3فأخذت ساراي امرأة أبرام هاجر المصرية جاريتها ، من بعد عشر سنين لإقامة أبرام في أرض كنعان ، وأعطتها لأبرام رجلها زوجة له 4فدخل على هاجر فحبلت . ولما رأت أنها حبلت صغرت مولاتها في عينيها 5فقالت ساراي لأبرام : ظلمي عليك! أنا دفعت جاريتي إلى حضنك ، فلما رأت أنها حبلت صغرت في عينيها . يقضي الرب بيني وبينك 6فقال أبرام لساراي : هوذا جاريتك في يدك . افعلي بها ما يحسن في عينيك . فأذلتها ساراي ، فهربت من وجهها 7فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية ، على العين التي في طريق شور 8وقال : يا هاجر جارية ساراي ، من أين أتيت ؟ وإلى أين تذهبين ؟ . فقالت : أنا هاربة من وجه مولاتي ساراي 9فقال لها ملاك الرب : ارجعي إلى مولاتك واخضعي تحت يديها 10وقال لها ملاك الرب : تكثيرا أكثر نسلك فلا يعد من الكثرة 11وقال لها ملاك الرب : ها أنت حبلى ، فتلدين ابنا وتدعين اسمه إسماعيل ، لأن الرب قد سمع لمذلتك 12وإنه يكون إنسانا وحشيا ، يده على كل واحد ، ويد كل واحد عليه ، وأمام جميع إخوته يسكن 13فدعت اسم الرب الذي تكلم معها : أنت إيل رئي . لأنها قالت : أههنا أيضا رأيت بعد رؤية؟ 14لذلك دعيت البئر بئر لحي رئي . ها هي بين قادش وبارد 15فولدت هاجر لأبرام ابنا . ودعا أبرام اسم ابنه الذي ولدته هاجر إسماعيل 16كان أبرام ابن ست وثمانين سنة لما ولدت هاجر إسماعيل لأبرام
الأصحاح السابع عشر
عهد الختان
1ولما كان أبرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر الرب لأبرام وقال له : أنا الله القدير . سر أمامي وكن كاملا 2فأجعل عهدي بيني وبينك ، وأكثرك كثيرا جدا 3فسقط أبرام على وجهه . وتكلم الله معه قائلا 4أما أنا فهوذا عهدي معك ، وتكون أبا لجمهور من الأمم 5فلا يدعى اسمك بعد أبرام بل يكون اسمك إبراهيم ، لأني أجعلك أبا لجمهور من الأمم 6وأثمرك كثيرا جدا ، وأجعلك أمما ، وملوك منك يخرجون 7وأقيم عهدي بيني وبينك ، وبين نسلك من بعدك في أجيالهم ، عهدا أبديا ، لأكون إلها لك ولنسلك من بعدك 8وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك ، كل أرض كنعان ملكا أبديا . وأكون إلههم 9وقال الله لإبراهيم : وأما أنت فتحفظ عهدي ، أنت ونسلك من بعدك في أجيالهم 10هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم ، وبين نسلك من بعدك : يختن منكم كل ذكر 11فتختنون في لحم غرلتكم ، فيكون علامة عهد بيني وبينكم 12ابن ثمانية أيام يختن منكم كل ذكر في أجيالكم : وليد البيت ، والمبتاع بفضة من كل ابن غريب ليس من نسلك 13يختن ختانا وليد بيتك والمبتاع بفضتك ، فيكون عهدي في لحمكم عهدا أبديا 14وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها . إنه قد نكث عهدي 15وقال الله لإبراهيم : ساراي امرأتك لا تدعو اسمها ساراي ، بل اسمها سارة 16وأباركها وأعطيك أيضا منها ابنا . أباركها فتكون أمما ، وملوك شعوب منها يكونون 17فسقط إبراهيم على وجهه وضحك ، وقال في قلبه : هل يولد لابن مئة سنة ؟ وهل تلد سارة وهي بنت تسعين سنة؟ 18وقال إبراهيم لله : ليت إسماعيل يعيش أمامك! 19فقال الله : بل سارة امرأتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه إسحاق . وأقيم عهدي معه عهدا أبديا لنسله من بعده 20وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه . ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدا . اثني عشر رئيسا يلد ، وأجعله أمة كبيرة 21ولكن عهدي أقيمه مع إسحاق الذي تلده لك سارة في هذا الوقت في السنة الآتية 22فلما فرغ من الكلام معه صعد الله عن إبراهيم 23فأخذ إبراهيم إسماعيل ابنه ، وجميع ولدان بيته ، وجميع المبتاعين بفضته ، كل ذكر من أهل بيت إبراهيم ، وختن لحم غرلتهم في ذلك اليوم عينه كما كلمه الله 24وكان إبراهيم ابن تسع وتسعين سنة حين ختن في لحم غرلته 25وكان إسماعيل ابنه ابن ثلاث عشرة سنة حين ختن في لحم غرلته 26في ذلك اليوم عينه ختن إبراهيم وإسماعيل ابنه 27وكل رجال بيته ولدان البيت والمبتاعين بالفضة من ابن الغريب ختنوا معه
الأصحاح الثامن عشر
الزوار الثلاثة
1وظهر له الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار 2فرفع عينيه ونظر وإذا ثلاثة رجال واقفون لديه . فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض 3وقال : يا سيد ، إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك 4ليؤخذ قليل ماء واغسلوا أرجلكم واتكئوا تحت الشجرة 5فآخذ كسرة خبز ، فتسندون قلوبكم ثم تجتازون ، لأنكم قد مررتم على عبدكم . فقالوا : هكذا تفعل كما تكلمت 6فأسرع إبراهيم إلى الخيمة إلى سارة ، وقال : أسرعي بثلاث كيلات دقيقا سميذا . اعجني واصنعي خبز ملة 7ثم ركض إبراهيم إلى البقر وأخذ عجلا رخصا وجيدا وأعطاه للغلام فأسرع ليعمله 8ثم أخذ زبدا ولبنا ، والعجل الذي عمله ، ووضعها قدامهم . وإذ كان هو واقفا لديهم تحت الشجرة أكلوا 9وقالوا له : أين سارة امرأتك ؟ فقال : ها هي في الخيمة 10فقال : إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك ابن . وكانت سارة سامعة في باب الخيمة وهو وراءه 11وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين في الأيام ، وقد انقطع أن يكون لسارة عادة كالنساء 12فضحكت سارة في باطنها قائلة : أبعد فنائي يكون لي تنعم ، وسيدي قد شاخ؟ 13فقال الرب لإبراهيم : لماذا ضحكت سارة قائلة : أفبالحقيقة ألد وأنا قد شخت؟ 14هل يستحيل على الرب شيء ؟ في الميعاد أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة ابن 15فأنكرت سارة قائلة : لم أضحك . لأنها خافت . فقال : لا! بل ضحكت
صلاة إبراهيم من أجل سدوم
16ثم قام الرجال من هناك وتطلعوا نحو سدوم . وكان إبراهيم ماشيا معهم ليشيعهم 17فقال الرب : هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله 18وإبراهيم يكون أمة كبيرة وقوية ، ويتبارك به جميع أمم الأرض؟ 19لأني عرفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده أن يحفظوا طريق الرب ، ليعملوا برا وعدلا ، لكي يأتي الرب لإبراهيم بما تكلم به 20وقال الرب : إن صراخ سدوم وعمورة قد كثر ، وخطيتهم قد عظمت جدا 21أنزل وأرى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها الآتي إلي ، وإلا فأعلم 22وانصرف الرجال من هناك وذهبوا نحو سدوم ، وأما إبراهيم فكان لم يزل قائما أمام الرب 23فتقدم إبراهيم وقال : أفتهلك البار مع الأثيم؟ 24عسى أن يكون خمسون بارا في المدينة . أفتهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين بارا الذين فيه؟ 25حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر ، أن تميت البار مع الأثيم ، فيكون البار كالأثيم . حاشا لك! أديان كل الأرض لا يصنع عدلا؟ 26فقال الرب : إن وجدت في سدوم خمسين بارا في المدينة ، فإني أصفح عن المكان كله من أجلهم 27فأجاب إبراهيم وقال : إني قد شرعت أكلم المولى وأنا تراب ورماد 28ربما نقص الخمسون بارا خمسة . أتهلك كل المدينة بالخمسة ؟ فقال : لا أهلك إن وجدت هناك خمسة وأربعين 29فعاد يكلمه أيضا وقال : عسى أن يوجد هناك أربعون . فقال : لا أفعل من أجل الأربعين 30فقال : لايسخط المولى فأتكلم . عسى أن يوجد هناك ثلاثون . فقال : لا أفعل إن وجدت هناك ثلاثين 31فقال : إني قد شرعت أكلم المولى . عسى أن يوجد هناك عشرون . فقال : لا أهلك من أجل العشرين 32فقال : لا يسخط المولى فأتكلم هذه المرة فقط . عسى أن يوجد هناك عشرة . فقال : لا أهلك من أجل العشرة 33وذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع إبراهيم ، ورجع إبراهيم إلى مكانه
الأصحاح التاسع عشر
خراب سدوم وعمورة
1فجاء الملاكان إلى سدوم مساء ، وكان لوط جالسا في باب سدوم . فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما ، وسجد بوجهه إلى الأرض 2وقال : يا سيدي ، ميلا إلى بيت عبدكما وبيتا واغسلا أرجلكما ، ثم تبكران وتذهبان في طريقكما . فقالا : لا ، بل في الساحة نبيت 3فألح عليهما جدا ، فمالا إليه ودخلا بيته ، فصنع لهما ضيافة وخبز فطيرا فأكلا 4وقبلما اضطجعا أحاط بالبيت رجال المدينة ، رجال سدوم ، من الحدث إلى الشيخ ، كل الشعب من أقصاها 5فنادوا لوطا وقالوا له : أين الرجلان اللذان دخلا إليك الليلة ؟ أخرجهما إلينا لنعرفهما 6فخرج إليهم لوط إلى الباب وأغلق الباب وراءه 7وقال : لا تفعلوا شرا يا إخوتي 8هوذا لي ابنتان لم تعرفا رجلا . أخرجهما إليكم فافعلوا بهما كما يحسن في عيونكم . وأما هذان الرجلان فلا تفعلوا بهما شيئا ، لأنهما قد دخلا تحت ظل سقفي 9فقالوا : ابعد إلى هناك . ثم قالوا : جاء هذا الإنسان ليتغرب ، وهو يحكم حكما . الآن نفعل بك شرا أكثر منهما . فألحوا على الرجل لوط جدا وتقدموا ليكسروا الباب 10فمد الرجلان أيديهما وأدخلا لوطا إليهما إلى البيت وأغلقا الباب 11وأما الرجال الذين على باب البيت فضرباهم بالعمى ، من الصغير إلى الكبير ، فعجزوا عن أن يجدوا الباب 12وقال الرجلان للوط : من لك أيضا ههنا ؟ أصهارك وبنيك وبناتك وكل من لك في المدينة ، أخرج من المكان 13لأننا مهلكان هذا المكان ، إذ قد عظم صراخهم أمام الرب ، فأرسلنا الرب لنهلكه 14فخرج لوط وكلم أصهاره الآخذين بناته وقال : قوموا اخرجوا من هذا المكان ، لأن الرب مهلك المدينة . فكان كمازح في أعين أصهاره 15ولما طلع الفجر كان الملاكان يعجلان لوطا قائلين : قم خذ امرأتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك بإثم المدينة 16ولما توانى ، أمسك الرجلان بيده وبيد امرأته وبيد ابنتيه ، لشفقة الرب عليه ، وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة 17وكان لما أخرجاهم إلى خارج أنه قال : اهرب لحياتك . لا تنظر إلى ورائك ، ولا تقف في كل الدائرة . اهرب إلى الجبل لئلا تهلك 18فقال لهما لوط : لا يا سيد 19هوذا عبدك قد وجد نعمة في عينيك ، وعظمت لطفك الذي صنعت إلي باستبقاء نفسي ، وأنا لا أقدر أن أهرب إلى الجبل لعل الشر يدركني فأموت 20هوذا المدينة هذه قريبة للهرب إليها وهي صغيرة . أهرب إلى هناك . أليست هي صغيرة ؟ فتحيا نفسي 21فقال له : إني قد رفعت وجهك في هذا الأمر أيضا ، أن لا أقلب المدينة التي تكلمت عنها 22أسرع اهرب إلى هناك لأني لا أستطيع أن أفعل شيئا حتى تجيء إلى هناك . لذلك دعي اسم المدينة صوغر 23وإذ أشرقت الشمس على الأرض دخل لوط إلى صوغر 24فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء 25وقلب تلك المدن ، وكل الدائرة ، وجميع سكان المدن ، ونبات الأرض 26ونظرت امرأته من ورائه فصارت عمود ملح 27وبكر إبراهيم في الغد إلى المكان الذي وقف فيه أمام الرب 28وتطلع نحو سدوم وعمورة ، ونحو كل أرض الدائرة ، ونظر وإذا دخان الأرض يصعد كدخان الأتون 29وحدث لما أخرب الله مدن الدائرة أن الله ذكر إبراهيم ، وأرسل لوطا من وسط الانقلاب . حين قلب المدن التي سكن فيها لوط
لوط وابنتاه
30وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل ، وابنتاه معه ، لأنه خاف أن يسكن في صوغر . فسكن في المغارة هو وابنتاه 31وقالت البكر للصغيرة : أبونا قد شاخ ، وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض 32هلم نسقي أبانا خمرا ونضطجع معه ، فنحيي من أبينا نسلا 33فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة ، ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها ، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها 34وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة : إني قد اضطجعت البارحة مع أبي . نسقيه خمرا الليلة أيضا فادخلي اضطجعي معه ، فنحيي من أبينا نسلا 35فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة أيضا ، وقامت الصغيرة واضطجعت معه ، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها 36فحبلت ابنتا لوط من أبيهما 37فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب ، وهو أبو الموآبيين إلى اليوم 38والصغيرة أيضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي ، وهو أبو بني عمون إلى اليوم
الأصحاح العشرون
إبراهيم وأبيمالك
1وانتقل إبراهيم من هناك إلى أرض الجنوب ، وسكن بين قادش وشور ، وتغرب في جرار 2وقال إبراهيم عن سارة امرأته : هي أختي . فأرسل أبيمالك ملك جرار وأخذ سارة 3فجاء الله إلى أبيمالك في حلم الليل وقال له : ها أنت ميت من أجل المرأة التي أخذتها ، فإنها متزوجة ببعل 4ولكن لم يكن أبيمالك قد اقترب إليها ، فقال : يا سيد ، أأمة بارة تقتل؟ 5ألم يقل هو لي : إنها أختي ، وهي أيضا نفسها قالت : هو أخي ؟ بسلامة قلبي ونقاوة يدي فعلت هذا 6فقال له الله في الحلم : أنا أيضا علمت أنك بسلامة قلبك فعلت هذا . وأنا أيضا أمسكتك عن أن تخطئ إلي ، لذلك لم أدعك تمسها 7فالآن رد امرأة الرجل ، فإنه نبي ، فيصلي لأجلك فتحيا . وإن كنت لست تردها ، فاعلم أنك موتا تموت ، أنت وكل من لك 8فبكر أبيمالك في الغد ودعا جميع عبيده ، وتكلم بكل هذا الكلام في مسامعهم ، فخاف الرجال جدا 9ثم دعا أبيمالك إبراهيم وقال له : ماذا فعلت بنا ؟ وبماذا أخطأت إليك حتى جلبت علي وعلى مملكتي خطية عظيمة ؟ أعمالا لا تعمل عملت بي 10وقال أبيمالك لإبراهيم : ماذا رأيت حتى عملت هذا الشيء؟ 11فقال إبراهيم : إني قلت : ليس في هذا الموضع خوف الله البتة ، فيقتلونني لأجل امرأتي 12وبالحقيقة أيضا هي أختي ابنة أبي ، غير أنها ليست ابنة أمي ، فصارت لي زوجة 13وحدث لما أتاهني الله من بيت أبي أني قلت لها : هذا معروفك الذي تصنعين إلي : في كل مكان نأتي إليه قولي عني : هو أخي 14فأخذ أبيمالك غنما وبقرا وعبيدا وإماء وأعطاها لإبراهيم ، ورد إليه سارة امرأته 15وقال أبيمالك : هوذا أرضي قدامك . اسكن في ما حسن في عينيك 16وقال لسارة : إني قد أعطيت أخاك ألفا من الفضة . ها هو لك غطاء عين من جهة كل ما عندك وعند كل واحد ، فأنصفت 17فصلى إبراهيم إلى الله ، فشفى الله أبيمالك وامرأته وجواريه فولدن 18لأن الرب كان قد أغلق كل رحم لبيت أبيمالك بسبب سارة امرأة إبراهيم
الأصحاح الحادي والعشرون
مولد إسحاق
1وافتقد الرب سارة كما قال ، وفعل الرب لسارة كما تكلم 2فحبلت سارة وولدت لإبراهيم ابنا في شيخوخته ، في الوقت الذي تكلم الله عنه 3ودعا إبراهيم اسم ابنه المولود له ، الذي ولدته له سارة إسحاق 4وختن إبراهيم إسحاق ابنه وهو ابن ثمانية أيام كما أمره الله 5وكان إبراهيم ابن مئة سنة حين ولد له إسحاق ابنه 6وقالت سارة : قد صنع إلي الله ضحكا . كل من يسمع يضحك لي 7وقالت : من قال لإبراهيم : سارة ترضع بنين ؟ حتى ولدت ابنا في شيخوخته 8فكبر الولد وفطم . وصنع إبراهيم وليمة عظيمة يوم فطام إسحاق
طرد هاجر وإسماعيل
9ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لإبراهيم يمزح 10فقالت لإبراهيم : اطرد هذه الجارية وابنها ، لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني إسحاق 11فقبح الكلام جدا في عيني إبراهيم لسبب ابنه 12فقال الله لإبراهيم : لا يقبح في عينيك من أجل الغلام ومن أجل جاريتك . في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها ، لأنه بإسحاق يدعى لك نسل 13وابن الجارية أيضا سأجعله أمة لأنه نسلك 14فبكر إبراهيم صباحا وأخذ خبزا وقربة ماء وأعطاهما لهاجر ، واضعا إياهما على كتفها ، والولد ، وصرفها . فمضت وتاهت في برية بئر سبع 15ولما فرغ الماء من القربة طرحت الولد تحت إحدى الأشجار 16ومضت وجلست مقابله بعيدا نحو رمية قوس ، لأنها قالت : لاأنظر موت الولد . فجلست مقابله ورفعت صوتها وبكت 17فسمع الله صوت الغلام ، ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها : ما لك يا هاجر ؟ لا تخافي ، لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو 18قومي احملي الغلام وشدي يدك به ، لأني سأجعله أمة عظيمة 19وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء ، فذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام 20وكان الله مع الغلام فكبر ، وسكن في البرية ، وكان ينمو رامي قوس 21وسكن في برية فاران ، وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر
ميثاق بئر سبع
22وحدث في ذلك الزمان أن أبيمالك وفيكول رئيس جيشه كلما إبراهيم قائلين : الله معك في كل ما أنت صانع 23فالآن احلف لي بالله ههنا أنك لا تغدر بي ولا بنسلي وذريتي ، كالمعروف الذي صنعت إليك تصنع إلي وإلى الأرض التي تغربت فيها 24فقال إبراهيم : أنا أحلف 25وعاتب إبراهيم أبيمالك لسبب بئر الماء التي اغتصبها عبيد أبيمالك 26فقال أبيمالك : لم أعلم من فعل هذا الأمر . أنت لم تخبرني ، ولا أنا سمعت سوى اليوم 27فأخذ إبراهيم غنما وبقرا وأعطى أبيمالك ، فقطعا كلاهما ميثاقا 28وأقام إبراهيم سبع نعاج من الغنم وحدها 29فقال أبيمالك لإبراهيم : ما هي هذه السبع النعاج التي أقمتها وحدها؟ 30فقال : إنك سبع نعاج تأخذ من يدي ، لكي تكون لي شهادة بأني حفرت هذه البئر 31لذلك دعا ذلك الموضع بئر سبع ، لأنهما هناك حلفا كلاهما 32فقطعا ميثاقا في بئر سبع ، ثم قام أبيمالك وفيكول رئيس جيشه ورجعا إلى أرض الفلسطينيين 33وغرس إبراهيم أثلا في بئر سبع ، ودعا هناك باسم الرب الإله السرمدي 34وتغرب إبراهيم في أرض الفلسطينيين أياما كثيرة
الأصحاح الثاني والعشرون
امتحان إبراهيم
1وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم ، فقال له : يا إبراهيم! . فقال:هأنذا 2فقال : خذ ابنك وحيدك ، الذي تحبه ، إسحاق ، واذهب إلى أرض المريا ، وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك 3فبكر إبراهيم صباحا وشد على حماره ، وأخذ اثنين من غلمانه معه ، وإسحاق ابنه ، وشقق حطبا لمحرقة ، وقام وذهب إلى الموضع الذي قال له الله 4وفي اليوم الثالث رفع إبراهيم عينيه وأبصر الموضع من بعيد 5فقال إبراهيم لغلاميه : اجلسا أنتما ههنا مع الحمار ، وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد ، ثم نرجع إليكما 6فأخذ إبراهيم حطب المحرقة ووضعه على إسحاق ابنه ، وأخذ بيده النار والسكين . فذهبا كلاهما معا 7وكلم إسحاق إبراهيم أباه وقال : يا أبي! . فقال : هأنذا يا ابني . فقال : هوذا النار والحطب ، ولكن أين الخروف للمحرقة؟ 8فقال إبراهيم : الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني . فذهبا كلاهما معا 9فلما أتيا إلى الموضع الذي قال له الله ، بنى هناك إبراهيم المذبح ورتب الحطب وربط إسحاق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب 10ثم مد إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه 11فناداه ملاك الرب من السماء وقال : إبراهيم! إبراهيم! . فقال : هأنذا 12فقال : لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا ، لأني الآن علمت أنك خائف الله ، فلم تمسك ابنك وحيدك عني 13فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه ، فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضا عن ابنه 14فدعا إبراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يرأه . حتى إنه يقال اليوم : في جبل الرب يرى 15ونادى ملاك الرب إبراهيم ثانية من السماء 16وقال : بذاتي أقسمت ، يقول الرب ، أني من أجل أنك فعلت هذا الأمر ، ولم تمسك ابنك وحيدك 17أباركك مباركة ، وأكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر ، ويرث نسلك باب أعدائه 18ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض ، من أجل أنك سمعت لقولي 19ثم رجع إبراهيم إلى غلاميه ، فقاموا وذهبوا معا إلى بئر سبع . وسكن إبراهيم في بئر سبع
أبناء ناحور
