وليمة المرأة الخاطئة
جاءت بقارورة طيبٍ... وابتدأت تبلُّ قدميه بالدموع، وكانت تمسحهما بشعر رأسها، وتُقبِّل قدميه وتدهنهما بالطيب ( لو 7: 37 ، 38)
هذا المشهد الذي نراه في بيت الفريسي له قيمة عظيمة لأنه يبيِّن لنا أن لا شيء يعطينا حق التقدم إلى ربنا يسوع إلا خطايانا. فالتعجب منه كمعلم أو صانع معجزات، لا يمكن أن يجعلنا نلتقي به في طريقه بحسب الله، إنما الخطية ومشهد الخطية هما اللذان يقوداننا إلى التعرف بابن الله لأنه مخلِّص وقد أرسله الله مخلصًا لنا.
قد أتى إليه نيقوديموس كمَن يعمل أعمالاً عظيمة، ولكن كان ينبغي أن يولد نيقوديموس ثانيةً، وكان يجب أن تكون له أفكار أخرى عن المسيح قبل أن يستطيع أن يأتي إليه إتيانًا صحيحًا. وهكذا الفريسي هنا، واضح أنه لم يأتِ كخاطئ إلى المسيح بل قد انجذب نحوه بواسطة شيء رآه فيه أو كلام سمعه منه، ولذلك أعدَّ له وليمة. ولكن وُجد في البيت مَن وصل إلى المسيح عن طريق آخر يختلف كل الاختلاف عن هذا الطريق، هي امرأة خاطئة في المدينة، وخطاياها هي التي أتت بها إليه. وقد أعدّت هذه المرأة وليمة أخرى وهي الوليمة التي جلس عليها الرب وتلذذ بها حقيقةً. دموعها وطيبها وقُبلاتها هي الوليمة التي جلس عليها ابن الله التي كانت احلي من وليمة التي جهزها صاحب البيت.
يالها من بركة كبيرة نجد أن الخاطئ هو الذي يعدّ الوليمة للمسيح ويتمتع برفقته. فمائدة الفريسي وأصدقاؤه لم يكونوا بيت القصيد عند المسيح، وإنما الإيمان الذي يدركه كمخلِّص هو الذي يستطيع أن يرتب المائدة قدام ابن الله في هذا العالم المُقفر. إني ألاحظ أنه في كل المواضع التي يُذكر فيها اهتداء لاوي العشار، يُذكر بعدها مباشرةً أنه أعدّ غذاء للرب في بيته، لأنه كان واحدًا من الذين افتقادهم السيد المسيح إذ كان عشارًا، أي معروفًا ومشهورًا في العالم بأنه خاطئ، والمسيح هو المخلِّص.
إن سرورنا هو أن نعرف هذا ونؤمن به. وعندما نبدأ كخطاة مع المخلِّص، تكون رحلتنا عجيبة ومجيدة فوق الوصف لأن خطايانا هي التي تقودنا إلى المسيح، وبيسوع المسيح القوة للنُصرة على الخطية.
ياسيدي يسوع المسيح ليس فينا شيء صالح وانما نأتي اليك لأننا خطاه كاسرين لوصاياك، اعطنا نعمة أن نتقدم اليك الأن معترفين بخطايانا ولا نؤجل، فانت تفرح بقدومنا اليك وهذه هي الوليمة التي تفرح قلبك وتسعده وهي الوليمة التي تشتاق في الجلوس علي مائدتها