( يستجيب لك الرب ) معناها انه يصنع معك خيرا00000
يحل اشكالاتك، يرتب لك أمورك ، يعطيك ما ينفعك ، سواء كان ما ينفعك هو الشئ الذى تطلبه ، أو كان متغيرا عنه بعض الشئ ، أو كان عكسه تماما 000 فما معنى هذا ؟ معناه أن تذكر هذا المبدأ الروحى :
إن الله يعطيك ما ينفعك ، وليس ما تطلبه ، إلا إذا كان ما تطلبه هو النافع لك 0000وذلك لانك كثيرا ما تطلب ما لا ينفعك 00000
فان كنت تطلب ملكوت الله ، فلابد أن يستجيب لك الرب 0 لان هذا الملكوت يتفق مع إرادة الله ، وهو نافع لك أقول هذا لان كثيرين له طلبات لا علاقة لها بالملكوت ، وقد تكون ضارة بهم ، وقد تكون ضد مشيئة الله 0 وسنضرب لذلك أمثلة 0000
بولس الرسول طلب أن يرفع عنه شوكة أعطيت له فى الجسد (2كو 12 : 7 –9 )0
فأعطاه الرب ما ينفعه ، وليس ما كان يطلبه 0وكان الأنفع له أن تبقى هذه الشوكة ، لئلا يرتفع من فرط الإعلانات ولو أنقذه الرب من تلك الشوكة ، ما كان ذلك فى صالحه روحيا
فى إحدى المرات وقع راهب فى ضيقة شديدة 0 وظل يصلى أن يرفع الرب عنه تلك الحرب 0ومن اجل لحاجته رفع الرب الحرب عنه 0 وإذا به يسبح فى الخيلاء والمجد الباطل 0فذهب إلى أبيه الروحى ، وقص عليه قصته 0 فقال له ( اذهب يا أبنى ، واطلب من الرب أن يرجع لك التجربة ولكن يعطيك فيها معونة وقوة لكى تنتصر ، لان التجارب مفيدة للإنسان 000لذلك فان عبارة ( يستجيب لك الرب فى يوم شدتك ) ليس معناها على الدوام زوال الشدة 00
إن استجابة الرب ليست مطلقة حسب طلباتنا ، وإلا كان معنى هذا أن نسير الإرادة الإلهية وفق هوانا !!
فى الواقع إذا أردت أن يستجيب لك الرب ، ينبغى أن تطلب حسنا ، وتكون طلبتك موافقة لمشيئتة0 ومعلمنا يعـقوب الرسول يقول :
(تطلبون ولا تأخذون ، لأنكم تطلبون رديا ) (يع 4 :3 )
حتى فى حياتنا اليومية ، وفى علاقنا مع الناس كثيرا ما نطلب طلبات نظنها نافعة ، وتكون ضارة بنا ، وسأضرب لكم أمثلة :
*قد يتعبك ضرسك مثلا ويؤلمك جدا ، فلا تحتمل ، وتذهب إلى الطبيب وأنت فى شدة الألم ، وتقول له (أرجو أن تخلع لى هذا الضرس ، لانه يؤلمنى جدا ) 000 ولكن الطبيب الحكيم قد لا يستجيب لطلبك ، ويرى الإبقاء على الضرس 0 وكل ما يعمله أن ينظفه ويحشوه ، وينقذك من الألم ، وينقذ الضرس أيضا ، ويكون قد فعل بك خيرا اكثر مما تطلب 0 وتخرج شاكرا جدا ، مع أنه لم ينفذ طلبك 0000
أما كان الأفضل لك ، أن تطلب من الطبيب أن يريحك من الألم ، دون أن تحدد له الطريق والطريقة وإنما تترك الأمر لحكمته ، وهو يدبرك بعناية وحب ، فيما أنت مستسلم لعمل عنايته ؟!
· مثال آخر : قد تصاب بحرق ، فتذهب إلى طبيب ، وتقول له
( أرجو أن تضع لى مرهما على هذا الحرق وتربطه ) ويرى الطبيب أن تهوية العضو المحروق افضل من ربطه ، فلا يربطه 0000
أتشكو من أن الطبيب لم يستجب لطلبك ؟! كلا ، لقد استجاب ، ولكن بحكمة 0 لست أنت الذى ترشده إلى الحل ، بل هو الذى يرشدك 0000
كذلك الله : تطلب منه الطلب ، فبكل رحمة وحب يستجيب لك ، ولكن بالوسيلة التى يراها ، وفى الموعد الذى تحدده حكمته 0هو يعرف النافع لك 0 وفى كل مرة تطلب ، يقول لك : قد سمعت لطلبتك ، وسأعطيك ، إنما اتركنى أتصرف 0000
اطمئن إذن ، واصبر ، ولا تفرض على الرب عقليتك 0 لا تطلب الطلب ، وتحدد الوسيلة والوقت ، وتدخل فى التفاصيل !!
