة . الفلسفة تبحث عن الله العلة الأولى وقد تبحث عنه فى الكون والطبيعة لتصل بين النسبى إلى المطلق أو من الوجود إلى الجوهر وتسمى هذه الفلسفة بالفلسفة الفيزيقية (أو الفلسفة الطبيعية ) وتبحث أيضاً عن النفس والموت والحياة الأخرى وتسمى هذه الفلسفة بالفلسفة المتيافزيقية ( أو ماوراء الطبيعة ) , ومن هنا نعرف الصلة بين اللاهوت والفلسفة لأنها تعتمد على العقل والفكر والبحث العقلانى والتأمل والإندهاش وابتغاء الحقيقة وكذا اللاهوت أيضاً يستخدم العقل فى إيمان وبراهين للوصول إلى الحقيقة . أو مثل الفيلسوف ( سارتر ) صاحب الفلسفة الوجودية الذى قال " حيثما أوجد فلا يوجد الله " فعلى دارس اللاهوت أن يعرف الفلسفة لكى يفرق بين مباحث اللاهوت والآراء الفلسفية الملحدة فيثبت فى أمور اللاهوت مثل القديس أوغسطينوس وتوما الأكوينى وأسلم وباسكال وغيرهم . ولابد من دراسة الفلسفة أيضاً لأنها تخلق فى دارس علم اللاهوت طريقة الفكر والمناقشة وتنسق الحديث المنطقى والدفاع والمعارضة والوصول إلى هدف ... وأيضاً لأن الفلسفة هى أم العلوم كلها وكل علم ندرسه إنما تدرس فلسفته وأفكاره . ضعف الفلسفة : رغم أهمية الفلسفة لدارس علم اللاهوت إلا أنها ضعيفة لأنها تقوم عل الحواس , النظر والسمع والأحاسيس والمشاعر الداخلية فى الإنسان , وهذه الحواس ضعيفة أحيانا تكون بعيدة عن الحقيقة فمثلا إذا وجهنا نظرنا إلى مروحة تدور بسرعة منتظمة فإننا نحس أنها غير متحركة وهكذا فى السمع قد يخطئ الإنسان فى تقدير ما يسمعه وهكذا . يقول الفيلسوف " هريوت سبنر " الحواس فى الإنسان ناقصة لا تؤدى إلى الإدراك الحقيقى إلا ما يقوم مقام الفرض الإنسانى الصرف فى كثير الحالات . مصدر الفلسفة هى التلمذة على الفلاسفة الكبار أى أن مصدرها هو البشر وطبعا كل فيلسوف مختلف عن الآخر فى أراءه ونظرياته ولذلك لا يمكن الوصول إلى حقيقة موحدة . وهذا ما جعل ( ديوجين ) الفيلسوف أن يمسك بمصباح فى وضح النهار ولما سئل عن السبب فى هذا قال لأننى أبحث عن الحقيقة . يؤثر فى الفلسفة معتقدات خاطئة وثنية أو بعض البدع والهرطقات أو العادات والتقاليد الموروثة من الأجداد وطبعا تختلف أمة عن أمة وشعب عن شعب بل بين شخص وشخص وبين مكان ومكان وبين زمان وزمان . تمايز علم اللاهوت عن الفلسفة : ( ما هو تمايز علم اللاهوت ) 1. علم اللاهوت مصدره الله وأن كان يستخدم العقل ولكن لا يعتمد عليه بل يساعده كلاهما الآخر كما قال القديس أوغسطينوس أننى أؤمن لكى أتعقل , ولكن مصدر تعاليمه هو الوحى الإلهى لذلك فإن علم اللاهوت لا يخطئ كما تخطئ الفلسفة . 2. يعلن علم اللاهوت نظريات وقضايا إيمانية لا يمكن أن يصل إليها أو يدركها الفلاسفة بعقولهم مثل التثليث والتوحيد – التجسد والفداء – الأسرار الكنسية ........... 3. العلوم الفلسفية تبرز شخصية الإنسان صاحب الآراء المعلن فيقوم التطاحن والاختلاف فى الآراء والانقسامات بل الكل يتهم الآخر بالجهل وعدم المعرفة . أما علم اللاهوت فيتصاغر أمامه كل إنسان معرفتنا عن علم اللاهوت هى من الله مرسله إلى البشر جميعاً 4. فى علم اللاهوت نرى إتضاع العلماء وإيمانهم وانجذاب الكثيرين إلى الله بعكس الفلسفة التى أحيانا يسبب بعض الآراء الخاطئة نرى إنحراف البعض عن الإيمان الحقيقى . 5. علم اللاهوت يرقى العلوم الفلسفية لكى يجعلها تبحث فى أمور عالية تفيد البشر أى أنه يجعل العلم مستقيماً يصل إلى هدفه ويصل بالفلسفة إلى الحقيقة الثابتة ويوفر جهود العلماء ووقتهم بدلا من الضياع فى طرق مسدودة | |
|