1في البدء خلق الله السماوات والأرض. 2وكانت الأرض خربة وخالية ، وعلى وجه الغمر ظلمة ، وروح الله يرف على وجه المياه 3وقال الله : ليكن نور ، فكان نور 4ورأى الله النور أنه حسن . وفصل الله بين النور والظلمة. 5ودعا الله النور نهارا ، والظلمة دعاها ليلا . وكان مساء وكان صباح يوما واحدا 6وقال الله : ليكن جلد في وسط المياه . وليكن فاصلا بين مياه ومياه 7فعمل الله الجلد ، وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد . وكان كذلك 8ودعا الله الجلد سماء . وكان مساء وكان صباح يوما ثانيا 9وقال الله : لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد ، ولتظهر اليابسة . وكان كذلك 10ودعا الله اليابسة, أرضا ، ومجتمع المياه دعاه بحارا . ورأى الله ذلك أنه حسن 11وقال الله : لتنبت الأرض عشبا وبقلا يبزر بزرا ، وشجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه ، بزره فيه على الأرض . وكان كذلك 12فأخرجت الأرض عشبا وبقلا يبزر بزرا كجنسه ، وشجرا يعمل ثمرا بزره فيه كجنسه . ورأى الله ذلك أنه حسن 13وكان مساء وكان صباح يوما ثالثا 14وقال الله : لتكن أنوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل ، وتكون لآيات وأوقات وأيام وسنين 15وتكون أنوارا في جلد السماء لتنير على الأرض . وكان كذلك 16فعمل الله النورين العظيمين : النور الأكبر لحكم النهار ، والنور الأصغر لحكم الليل ، والنجوم 17وجعلها الله في جلد السماء لتنير على الأرض 18ولتحكم على النهار والليل ، ولتفصل بين النور والظلمة . ورأى الله ذلك أنه حسن 19وكان مساء وكان صباح يوما رابعا 20وقال الله : لتفض المياه زحافات ذات نفس حية ، وليطر طير فوق الأرض على وجه جلد السماء 21فخلق الله التنانين العظام ، وكل ذوات الأنفس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كأجناسها ، وكل طائر ذي جناح كجنسه . ورأى الله ذلك أنه حسن 22وباركها الله قائلا : أثمري واكثري واملإي المياه في البحار . وليكثر الطير على الأرض 23وكان مساء وكان صباح يوما خامسا 24وقال الله : لتخرج الأرض ذوات أنفس حية كجنسها : بهائم ، ودبابات ، ووحوش أرض كأجناسها . وكان كذلك 25فعمل الله وحوش الأرض كأجناسها ، والبهائم كأجناسها ، وجميع دبابات الأرض كأجناسها . ورأى الله ذلك أنه حسن 26وقال الله : نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا ، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم ، وعلى كل الأرض ، وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض 27فخلق الله الإنسان على صورته . على صورة الله خلقه . ذكرا وأنثى خلقهم 28وباركهم الله وقال لهم : أثمروا واكثروا واملأوا الأرض ، وأخضعوها ، وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض 29وقال الله : إني قد أعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الأرض ، وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا لكم يكون طعاما 30ولكل حيوان الأرض وكل طير السماء وكل دبابة على الأرض فيها نفس حية ، أعطيت كل عشب أخضر طعاما . وكان كذلك 31ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جدا . وكان مساء وكان صباح يوما سادسا.