20وحدث بعد هذه الأمور أن إبراهيم أخبر وقيل له : هوذا ملكة قد ولدت هي أيضا بنين لناحور أخيك 21عوصا بكره ، وبوزا أخاه ، وقموئيل أبا أرام 22وكاسد وحزوا وفلداش ويدلاف وبتوئيل 23وولد بتوئيل رفقة . هؤلاء الثمانية ولدتهم ملكة لناحور أخي إبراهيم 24وأما سريته ، واسمها رؤومة ، فولدت هي أيضا : طابح وجاحم وتاحش ومعكة
الأصحاح الثالث والعشرون
موت سارة
1وكانت حياة سارة مئة وسبعا وعشرين سنة ، سني حياة سارة 2وماتت سارة في قرية أربع ، التي هي حبرون ، في أرض كنعان . فأتى إبراهيم ليندب سارة ويبكي عليها 3وقام إبراهيم من أمام ميته وكلم بني حث قائلا 4أنا غريب ونزيل عندكم . أعطوني ملك قبر معكم لأدفن ميتي من أمامي 5فأجاب بنو حث إبراهيم قائلين له اسمعنا يا سيدي . أنت رئيس من الله بيننا . في أفضل قبورنا ادفن ميتك ، لا يمنع أحد منا قبره عنك حتى لا تدفن ميتك 7فقام إبراهيم وسجد لشعب الأرض ، لبني حث 8وكلمهم قائلا : إن كان في نفوسكم أن أدفن ميتي من أمامي ، فاسمعوني والتمسوا لي من عفرون بن صوحر 9أن يعطيني مغارة المكفيلة التي له ، التي في طرف حقله . بثمن كامل يعطيني إياها في وسطكم ملك قبر 10وكان عفرون جالسا بين بني حث ، فأجاب عفرون الحثي إبراهيم في مسامع بني حث ، لدى جميع الداخلين باب مدينته قائلا 11لا يا سيدي ، اسمعني . الحقل وهبتك إياه ، والمغارة التي فيه لك وهبتها . لدى عيون بني شعبي وهبتك إياها . ادفن ميتك 12فسجد إبراهيم أمام شعب الأرض 13وكلم عفرون في مسامع شعب الأرض قائلا : بل إن كنت أنت إياه فليتك تسمعني . أعطيك ثمن الحقل . خذ مني فأدفن ميتي هناك 14فأجاب عفرون إبراهيم قائلا له 15يا سيدي ، اسمعني . أرض بأربع مئة شاقل فضة ، ما هي بيني وبينك ؟ فادفن ميتك 16فسمع إبراهيم لعفرون ، ووزن إبراهيم لعفرون الفضة التي ذكرها في مسامع بني حث . أربع مئة شاقل فضة جائزة عند التجار 17فوجب حقل عفرون الذي في المكفيلة التي أمام ممرا ، الحقل والمغارة التي فيه ، وجميع الشجر الذي في الحقل الذي في جميع حدوده حواليه 18لإبراهيم ملكا لدى عيون بني حث ، بين جميع الداخلين باب مدينته 19وبعد ذلك دفن إبراهيم سارة امرأته في مغارة حقل المكفيلة أمام ممرا ، التي هي حبرون ، في أرض كنعان 20فوجب الحقل والمغارة التي فيه لإبراهيم ملك قبر من عند بني حث
الأصحاح الرابع والعشرون
إسحاق ورفقة
1وشاخ إبراهيم وتقدم في الأيام . وبارك الرب إبراهيم في كل شيء 2وقال إبراهيم لعبده كبير بيته المستولي على كل ما كان له : ضع يدك تحت فخذي 3فأستحلفك بالرب إله السماء وإله الأرض أن لا تأخذ زوجة لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن بينهم 4بل إلى أرضي وإلى عشيرتي تذهب وتأخذ زوجة لابني إسحاق 5فقال له العبد : ربما لا تشاء المرأة أن تتبعني إلى هذه الأرض . هل أرجع بابنك إلى الأرض التي خرجت منها 6فقال له إبراهيم : احترز من أن ترجع بابني إلى هناك 7الرب إله السماء الذي أخذني من بيت أبي ومن أرض ميلادي ، والذي كلمني والذي أقسم لي قائلا : لنسلك أعطي هذه الأرض ، هو يرسل ملاكه أمامك ، فتأخذ زوجة لابني من هناك 8وإن لم تشإ المرأة أن تتبعك ، تبرأت من حلفي هذا . أما ابني فلا ترجع به إلى هناك 9فوضع العبد يده تحت فخذ إبراهيم مولاه ، وحلف له على هذا الأمر 10ثم أخذ العبد عشرة جمال من جمال مولاه ، ومضى وجميع خيرات مولاه في يده . فقام وذهب إلى أرام النهرين إلى مدينة ناحور 11وأناخ الجمال خارج المدينة عند بئر الماء وقت المساء ، وقت خروج المستقيات 12وقال : أيها الرب إله سيدي إبراهيم ، يسر لي اليوم واصنع لطفا إلى سيدي إبراهيم 13ها أنا واقف على عين الماء ، وبنات أهل المدينة خارجات ليستقين ماء 14فليكن أن الفتاة التي أقول لها : أميلي جرتك لأشرب ، فتقول : اشرب وأنا أسقي جمالك أيضا ، هي التي عينتها لعبدك إسحاق . وبها أعلم أنك صنعت لطفا إلى سيدي 15وإذ كان لم يفرغ بعد من الكلام ، إذا رفقة التي ولدت لبتوئيل ابن ملكة امرأة ناحور أخي إبراهيم ، خارجة وجرتها على كتفها 16وكانت الفتاة حسنة المنظر جدا ، وعذراء لم يعرفها رجل . فنزلت إلى العين وملأت جرتها وطلعت 17فركض العبد للقائها وقال : اسقيني قليل ماء من جرتك 18فقالت : اشرب يا سيدي . وأسرعت وأنزلت جرتها على يدها وسقته 19ولما فرغت من سقيه قالت : أستقي لجمالك أيضا حتى تفرغ من الشرب 20فأسرعت وأفرغت جرتها في المسقاة ، وركضت أيضا إلى البئر لتستقي ، فاستقت لكل جماله 21والرجل يتفرس فيها صامتا ليعلم : أأنجح الرب طريقه أم لا 22وحدث عندما فرغت الجمال من الشرب أن الرجل أخذ خزامة ذهب وزنها نصف شاقل وسوارين على يديها وزنهما عشرة شواقل ذهب 23وقال : بنت من أنت ؟ أخبريني : هل في بيت أبيك مكان لنا لنبيت 24فقالت له : أنا بنت بتوئيل ابن ملكة الذي ولدته لناحور 25وقالت له : عندنا تبن وعلف كثير ، ومكان لتبيتوا أيضا 26فخر الرجل وسجد للرب 27وقال : مبارك الرب إله سيدي إبراهيم الذي لم يمنع لطفه وحقه عن سيدي . إذ كنت أنا في الطريق ، هداني الرب إلى بيت إخوة سيدي 28فركضت الفتاة وأخبرت بيت أمها بحسب هذه الأمور 29وكان لرفقة أخ اسمه لابان ، فركض لابان إلى الرجل خارجا إلى العين 30وحدث أنه إذ رأى الخزامة والسوارين على يدي أخته ، وإذ سمع كلام رفقة أخته قائلة : هكذا كلمني الرجل ، جاء إلى الرجل ، وإذا هو واقف عند الجمال على العين 31فقال : ادخل يا مبارك الرب ، لماذا تقف خارجا وأنا قد هيأت البيت ومكانا للجمال 32فدخل الرجل إلى البيت وحل عن الجمال ، فأعطى تبنا وعلفا للجمال ، وماء لغسل رجليه وأرجل الرجال الذين معه 33ووضع قدامه ليأكل . فقال : لا آكل حتى أتكلم كلامي . فقال:تكلم 34فقال : أنا عبد إبراهيم 35والرب قد بارك مولاي جدا فصار عظيما ، وأعطاه غنما وبقرا وفضة وذهبا وعبيدا وإماء وجمالا وحميرا 36وولدت سارة امرأة سيدي ابنا لسيدي بعد ما شاخت ، فقد أعطاه كل ما له 37واستحلفني سيدي قائلا : لا تأخذ زوجة لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن في أرضهم 38بل إلى بيت أبي تذهب وإلى عشيرتي ، وتأخذ زوجة لابني 39فقلت لسيدي : ربما لا تتبعني المرأة 40فقال لي : إن الرب الذي سرت أمامه يرسل ملاكه معك وينجح طريقك ، فتأخذ زوجة لابني من عشيرتي ومن بيت أبي 41حينئذ تتبرأ من حلفي حينما تجيء إلى عشيرتي . وإن لم يعطوك فتكون بريئا من حلفي 42فجئت اليوم إلى العين ، وقلت : أيها الرب إله سيدي إبراهيم ، إن كنت تنجح طريقي الذي أنا سالك فيه 43فها أنا واقف على عين الماء ، وليكن أن الفتاة التي تخرج لتستقي وأقول لها : اسقيني قليل ماء من جرتك 44فتقول لي : اشرب أنت ، وأنا أستقي لجمالك أيضا ، هي المرأة التي عينها الرب لابن سيدي 45وإذ كنت أنا لم أفرغ بعد من الكلام في قلبي ، إذا رفقة خارجة وجرتها على كتفها ، فنزلت إلى العين واستقت . فقلت لها : اسقيني 46فأسرعت وأنزلت جرتها عنها وقالت : اشرب وأنا أسقي جمالك أيضا . فشربت ، وسقت الجمال أيضا 47فسألتها وقلت : بنت من أنت ؟ فقالت : بنت بتوئيل بن ناحور الذي ولدته له ملكة . فوضعت الخزامة في أنفها والسوارين على يديها 48وخررت وسجدت للرب ، وباركت الرب إله سيدي إبراهيم الذي هداني في طريق أمين لآخذ ابنة أخي سيدي لابنه 49والآن إن كنتم تصنعون معروفا وأمانة إلى سيدي فأخبروني ، وإلا فأخبروني لأنصرف يمينا أو شمالا 50فأجاب لابان وبتوئيل وقالا : من عند الرب خرج الأمر . لا نقدر أن نكلمك بشر أو خير 51هوذا رفقة قدامك . خذها واذهب . فلتكن زوجة لابن سيدك ، كما تكلم الرب 52وكان عندما سمع عبد إبراهيم كلامهم أنه سجد للرب إلى الأرض 53وأخرج العبد آنية فضة وآنية ذهب وثيابا وأعطاها لرفقة ، وأعطى تحفا لأخيها ولأمها 54فأكل وشرب هو والرجال الذين معه وباتوا . ثم قاموا صباحا فقال : اصرفوني إلى سيدي 55فقال أخوها وأمها : لتمكث الفتاة عندنا أياما أو عشرة ، بعد ذلك تمضي 56فقال لهم : لا تعوقوني والرب قد أنجح طريقي . اصرفوني لأذهب إلى سيدي 57فقالوا : ندعو الفتاة ونسألها شفاها 58فدعوا رفقة وقالوا لها : هل تذهبين مع هذا الرجل ؟ فقالت : أذهب 59فصرفوا رفقة أختهم ومرضعتها وعبد إبراهيم ورجاله 60وباركوا رفقة وقالوا لها : أنت أختنا . صيري ألوف ربوات ، وليرث نسلك باب مبغضيه 61فقامت رفقة وفتياتها وركبن على الجمال وتبعن الرجل . فأخذ العبد رفقة ومضى 62وكان إسحاق قد أتى من ورود بئر لحي رئي ، إذ كان ساكنا في أرض الجنوب 63وخرج إسحاق ليتأمل في الحقل عند إقبال المساء ، فرفع عينيه ونظر وإذا جمال مقبلة 64ورفعت رفقة عينيها فرأت إسحاق فنزلت عن الجمل 65وقالت للعبد : من هذا الرجل الماشي في الحقل للقائنا ؟ فقال العبد : هو سيدي . فأخذت البرقع وتغطت 66ثم حدث العبد إسحاق بكل الأمور التي صنع 67فأدخلها إسحاق إلى خباء سارة أمه ، وأخذ رفقة فصارت له زوجة وأحبها . فتعزى إسحاق بعد موت أمه
الأصحاح الخامس والعشرون
موت إبراهيم
1وعاد إبراهيم فأخذ زوجة اسمها قطورة 2فولدت له : زمران ويقشان ومدان ومديان ويشباق وشوحا 3وولد يقشان : شبا وددان . وكان بنو ددان : أشوريم ولطوشيم ولأميم 4وبنو مديان : عيفة وعفر وحنوك وأبيداع وألدعة . جميع هؤلاء بنو قطورة 5وأعطى إبراهيم إسحاق كل ما كان له 6وأما بنو السراري اللواتي كانت لإبراهيم فأعطاهم إبراهيم عطايا ، وصرفهم عن إسحاق ابنه شرقا إلى أرض المشرق ، وهو بعد حي 7وهذه أيام سني حياة إبراهيم التي عاشها : مئة وخمس وسبعون سنة 8وأسلم إبراهيم روحه ومات بشيبة صالحة ، شيخا وشبعان أياما ، وانضم إلى قومه 9ودفنه إسحاق وإسماعيل ابناه في مغارة المكفيلة في حقل عفرون بن صوحر الحثي الذي أمام ممرا 10الحقل الذي اشتراه إبراهيم من بني حث . هناك دفن إبراهيم وسارة امرأته 11وكان بعد موت إبراهيم أن الله بارك إسحاق ابنه . وسكن إسحاق عند بئر لحي رئي