لا تقلق 0 إن الله حتما سيستجيب لك فى يوم شدتك ، ولكن بطريقته وليست بطريقتك 0الا لو كانت طريقتك هى طريقته 000
· مثال آخر للطلبات الخاطئة ، وقد صدرت من قديسين !!
إبراهيم أبو الآباء ، لما يئس من أن يأتى له من سارة نسل ، طلب إلى الرب قائلا ( ليت اسماعيل يعيش قدامك ) ( تك 17 : 18 )
وكان طلب إبراهيم أبى الآباء والأنبياء ، ضد مشيئة الله 00000!
لذلك لم يستجب له الله ، ورد عليه ( بل سارة امرأتك تلد لك ابنا 000وأقيم عهدى معه ) لقد استجاب الله لإبراهيم من جهة اعطائه نسلا ، ومباركته لنسله ، واعطائه العهود والمواعيد 0000 ولكن ليس بالأسلوب الذى اقترحه إبراهيم
· يونان النبى أيضا ، طلب من الله طلبا رديا ، فلم يستجبه !
كان يونان قد نادى بهلاك نينوى ، وتابت نينوى ، وقبل الله توبتها فلم تهلك 0وحزن يونان لان كلمته قد سقطت 0وطلب من الرب قائلا (فالان يارب خذ نفسى منى ، لان موتى خير من حياتى ) ( يون 4 : 3 ) وكرر يونان الطلب مرة أخرى ( 4 : 8 )
ولم يستجب الله ليونان ، فلم يأخذ نفسه منه ، إذ لم يكن فى صالحه أن يترك العالم فى هذه الحالة من التذمر والغم ، والتمركز حول الذات ، والمعارضة لمشيئة الله ، والحزن عن خلاص الناس!!
ومع أن الله لم يستجب لحرفية طلب يونان ، إلا انه فى الواقع استجاب للطلبة الحقيقية التى فى أعماق نفسه 000
كانت عبارة ( خذ نفسى منى ) معناها ( أنا حزين ، وأريد أن أعاتبك لكى تصالحنى ) وفعلا صالحه الله ، ولم يأخذه بحرفية هذه الطلبة الردية التى قالها فى حالة غم 0000فلا تتضايق إذا طلبت من طلبة وشعرت انه لم يستحبها 0 ربما
تكون استجابتها فى عدم استجابتها 000000
· نضيف إلى مثال إبراهيم ويونان ، مثال بولس الرسول ، لما طلب من الرب أن يرفع عنه شوكة أعطيت له فى الجسد0000
· بنفس الوضع ، قد تطلب من الرب لاجل شفاء مريض ، ولا يشفى بل يموت 0لا تتضايق وتظن أن الله لم يستجب فى وقت الشدة !
ربما ملائكة كثيرون ممسكون بالأكاليل ، كانوا ينتظرون خروج نفسه من هذا العالم الباطل ، لكى يزفوها إلى الفردوس 0وانت تريد بصلواتك أن يظل هذا المريض مربوطا بالعالم !!