الأصحاح الثاني
1فأكملت السماوات والأرض وكل جندها 2وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل . فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل 3وبارك الله اليوم السابع وقدسه ، لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقا
آدم وحواء
4هذه مبادئ السماوات والأرض حين خلقت ، يوم عمل الرب الإله الأرض والسماوات 5كل شجر البرية لم يكن بعد في الأرض ، وكل عشب البرية لم ينبت بعد ، لأن الرب الإله لم يكن قد أمطر على الأرض ، ولا كان إنسان ليعمل الأرض 6ثم كان ضباب يطلع من الأرض ويسقي كل وجه الأرض 7وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض ، ونفخ في أنفه نسمة حياة . فصار آدم نفسا حية 8وغرس الرب الإله جنة في عدن شرقا ، ووضع هناك آدم الذي جبله 9وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل ، وشجرة الحياة في وسط الجنة ، وشجرة معرفة الخير والشر 10وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة ، ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس: 11اسم الواحد فيشون ، وهو المحيط بجميع أرض الحويلة حيث الذهب 12وذهب تلك الأرض جيد . هناك المقل وحجر الجزع 13واسم النهر الثانى جيحون ، وهو المحيط بجميع أرض كوش 14واسم النهر الثالث حداقل ، وهو الجاري شرقي أشور . والنهر الرابع الفرات 15وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها 16وأوصى الرب الإله آدم قائلا : من جميع شجر الجنة تأكل أكلا 17وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها ، لأنك يوم تأكل منها موتا تموت 18وقال الرب الإله : ليس جيدا أن يكون آدم وحده ، فأصنع له معينا نظيره 19وجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء ، فأحضرها إلى آدم ليرى ماذا يدعوها ، وكل ما دعا به آدم ذات نفس حية فهو اسمها 20فدعا آدم بأسماء جميع البهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البرية . وأما لنفسه فلم يجد معينا نظيره 21فأوقع الرب الإله سباتا على آدم فنام ، فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحما 22وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم 23فقال آدم : هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي . هذه تدعى امرأة لأنها من امرء أخذت 24لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا 25وكانا كلاهما عريانين ، آدم وامرأته ، وهما لا يخجلان
الأصحاح الثالث
سقوط الإنسان
1وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله ، فقالت للمرأة : أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة 2فقالت المرأة للحية : من ثمر شجر الجنة نأكل 3وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله : لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا 4فقالت الحية للمرأة : لن تموتا 5بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر 6فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل ، وأنها بهجة للعيون ، وأن الشجرة شهية للنظر . فأخذت من ثمرها وأكلت ، وأعطت رجلها أيضا معها فأكل 7فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان . فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر 8وسمعا صوت الرب الإله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار ، فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة 9فنادى الرب الإله آدم وقال له : أين أنت 10فقال : سمعت صوتك في الجنة فخشيت ، لأني عريان فاختبأت 11فقال : من أعلمك أنك عريان ؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها 12فقال آدم : المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت 13فقال الرب الإله للمرأة : ما هذا الذي فعلت ؟ فقالت المرأة : الحية غرتني فأكلت 14فقال الرب الإله للحية : لأنك فعلت هذا ، ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية . على بطنك تسعين وترابا تأكلين كل أيام حياتك 15وأضع عداوة بينك وبين المرأة ، وبين نسلك ونسلها . هو يسحق رأسك ، وأنت تسحقين عقبه 16وقال للمرأة : تكثيرا أكثر أتعاب حبلك ، بالوجع تلدين أولادا . وإلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك 17وقال لآدم : لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلا : لا تأكل منها ، ملعونة الأرض بسببك . بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك 18وشوكا وحسكا تنبت لك ، وتأكل عشب الحقل 19بعرق وجهك تأكل خبزا حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها . لأنك تراب ، وإلى تراب تعود 20ودعا آدم اسم امرأته حواء لأنها أم كل حي 21وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما 22وقال الرب الإله : هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر . والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا إلى الأبد 23فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أخذ منها 24فطرد الإنسان ، وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ، ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة
الأصحاح الرابع
قايين وهابيل
1وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت قايين . وقالت : اقتنيت رجلا من عند الرب 2ثم عادت فولدت أخاه هابيل . وكان هابيل راعيا للغنم ، وكان قايين عاملا في الأرض 3وحدث من بعد أيام أن قايين قدم من أثمار الأرض قربانا للرب 4وقدم هابيل أيضا من أبكار غنمه ومن سمانها . فنظر الرب إلى هابيل وقربانه 5ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر . فاغتاظ قايين جدا وسقط وجهه 6فقال الرب لقايين : لماذا اغتظت ؟ ولماذا سقط وجهك 7إن أحسنت أفلا رفع ؟ وإن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة ، وإليك اشتياقها وأنت تسود عليها 8وكلم قايين هابيل أخاه . وحدث إذ كانا في الحقل أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله 9فقال الرب لقايين : أين هابيل أخوك ؟ فقال : لا أعلم أحارس أنا لأخي 10فقال : ماذا فعلت ؟ صوت دم أخيك صارخ إلي من الأرض 11فالآن ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك 12متى عملت الأرض لا تعود تعطيك قوتها . تائها وهاربا تكون في الأرض 13فقال قايين للرب : ذنبي أعظم من أن يحتمل 14إنك قد طردتني اليوم عن وجه الأرض ، ومن وجهك أختفي وأكون تائها وهاربا في الأرض ، فيكون كل من وجدني يقتلني 15فقال له الرب : لذلك كل من قتل قايين فسبعة أضعاف ينتقم منه . وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده 16فخرج قايين من لدن الرب ، وسكن في أرض نود شرقي عدن 17وعرف قايين امرأته فحبلت وولدت حنوك . وكان يبني مدينة ، فدعا اسم المدينة كاسم ابنه حنوك 18وولد لحنوك عيراد . وعيراد ولد محويائيل . ومحويائيل ولد متوشائيل . ومتوشائيل ولد لامك 19واتخذ لامك لنفسه امرأتين : اسم الواحدة عادة ، واسم الأخرى صلة 20فولدت عادة يابال الذي كان