عود الحياة
للقديس يوحنا الدمشقي
إن عود الحياة – ذاك الذي غرسه الله في الفردوس – كان قد سبق ورمز إلي الصليب الكريم، فلما دخل الموت إلينا بالعود وجب أن تعطى لنا بالعود الحياة والقيامة ويعقوب الأول لما سجد لرأس عصا يوسف قد صور الصليب ولما بارك ولدية بيديه المتعارضتين رسم علمة الصليب رسماً جلياً جداً وإن عصا موسى بضرب البحر بها في شكل صليب – أنقذت إسرائيل وغرقت فرعون وإن يدية المبسوطتين على شكل صليب قهرتا عماليق – والماء المر قد صر حلواً بالعود وإنفلقت الصخرة وجرت منها المياه – وإن عصا أيضاً قد إختفت لهارون برئاسة الكهنوت والحية لما رفعت على عود وقد بدت مائته خلص العود أولئك المؤمنين الناظرين إلي عدوهم مائتاً. ذلك على مثال المسيح الذي لم يعرف خطيئة وقد سمر بجسد الخطئية لذلك صرخ موسى العظيم قائلاً " أنظروا إلي حياتكم على عود معلقة تجاه أعينكم " ( تثنية 28:66 ) وقال أشعياء " بسطت يدي النهار نحو شعب عاص يسلكون طريقاً غير صالح وراء أفكارهم " ( أشعيا 65: 66 ) أما نحن الساجدين له عسانا نخظى بالنصب مع المسيح المصلوب!.