بنو إسماعيل
12وهذه مواليد إسماعيل بن إبراهيم ، الذي ولدته هاجر المصرية جارية سارة لإبراهيم 13وهذه أسماء بني إسماعيل بأسمائهم حسب مواليدهم : نبايوت بكر إسماعيل ، وقيدار ، وأدبئيل ومبسام 14ومشماع ودومة ومسا 15وحدار وتيما ويطور ونافيش وقدمة 16هؤلاء هم بنو إسماعيل ، وهذه أسماؤه17وهذه سنو حياة إسماعيل : مئة وسبع وثلاثون سنة ، وأسلم روحه ومات وانضم إلى قومه 18وسكنوا من حويلة إلى شور التي أمام مصر حينما تجيء نحو أشور . أمام جميع إخوته نزل
يعقوب وعيسو
19وهذه مواليد إسحاق بن إبراهيم : ولد إبراهيم إسحاق 20وكان إسحاق ابن أربعين سنة لما اتخذ لنفسه زوجة ، رفقة بنت بتوئيل الأرامي ، أخت لابان الأرامي من فدان أرام 21وصلى إسحاق إلى الرب لأجل امرأته لأنها كانت عاقرا ، فاستجاب له الرب ، فحبلت رفقة امرأته 22وتزاحم الولدان في بطنها ، فقالت : إن كان هكذا فلماذا أنا ؟ فمضت لتسأل الرب 23فقال لها الرب : في بطنك أمتان ، ومن أحشائك يفترق شعبان : شعب يقوى على شعب ، وكبير يستعبد لصغير 24فلما كملت أيامها لتلد إذا في بطنها توأمان 25فخرج ألأول أحمر ، كله كفروة شعر ، فدعوا اسمه عيسو 26وبعد ذلك خرج أخوه ويده قابضة بعقب عيسو ، فدعي اسمه يعقوب . وكان إسحاق ابن ستين سنة لما ولدتهما 27فكبر الغلامان ، وكان عيسو إنسانا يعرف الصيد ، إنسان البرية ، ويعقوب إنسانا كاملا يسكن الخيام 28فأحب إسحاق عيسو لأن في فمه صيدا ، وأما رفقة فكانت تحب يعقوب 29وطبخ يعقوب طبيخا ، فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا 30فقال عيسو ليعقوب : أطعمني من هذا الأحمر لأني قد أعييت . لذلك دعي اسمه أدوم 31فقال يعقوب : بعني اليوم بكوريتك 32فقال عيسو : ها أنا ماض إلى الموت ، فلماذا لي بكورية 33فقال يعقوب : احلف لي اليوم . فحلف له ، فباع بكوريته ليعقوب 34فأعطى يعقوب عيسو خبزا وطبيخ عدس ، فأكل وشرب وقام ومضى . فاحتقر عيسو البكورية
الأصحاح السادس والعشرون
إسحاق وأبيمالك
1وكان في الأرض جوع غير الجوع الأول الذي كان في أيام إبراهيم ، فذهب إسحاق إلى أبيمالك ملك الفلسطينيين ، إلى جرار 2وظهر له الرب وقال : لا تنزل إلى مصر . اسكن في الأرض التي أقول لك 3تغرب في هذه الأرض فأكون معك وأباركك ، لأني لك ولنسلك أعطي جميع هذه البلاد ، وأفي بالقسم الذي أقسمت لإبراهيم أبيك 4وأكثر نسلك كنجوم السماء ، وأعطي نسلك جميع هذه البلاد ، وتتبارك في نسلك جميع أمم الأرض 5من أجل أن إبراهيم سمع لقولي وحفظ ما يحفظ لي : أوامري وفرائضي وشرائعي 6فأقام إسحاق في جرار 7وسأله أهل المكان عن امرأته ، فقال : هي أختي . لأنه خاف أن يقول : امرأتي لعل أهل المكان : يقتلونني من أجل رفقة لأنها كانت حسنة المنظر 8وحدث إذ طالت له الأيام هناك أن أبيمالك ملك الفلسطينيين أشرف من الكوة ونظر ، وإذا إسحاق يلاعب رفقة امرأته 9فدعا أبيمالك إسحاق وقال : إنما هي امرأتك! فكيف قلت : هي أختي ؟ فقال له إسحاق : لأني قلت : لعلي أموت بسببها 10فقال أبيمالك : ما هذا الذي صنعت بنا ؟ لولا قليل لاضطجع أحد الشعب مع امرأتك فجلبت علينا ذنبا 11فأوصى أبيمالك جميع الشعب قائلا : الذي يمس هذا الرجل أو امرأته موتا يموت 12وزرع إسحاق في تلك الأرض فأصاب في تلك السنة مئة ضعف ، وباركه الرب 13فتعاظم الرجل وكان يتزايد في التعاظم حتى صار عظيما جدا 14فكان له مواش من الغنم ومواش من البقر وعبيد كثيرون . فحسده الفلسطينيون 15وجميع الآبار ، التي حفرها عبيد أبيه في أيام إبراهيم أبيه ، طمها الفلسطينيون وملأوها ترابا 16وقال أبيمالك لإسحاق : اذهب من عندنا لأنك صرت أقوى منا جدا 17فمضى إسحاق من هناك ، ونزل في وادي جرار وأقام هناك 18فعاد إسحاق ونبش آبار الماء التي حفروها في أيام إبراهيم أبيه ، وطمها الفلسطينيون بعد موت أبيه ، ودعاها بأسماء كالأسماء التي دعاها بها أبوه 19وحفر عبيد إسحاق في الوادي فوجدوا هناك بئر ماء حي 20فخاصم رعاة جرار رعاة إسحاق قائلين : لنا الماء . فدعا اسم البئر عسق لأنهم نازعوه 21ثم حفروا بئرا أخرى وتخاصموا عليها أيضا ، فدعا اسمها سطنة 22ثم نقل من هناك وحفر بئرا أخرى ولم يتخاصموا عليها ، فدعا اسمها رحوبوت ، وقال : إنه الآن قد أرحب لنا الرب وأثمرنا في الأرض 23ثم صعد من هناك إلى بئر سبع 24فظهر له الرب في تلك الليلة وقال : أنا إله إبراهيم أبيك . لا تخف لأني معك ، وأباركك وأكثر نسلك من أجل إبراهيم عبدي 25فبنى هناك مذبحا ودعا باسم الرب . ونصب هناك خيمته ، وحفر هناك عبيد إسحاق بئرا 26وذهب إليه من جرار أبيمالك وأحزات من أصحابه وفيكول رئيس جيشه 27فقال لهم إسحاق : ما بالكم أتيتم إلي وأنتم قد أبغضتموني وصرفتموني من عندكم 28فقالوا : إننا قد رأينا أن الرب كان معك ، فقلنا : ليكن بيننا حلف ، بيننا وبينك ، ونقطع معك عهدا 29أن لا تصنع بنا شرا ، كما لم نمسك وكما لم نصنع بك إلا خيرا وصرفناك بسلام . أنت الآن مبارك الرب 30فصنع لهم ضيافة ، فأكلوا وشربوا 31ثم بكروا في الغد وحلفوا بعضهم لبعض ، وصرفهم إسحاق . فمضوا من عنده بسلام 32وحدث في ذلك اليوم أن عبيد إسحاق جاءوا وأخبروه عن البئر التي حفروا ، وقالوا له : قد وجدنا ماء 33فدعاها شبعة ، لذلك اسم المدينة بئر سبع إلى هذا اليوم 34ولما كان عيسو ابن أربعين سنة اتخذ زوجة : يهوديت ابنة بيري الحثي ، وبسمة ابنة إيلون الحثي 35فكانتا مرارة نفس لإسحاق ورفقة