أبا لساكني الخيام ورعاة المواشي 21واسم أخيه يوبال الذي كان أبا لكل ضارب بالعود والمزمار 22وصلة أيضا ولدت توبال قايين الضارب كل آلة من نحاس وحديد . وأخت توبال قايين نعمة 23وقال لامك لامرأتيه عادة وصلة : اسمعا قولي يا امرأتي لامك ، وأصغيا لكلامي . فإني قتلت رجلا لجرحي ، وفتى لشدخي 24إنه ينتقم لقايين سبعة أضعاف ، وأما للامك فسبعة وسبعين 25وعرف آدم امرأته أيضا ، فولدت ابنا ودعت اسمه شيثا ، قائلة : لأن الله قد وضع لي نسلا آخر عوضا عن هابيل . لأن قايين كان قد قتله 26ولشيث أيضا ولد ابن فدعا اسمه أنوش . حينئذ ابتدئ أن يدعى باسم الرب
الأصحاح الخامس
من آدم إلى نوح
1هذا كتاب مواليد آدم ، يوم خلق الله الإنسان . على شبه الله عمله 2ذكرا وأنثى خلقه ، وباركه ودعا اسمه آدم يوم خلق 3وعاش آدم مئة وثلاثين سنة ، وولد ولدا على شبهه كصورته ودعا اسمه شيثا 4وكانت أيام آدم بعد ما ولد شيثا ثماني مئة سنة ، وولد بنين وبنات 5فكانت كل أيام آدم التي عاشها تسع مئة وثلاثين سنة ، ومات 6وعاش شيث مئة وخمس سنين ، وولد أنوش 7وعاش شيث بعد ما ولد أنوش ثماني مئة وسبع سنين ، وولد بنين وبنات 8فكانت كل أيام شيث تسع مئة واثنتي عشرة سنة ، ومات 9وعاش أنوش تسعين سنة ، وولد قينان 10وعاش أنوش بعد ما ولد قينان ثماني مئة وخمس عشرة سنة ، وولد بنين وبنات 11فكانت كل أيام أنوش تسع مئة وخمس سنين ، ومات 12وعاش قينان سبعين سنة ، وولد مهللئيل 13وعاش قينان بعد ما ولد مهللئيل ثماني مئة وأربعين سنة ، وولد بنين وبنات 14فكانت كل أيام قينان تسع مئة وعشر سنين ، ومات 15وعاش مهللئيل خمسا وستين سنة ، وولد يارد 16وعاش مهللئيل بعد ما ولد يارد ثماني مئة وثلاثين سنة ، وولد بنين وبنات 17فكانت كل أيام مهللئيل ثماني مئة وخمسا وتسعين سنة ، ومات 18وعاش يارد مئة واثنتين وستين سنة ، وولد أخنوخ 19وعاش يارد بعد ما ولد أخنوخ ثماني مئة سنة ، وولد بنين وبنات 20فكانت كل أيام يارد تسع مئة واثنتين وستين سنة ، ومات 21وعاش أخنوخ خمسا وستين سنة ، وولد متوشالح 22وسار أخنوخ مع الله بعد ما ولد متوشالح ثلاث مئة سنة ، وولد بنين وبنات 23فكانت كل أيام أخنوخ ثلاث مئة وخمسا وستين سنة 24وسار أخنوخ مع الله ، ولم يوجد لأن الله أخذه 25وعاش متوشالح مئة وسبعا وثمانين سنة ، وولد لامك 26وعاش متوشالح بعد ما ولد لامك سبع مئة واثنتين وثمانين سنة ، وولد بنين وبنات 27فكانت كل أيام متوشالح تسع مئة وتسعا وستين سنة ، ومات 28وعاش لامك مئة واثنتين وثمانين سنة ، وولد ابنا 29ودعا اسمه نوحا ، قائلا : هذا يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا من قبل الأرض التي لعنها الرب 30وعاش لامك بعد ما ولد نوحا خمس مئة وخمسا وتسعين سنة ، وولد بنين وبنات 31فكانت كل أيام لامك سبع مئة وسبعا وسبعين سنة ، ومات 32وكان نوح ابن خمس مئة سنة . وولد نوح : ساما ، وحاما،ويافث
الأصحاح السادس
الطوفان
1وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض ، وولد لهم بنات 2أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات . فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا 3فقال الرب : لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد ، لزيغانه ، هو بشر . وتكون أيامه مئة وعشرين سنة 4كان في الأرض طغاة في تلك الأيام . وبعد ذلك أيضا إذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم أولادا ، هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم 5ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض ، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم 6فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض ، وتأسف في قلبه 7فقال الرب : أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته ، الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء ، لأني حزنت أني عملتهم 8وأما نوح فوجد نعمة في عيني الرب 9هذه مواليد نوح : كان نوح رجلا بارا كاملا في أجياله . وسار نوح مع الله 10وولد نوح ثلاثة بنين : ساما ، وحاما ، ويافث 11وفسدت الأرض أمام الله ، وامتلأت الأرض ظلما 12ورأى الله الأرض فإذا هي قد فسدت ، إذ كان كل بشر قد أفسد طريقه على الأرض 13فقال الله لنوح : نهاية كل بشر قد أتت أمامي ، لأن الأرض امتلأت ظلما منهم . فها أنا مهلكهم مع الأرض 14اصنع لنفسك فلكا من خشب جفر . تجعل الفلك مساكن ، وتطليه من داخل ومن خارج بالقار 15وهكذا تصنعه : ثلاث مئة ذراع يكون طول الفلك ، وخمسين ذراعا عرضه ، وثلاثين ذراعا ارتفاعه 16وتصنع كوا للفلك ، وتكمله إلى حد ذراع من فوق . وتضع باب الفلك في جانبه . مساكن سفلية ومتوسطة وعلوية تجعله 17فها أنا آت بطوفان الماء على الأرض لأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء . كل ما في الأرض يموت 18ولكن أقيم عهدي معك ، فتدخل الفلك أنت وبنوك وامرأتك ونساء بنيك معك 19ومن كل حي من كل ذي جسد ، اثنين من كل تدخل إلى الفلك لاستبقائها معك . تكون ذكرا وأنثى 20من الطيور كأجناسها ، ومن البهائم كأجناسها ، ومن كل دبابات الأرض كأجناسها . اثنين من كل تدخل إليك لاستبقائها 21وأنت ، فخذ لنفسك من كل طعام يؤكل واجمعه عندك ، فيكون لك ولها طعاما 22ففعل نوح حسب كل ما أمره به الله . هكذا فعل
الأصحاح السابع
1وقال الرب لنوح : ادخل أنت وجميع بيتك إلى الفلك ، لأني إياك رأيت بارا لدي في هذا الجيل 2من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة ذكرا وأنثى . ومن البهائم التي ليست بطاهرة اثنين : ذكرا وأنثى 3ومن طيور السماء أيضا سبعة سبعة : ذكرا وأنثى . لاستبقاء نسل على وجه كل الأرض 4لأني بعد سبعة أيام أيضا أمطر على الأرض أربعين يوما وأربعين ليلة . وأمحو عن وجه الأرض كل قائم عملته 5ففعل نوح حسب كل ما أمره به الرب 6ولما كان نوح ابن ست مئة سنة صار طوفان الماء على الأرض 7فدخل نوح وبنوه وامرأته ونساء بنيه معه إلى الفلك من وجه مياه الطوفان 8ومن البهائم الطاهرة والبهائم التي ليست بطاهرة ، ومن الطيور وكل ما يدب على الأرض 9دخل اثنان اثنان إلى نوح إلى الفلك ، ذكرا وأنثى ، كما أمر الله نوحا 10وحدث بعد السبعة الأيام أن مياه الطوفان صارت على الأرض 11في سنة ست مئة من حياة نوح ، في الشهر الثانى ، في اليوم السابع عشر من الشهر في ذلك اليوم ، انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم ، وانفتحت طاقات السماء 12وكان المطر على الأرض أربعين يوما وأربعين ليلة 13في ذلك اليوم عينه دخل نوح ، وسام وحام ويافث بنو نوح ، وامرأة نوح ، وثلاث نساء بنيه معهم إلى الفلك 14هم وكل الوحوش كأجناسها ، وكل البهائم كأجناسها ، وكل الدبابات التي تدب على الأرض كأجناسها ، وكل الطيور كأجناسها : كل عصفور ، كل ذي جناح 15ودخلت إلى نوح إلى الفلك ، اثنين اثنين من كل جسد فيه روح حياة 16والداخلات دخلت ذكرا وأنثى ، من كل ذي جسد ، كما أمره الله . وأغلق الرب عليه 17وكان الطوفان أربعين يوما على الأرض . وتكاثرت المياه ورفعت الفلك ، فارتفع عن