تخلي المسيح في مولده عن كل مجد !
للقديس كيرلس الإسكندري
ما معنى " إشترك هو كذلك فيهما ؟ " ( عبرانيين 2: 14 ) أليس أنه ولد بيننا من مريم أم اله القديسة بالدم واللحم ؟ بما أن المسيح كان إلهاً بطبيعته وكلمة الله الآب الحق المساوي له في الجوهر والأزلية والمتألق في ذروة مجده على صورة الله ومثاله " لم يكن يعتد مساواته لله إختلاساً، لكنه أخلى ذاته صورة عبد صائراً في شبه البشر، فواضع نفسه حتى الموت موت الصليب " ( فيلبي 2 : 6، 8 )
تنازل نحو حقارتنا وهو الذي يعطي من ملئه جميع الناس وإتضع لأجلنا ليس إضطراراً بل بملئ حريته ولأجلنا أخذ صورة عبد وهو الذي يسمو على كل الخليقة وخضع للموت وهو الذي يحيي العالم " إنه الخبز الحي الذي يعطي الحياة للعالم " ( يوحنا 6: 51 ) يخضع مثلنا للشريعة وهو أرفع منها بصفته إلهاً وقد أصبح إنساناً خاضعاً للمولد، له إبتداءاً وهو المتقدم على كل الأجيال والعصور، فضلاً عن أنه خالق ومبدأ الأجيال.