الفصُل الثامن
مِن قيَامة المسيح إلى مجيئِه الثاني
"وقام في اليوم الثالث كما في الكتُب، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين اللهِ الآب، وأيضاً يأتي بمجدٍ عظيم ليدين الأحياءَ والأموات، الذي لا فناء لملكه".
"لِمَ تطلبنَ بين الأموات مَن هو حيّ؟ انه ليس ههنا، لكنه قد قام" (لو 24: 5). بهذه الكلمات أعلن الملائكة بشرى قيامة المسيح للنسوة اللواتي جئن قبره مع فجر اليوم الأول من الأسبوع. وبعد أن ارتفع يسوع عن أبصار التلاميذ ظهر لهم ملاكان وقالا: "ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء؟ إنّ يسوع هذا، الذي ارتفع عنكم الى السماء، سيأتي هكذا، كما عاينتموه منطلقاً الى السماء". انّ قيامة المسيح وصعوده الى السماء ومجيئه الثاني المجيد هي ثلاثة أحداث تعبّر من خلالها المسيحية عن إيمانها بمصير يسوع الناصري من بعد موته ودفنه. وتلك الأحداث الثلاثة مرتبطة بعضها ببعض بحيث لا يمكن أن يُفهَم الواحد منها دون الآخرَين.
انّ يسوع "من بعد تألمه أرى نفسه حيًّا" (أعمال 1: 3) لشهود كثيرين. فمن هم شهود القيامة وكيف عبّروا عن إيمانهم بقيامة المسيح في مختلف أسفار العهد الجديد؟ ثمّ ما هي أبعاد قيامة المسيح وعلاقتها بصعوده الى السماء وجلوسه عن يمين الآب؟ وأخيراً ما هي علاقة هذين الحدثين بالمجيء الثاني المجيد؟