الأرض 18وتعاظمت المياه وتكاثرت جدا على الأرض ، فكان الفلك يسير على وجه المياه 19وتعاظمت المياه كثيرا جدا على الأرض ، فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت كل السماء 20خمس عشرة ذراعا في الارتفاع تعاظمت المياه ، فتغطت الجبال 21فمات كل ذي جسد كان يدب على الأرض من الطيور والبهائم والوحوش ، وكل الزحافات التي كانت تزحف على الأرض ، وجميع الناس 22كل ما في أنفه نسمة روح حياة من كل ما في اليابسة مات 23فمحا الله كل قائم كان على وجه الأرض : الناس ، والبهائم ، والدبابات ، وطيور السماء . فانمحت من الأرض . وتبقى نوح والذين معه في الفلك فقط 24وتعاظمت المياه على الأرض مئة وخمسين يوما
الأصحاح الثامن
1ثم ذكر الله نوحا وكل الوحوش وكل البهائم التي معه في الفلك . وأجاز الله ريحا على الأرض فهدأت المياه 2وانسدت ينابيع الغمر وطاقات السماء ، فامتنع المطر من السماء 3ورجعت المياه عن الأرض رجوعا متواليا . وبعد مئة وخمسين يوما نقصت المياه 4واستقر الفلك في الشهر السابع ، في اليوم السابع عشر من الشهر ، على جبال أراراط 5وكانت المياه تنقص نقصا متواليا إلى الشهر العاشر . وفي العاشر في أول الشهر ، ظهرت رؤوس الجبال 6وحدث من بعد أربعين يوما أن نوحا فتح طاقة الفلك التي كان قد عملها 7وأرسل الغراب ، فخرج مترددا حتى نشفت المياه عن الأرض 8ثم أرسل الحمامة من عنده ليرى هل قلت المياه عن وجه الأرض
9فلم تجد الحمامة مقرا لرجلها ، فرجعت إليه إلى الفلك لأن مياها كانت على وجه كل الأرض . فمد يده وأخذها وأدخلها عنده إلى الفلك 10فلبث أيضا سبعة أيام أخر وعاد فأرسل الحمامة من الفلك 11فأتت إليه الحمامة عند المساء ، وإذا ورقة زيتون خضراء في فمها . فعلم نوح أن المياه قد قلت عن الأرض 12فلبث أيضا سبعة أيام أخر وأرسل الحمامة فلم تعد ترجع إليه أيضا 13وكان في السنة الواحدة والست مئة ، في الشهر الأول في أول الشهر ، أن المياه نشفت عن الأرض . فكشف نوح الغطاء عن الفلك ونظر ، فإذا وجه الأرض قد نشف 14وفي الشهر الثاني ، في اليوم السابع والعشرين من الشهر ، جفت الأرض 15وكلم الله نوحا قائلا 16اخرج من الفلك أنت وامرأتك وبنوك ونساء بنيك معك 17وكل الحيوانات التي معك من كل ذي جسد : الطيور ، والبهائم ، وكل الدبابات التي تدب على الأرض ، أخرجها معك . ولتتوالد في الأرض وتثمر وتكثر على الأرض 18فخرج نوح وبنوه وامرأته ونساء بنيه معه 19وكل الحيوانات ، كل الدبابات ، وكل الطيور ، كل ما يدب على الأرض ، كأنواعها خرجت من الفلك 20وبنى نوح مذبحا للرب . وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة وأصعد محرقات على المذبح 21فتنسم الرب رائحة الرضا . وقال الرب في قلبه : لا أعود ألعن الأرض أيضا من أجل الإنسان ، لأن تصور قلب الإنسان شرير منذ حداثته . ولا أعود أيضا أميت كل حي كما فعلت 22مدة كل أيام الأرض : زرع وحصاد ، وبرد وحر ، وصيف وشتاء ، ونهار وليل،لا تزال
الأصحاح التاسع
عهد الله مع نوح
1وبارك الله نوحا وبنيه وقال لهم : أثمروا واكثروا واملأوا الأرض 2ولتكن خشيتكم ورهبتكم على كل حيوانات الأرض وكل طيور السماء ، مع كل ما يدب على الأرض ، وكل أسماك البحر . قد دفعت إلى أيديكم 3كل دابة حية تكون لكم طعاما . كالعشب الأخضر دفعت إليكم الجميع 4غير أن لحما بحياته ، دمه ، لا تأكلوه 5وأطلب أنا دمكم لأنفسكم فقط . من يد كل حيوان أطلبه . ومن يد الإنسان أطلب نفس الإنسان ، من يد الإنسان أخيه 6سافك دم الإنسان بالإنسان يسفك دمه . لأن الله