الأصحاح السابع والعشرون
إسحاق يبارك يعقوب
1وحدث لما شاخ إسحاق وكلت عيناه عن النظر ، أنه دعا عيسو ابنه الأكبر وقال له : يا ابني . فقال له:هأنذا 2فقال : إنني قد شخت ولست أعرف يوم وفاتي 3فالآن خذ عدتك : جعبتك وقوسك ، واخرج إلى البرية وتصيد لي صيدا 4واصنع لي أطعمة كما أحب ، وأتني بها لآكل حتى تباركك نفسي قبل أن أموت 5وكانت رفقة سامعة إذ تكلم إسحاق مع عيسو ابنه . فذهب عيسو إلى البرية كي يصطاد صيدا ليأتي به 6وأما رفقة فكلمت يعقوب ابنها قائلة : إني قد سمعت أباك يكلم عيسو أخاك قائلا 7ائتني بصيد واصنع لي أطعمة لآكل وأباركك أمام الرب قبل وفاتي 8فالآن يا ابني اسمع لقولي في ما أنا آمرك به 9اذهب إلى الغنم وخذ لي من هناك جديين جيدين من المعزى ، فأصنعهما أطعمة لأبيك كما يحب 10فتحضرها إلى أبيك ليأكل حتى يباركك قبل وفاته 11فقال يعقوب لرفقة أمه : هوذا عيسو أخي رجل أشعر وأنا رجل أملس 12ربما يجسني أبي فأكون في عينيه كمتهاون ، وأجلب على نفسي لعنة لا بركة 13فقالت له أمه : لعنتك علي يا ابني . اسمع لقولي فقط واذهب خذ لي 14فذهب وأخذ وأحضر لأمه ، فصنعت أمه أطعمة كما كان أبوه يحب 15وأخذت رفقة ثياب عيسو ابنها الأكبر الفاخرة التي كانت عندها في البيت وألبست يعقوب ابنها الأصغر 16وألبست يديه وملاسة عنقه جلود جديي المعزى 17وأعطت الأطعمة والخبز التي صنعت في يد يعقوب ابنها 18فدخل إلى أبيه وقال : يا أبي . فقال : هأنذا . من أنت يا ابني 19فقال يعقوب لأبيه : أنا عيسو بكرك . قد فعلت كما كلمتني . قم اجلس وكل من صيدي لكي تباركني نفسك 20فقال إسحاق لابنه : ما هذا الذي أسرعت لتجد يا ابني ؟ فقال : إن الرب إلهك قد يسر لي 21فقال إسحاق ليعقوب : تقدم لأجسك يا ابني . أأنت هو ابني عيسو أم لا 22فتقدم يعقوب إلى إسحاق أبيه ، فجسه وقال : الصوت صوت يعقوب ، ولكن اليدين يدا عيسو 23ولم يعرفه لأن يديه كانتا مشعرتين كيدي عيسو أخيه ، فباركه 24وقال : هل أنت هو ابني عيسو ؟ فقال : أنا هو 25فقال : قدم لي لآكل من صيد ابني حتى تباركك نفسي . فقدم له فأكل ، وأحضر له خمرا فشرب 26فقال له إسحاق أبوه : تقدم وقبلني يا ابني 27فتقدم وقبله ، فشم رائحة ثيابه وباركه ، وقال : انظر! رائحة ابني كرائحة حقل قد باركه الرب 28فليعطك الله من ندى السماء ومن دسم الأرض . وكثرة حنطة وخمر 29ليستعبد لك شعوب ، وتسجد لك قبائل . كن سيدا لإخوتك ، وليسجد لك بنو أمك . ليكن لاعنوك ملعونين ، ومباركوك مباركين 30وحدث عندما فرغ إسحاق من بركة يعقوب ، ويعقوب قد خرج من لدن إسحاق أبيه ، أن عيسو أخاه أتى من صيده 31فصنع هو أيضا أطعمة ودخل بها إلى أبيه وقال لأبيه : ليقم أبي ويأكل من صيد ابنه حتى تباركني نفسك 32فقال له إسحاق أبوه : من أنت ؟ فقال : أنا ابنك بكرك عيسو 33فارتعد إسحاق ارتعادا عظيما جدا وقال : فمن هو الذي اصطاد صيدا وأتى به إلي فأكلت من الكل قبل أن تجيء ، وباركته ؟ نعم ، ويكون مباركا 34فعندما سمع عيسو كلام أبيه صرخ صرخة عظيمة ومرة جدا ، وقال لأبيه : باركني أنا أيضا يا أبي 35فقال : قد جاء أخوك بمكر وأخذ بركتك 36فقال : ألا إن اسمه دعي يعقوب ، فقد تعقبني الآن مرتين! أخذ بكوريتي ، وهوذا الآن قد أخذ بركتي . ثم قال : أما أبقيت لي بركة 37فأجاب إسحاق وقال لعيسو : إني قد جعلته سيدا لك ، ودفعت إليه جميع إخوته عبيدا ، وعضدته بحنطة وخمر . فماذا أصنع إليك يا ابني 38فقال عيسو لأبيه : ألك بركة واحدة فقط يا أبي ؟ باركني أنا أيضا يا أبي . ورفع عيسو صوته وبكى 39فأجاب إسحاق أبوه وقال له : هوذا بلا دسم الأرض يكون مسكنك ، وبلا ندى السماء من فوق 40وبسيفك تعيش ، ولأخيك تستعبد ، ولكن يكون حينما تجمح أنك تكسر نيره عن عنقك
يعقوب يهرب إلى لابان
41فحقد عيسو على يعقوب من أجل البركة التي باركه بها أبوه . وقال عيسو في قلبه : قربت أيام مناحة أبي ، فأقتل يعقوب أخي 42فأخبرت رفقة بكلام عيسو ابنها الأكبر ، فأرسلت ودعت يعقوب ابنها الأصغر وقالت له : هوذا عيسو أخوك متسل من جهتك بأنه يقتلك 43فالآن يا ابني اسمع لقولي ، وقم اهرب إلى أخي لابان إلى حاران 44وأقم عنده أياما قليلة حتى يرتد سخط أخيك 45حتى يرتد غضب أخيك عنك ، وينسى ما صنعت به . ثم أرسل فآخذك من هناك . لماذا أعدم اثنيكما في يوم واحد م بديارهم وحصونهم . اثنا عشر رئيسا حسب قبائلهم