وكما فرح الله وملائكته بانتقال هذا المريض إلى الفردوس ، لان ( ذلك أفضل جدا ) ( فى 1 : 24 ) فرح هو نفسه لما خرج من الجسد ووجد أن الوضع الذى صار فيه أسمى وأبهى بكثير ، واستراح إلى الأبد من آلام الجسد 000 وفى نفس الوقت فرحت نفوس الأبرار باستقباله ، وهنأته على أنه اكمل جهاده على الأرض 0 ووسط هذا الفرح بقيت أنت الحزين ، لان صلواتك لم تستجيب !! بينما كانت استجابتها فى عدم استجابتها 00000
يجب أن تؤمن أن الله أحن علينا من أنفسنا ، وهو أدرى بالنافع لنا 000كثيرا ما يكون الحنان الذى فى قلوبنا حنانا ارضيا ، له مقاييسه البشرية التى تختلف كثيرا عن المقاييس الإلهية العميقة فى حبها ، وفى حكمتها 000000
ياليت طلباتها التى نطلبها من الله ، تكون موافقة لمشيئته الإلهية الصالحة 0وليتنا أيضا لا نثق كثيرا بفهمنا البشرى 0وفى كل مرة نرى أن طلباتنا لم تستجب ، ندرك أن وراء هذا حكمة إلهية ، إن لم نفهمها الآن فسنفهمها فيما بعد 00000
إن الكتاب المقدس مملوء بأمثلة لاستجابة الرب فى يوم الشدة
نذكر من بينهما على سبيل المثال:
دانيال ، حينما ألقوه فى جب الأسود 0
الثلاثة فتية ، حينما القوهم فى أتون النار 0
يونان ، وهو فى جوف الحوت ، وقد صلى إلى الرب 0
موسى والشعب ، وهم أمام البحر الأحمر ، والعدو خلفهم 0
استير : وهى داخلة للقاء الملك أحشو يرش 0
ايليا النبى ،فى وقت المجاعة ، وفى مطاردة ايزابل له 0
داود النبى ، يطارده شاول الملك طالبا نفسه 0
يوسف الصديق ، فى البئر ، وفى التجربة ، وفى السجن 0
بطرس الرسول ، وهو فى السجن منتظرا مصيره
إلى غير ذلك ، من الأمثلة التى لا تحصى ، والتى تحقق فيها قول المزمور
( يستجيب لك الرب فى يوم شدتك )00000
وما أكثر الأمثلة أيضا فى التاريخ وفى حياة الأفراد 0
من الصعب أن نحصيها ، ولكننا نذكر من بينها :
القديس اثناسيوس الرسولى ، وهو هارب ومختف لاجل الإيمان ،أو وهو قائم أمام مجمع عقدة الاريوسيون فى صور ، لمجاكمته، موجهين إليه تهما مزورة ، ومقدمين شهودا كذبة 0000
أو القديس الكسندروي بطريرك القسطنطينية ، وقد أمره الإمبراطور بقبول أريوس فى شركة الكنيسة ،
فقضى الليلة هو وبعض القديسين فى الصلاة 0000 ومات أريوس فى تلك الليلة ، إذ انسكبت أحشاؤه فى مرحاض عمومى ، واستجاب الرب فى يوم الشدة 0
يستجيب لك الرب
الأمثلة فى هذا المجال ، تحتاج إلى كتاب خاص ، يجمع فيه أحد الأحباء قصص الاستجابة فى تاريخ الكنيسة ، أو فى قصص القديسين ، أو فى حياة أفراد من الشعب ، ويكون للتعزية ولتثبيت الإيمان
الرب هو الذى يستجيب لك ،و ليس الذراع البشرى 0
وقد أدرك داود النبى هذه الحقيقة فقال ( الاتكال على الرب ، خير من الاتكال على البشر 0 الرجاء بالرب خير من الرجاء بالرؤساء ) (مز 117) وركز على الرب ، فقال (الرب لى معين ، وأنا أرى بأعدائى 0يمين الرب صنعت قوة ،يمين الرب رفعتنى) (مز 117)
إن الرب هو الذى يستجيب ويعين وينقذ ، لذلك قال الكتاب :
( ملعون الرجل الذى يتكل على الإنسان ، ويجعل البشر ذراعه ) ( أر17 : 5 )
إن وقفت وحيدا فى كل شدائداك ، وان تركك الأصدقاء والأحباء ، فلا تتضايق ،
( يستجيب لك الرب فى يوم شدتك ) 0
إن البابا إبراهيم ، لما( تأخر)عليه الرب فى الاستجابة ، ولجا إلى طرق بشرية مثل هاجر
(تك 16 )ومثل قطوره ( تك 25 ) لم يستفيد من كل تلك الطرق شيئا 0ويوسف الصديق ، وهو فى السجن ، لما لجأ إلى معونة رئيس السقاة ، وطلب إليه أن يذكره أمام فرعون ( تك 40 : 14 ) يقول الكتاب انه نسيه ( تك 40 : 23 ) 0
إن الاستجابة هى من الرب ، ومن الرب وحده 0000
إنما فى استجابة الرب لك وقت الشدة ، تتذكر أمرين :
أ-أطلب ما يتفق ومشيئة الله ، لكى يستجيب لك الرب 0
ب- تذكر أمثلة من استجابة الرب لأولاده ، لتثق وتتعزى 0