على صورته عمل الإنسان 7فأثمروا أنتم واكثروا وتوالدوا في الأرض وتكاثروا فيها 8وكلم الله نوحا وبنيه معه قائلا 9وها أنا مقيم ميثاقي معكم ومع نسلكم من بعدكم 10ومع كل ذوات الأنفس الحية التي معكم : الطيور والبهائم وكل وحوش الأرض التي معكم ، من جميع الخارجين من الفلك حتى كل حيوان الأرض 11أقيم ميثاقي معكم فلا ينقرض كل ذي جسد أيضا بمياه الطوفان . ولا يكون أيضا طوفان ليخرب الأرض 12وقال الله : هذه علامة الميثاق الذي أنا واضعه بيني وبينكم ، وبين كل ذوات الأنفس الحية التي معكم إلى أجيال الدهر 13وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض 14فيكون متى أنشر سحابا على الأرض ، وتظهر القوس في السحاب 15أني أذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حية في كل جسد . فلا تكون أيضا المياه طوفانا لتهلك كل ذي جسد 16فمتى كانت القوس في السحاب ، أبصرها لأذكر ميثاقا أبديا بين الله وبين كل نفس حية في كل جسد على الأرض 17وقال الله لنوح : هذه علامة الميثاق الذي أنا أقمته بيني وبين كل ذي جسد على الأرض
أولاد نوح
18وكان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك ساما وحاما ويافث . وحام هو أبو كنعان 19هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح . ومن هؤلاء تشعبت كل الأرض 20وابتدأ نوح يكون فلاحا وغرس كرما 21وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه 22فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه ، وأخبر أخويه خارجا 23فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء ، وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء . فلم يبصرا عورة أبيهما 24فلما استيقظ نوح من خمره ، علم ما فعل به ابنه الصغير 25فقال : ملعون كنعان! عبد العبيد يكون لإخوته 26وقال : مبارك الرب إله سام . وليكن كنعان عبدا لهم 27ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام ، وليكن كنعان عبدا لهم 28وعاش نوح بعد الطوفان ثلاث مئة وخمسين سنة 29فكانت كل أيام نوح تسع مئة وخمسين سنة ، ومات
الأصحاح العاشر
سلالات أبناء نوح
1وهذه مواليد بني نوح : سام وحام ويافث . وولد لهم بنون بعد الطوفان
بنو يافث
2بنو يافث : جومر وماجوج وماداي وياوان وتوبال وماشك وتيراس 3وبنو جومر : أشكناز وريفاث وتوجرمة 4وبنو ياوان : أليشة وترشيش وكتيم ودودانيم 5من هؤلاء تفرقت جزائر الأمم بأراضيهم ، كل إنسان كلسانه حسب قبائلهم بأممهم
بنو حام
6وبنو حام : كوش ومصرايم وفوط وكنعان 7وبنو كوش : سبا وحويلة وسبتة ورعمة وسبتكا . وبنو رعمة : شبا وددان 8وكوش ولد نمرود الذي ابتدأ يكون جبارا في الأرض 9الذي كان جبار صيد أمام الرب . لذلك يقال : كنمرود جبار صيد أمام الرب 10وكان ابتداء مملكته بابل وأرك وأكد وكلنة ، في أرض شنعار 11من تلك الأرض خرج أشور وبنى نينوى ورحوبوت عير وكالح 12ورسن ، بين نينوى وكالح ، هي المدينة الكبيرة 13ومصرايم ولد : لوديم وعناميم ولهابيم ونفتوحيم 14وفتروسيم وكسلوحيم . الذين خرج منهم فلشتيم وكفتوريم 15وكنعان ولد : صيدون بكره ، وحثا 16واليبوسي والأموري والجرجاشي 17والحوي والعرقي والسيني 18والأروادي والصماري والحماتي . وبعد ذلك تفرقت قبائل الكنعاني 19وكانت تخوم الكنعاني من صيدون ، حينما تجيء نحو جرار إلى غزة ، وحينما تجيء نحو سدوم وعمورة وأدمة وصبوييم إلى لاشع 20هؤلاء بنو حام حسب قبائلهم كألسنتهم بأراضيهم وأممهم
بنو سام
