يحكى أنّ قلمين كانا صديقين ، ولأنّهما لم يُبريا كان لهما نفس الطّول ؛ إلّا أنّ أحدهما ملّ حياة
الموت والسّلبية، فتقدّم من المبراة، وطلب أن تبريه .
أمّا القلم الآخر فأحجم خوفاً من الألم وحفاظاً على مظهره .
غاب الأوّل عن صديقه مدّة من الزّمن، عاد بعدها قصيراً؛ ولكنّه أصبح حكيماً
رآه صديقه الصّامت الطّويل الرّشيق فلم يعرفه، ولم يستطع أن يتحدّث إليه فبادره صديقه المبريّ بالتّعريف عن نفسه .
تعجّب الطّويل وبدت عليه علامات السّخرية من قصر صديقه .
لم يأبه القلم القصير بسخرية صديقه الطّويل، ومضى يحدّثه عما تعلّم فترة غيابه وهو يكتب ويخطّ كثيراً من الكلمات، ويتعلّم كثيراً من الحكم والمعارف والفنون ..
انهمرت دموع النّدم من عيني صديقه القلم الطّويل، وما كان منه إلّا أن تقدّم من المبراة لتبريه،
وليكسر حاجز موته وسلبيّته بعد أن علم:
أن من أراد أن يتعلّم لا بدّ أن يتألم!