21وسام أبو كل بني عابر ، أخو يافث الكبير ، ولد له أيضا بنون 22بنو سام : عيلام وأشور وأرفكشاد ولود وأرام 23وبنو أرام : عوص وحول وجاثر وماش 24وأرفكشاد ولد شالح ، وشالح ولد عابر 25ولعابر ولد ابنان : اسم الواحد فالج لأن في أيامه قسمت الأرض . واسم أخيه يقطان 26ويقطان ولد : ألموداد وشالف وحضرموت ويارح 27وهدورام وأوزال ودقلة 28وعوبال وأبيمايل وشبا 29وأوفير وحويلة ويوباب . جميع هؤلاء بنو يقطان 30وكان مسكنهم من ميشا حينما تجيء نحو سفار جبل المشرق 31هؤلاء بنو سام حسب قبائلهم كألسنتهم بأراضيهم حسب أممهم 32هؤلاء قبائل بني نوح حسب مواليدهم بأممهم . ومن هؤلاء تفرقت الأمم في الأرض بعد الطوفان
الأصحاح الحادي عشر
برج بابل
1وكانت الأرض كلها لسانا واحدا ولغة واحدة 2وحدث في ارتحالهم شرقا أنهم وجدوا بقعة في أرض شنعار وسكنوا هناك 3وقال بعضهم لبعض : هلم نصنع لبنا ونشويه شيا . فكان لهم اللبن مكان الحجر ، وكان لهم الحمر مكان الطين 4وقالوا : هلم نبن لأنفسنا مدينة وبرجا رأسه بالسماء . ونصنع لأنفسنا اسما لئلا نتبدد على وجه كل الأرض 5فنزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما 6وقال الرب : هوذا شعب واحد ولسان واحد لجميعهم ، وهذا ابتداؤهم بالعمل . والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه 7هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض 8فبددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض ، فكفوا عن بنيان المدينة 9لذلك دعي اسمها بابل لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض . ومن هناك بددهم الرب على وجه كل الأرض
من سام الى إبراهيم
10هذه مواليد سام : لما كان سام ابن مئة سنة ولد أرفكشاد ، بعد الطوفان بسنتين 11وعاش سام بعد ما ولد أرفكشاد خمس مئة سنة ، وولد بنين وبنات 12وعاش أرفكشاد خمسا وثلاثين سنة وولد شالح 13وعاش أرفكشاد بعد ما ولد شالح أربع مئة وثلاث سنين ، وولد بنين وبنات 14وعاش شالح ثلاثين سنة وولد عابر 15وعاش شالح بعد ما ولد عابر أربع مئة وثلاث سنين ، وولد بنين وبنات 16وعاش عابر أربعا وثلاثين سنة وولد فالج 17وعاش عابر بعد ما ولد فالج أربع مئة وثلاثين سنة ، وولد بنين وبنات 18وعاش فالج ثلاثين سنة وولد رعو 19وعاش فالج بعد ما ولد رعو مئتين وتسع سنين ، وولد بنين وبنات 20وعاش رعو اثنتين وثلاثين سنة وولد سروج 21وعاش رعو بعد ما ولد سروج مئتين وسبع سنين ، وولد بنين وبنات 22وعاش سروج ثلاثين سنة وولد ناحور 23وعاش سروج بعد ما ولد ناحور مئتي سنة ، وولد بنين وبنات 24وعاش ناحور تسعا وعشرين سنة وولد تارح 25وعاش ناحور بعد ما ولد تارح مئة وتسع عشرة سنة ، وولد بنين وبنات 26وعاش تارح سبعين سنة ، وولد أبرام وناحور وهاران 27وهذه مواليد تارح : ولد تارح أبرام وناحور وهاران . وولد هاران لوطا 28ومات هاران قبل تارح أبيه في أرض ميلاده في أور الكلدانيين 29واتخذ أبرام وناحور لأنفسهما امرأتين : اسم امرأة أبرام ساراي ، واسم امرأة ناحور ملكة بنت هاران ، أبي ملكة وأبي يسكة 30وكانت ساراي عاقرا ليس لها ولد 31وأخذ تارح أبرام ابنه ، ولوطا بن هاران ، ابن ابنه ، وساراي كنته امرأة أبرام ابنه ، فخرجوا معا من أور الكلدانيين ليذهبوا إلى أرض كنعان . فأتوا إلى حاران وأقاموا هناك 32وكانت أيام تارح مئتين وخمس سنين . ومات تارح في حاران
الأصحاح الثاني عشر
دعوة إبراهيم
1وقال الرب لأبرام : اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك 2فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك ، وتكون بركة 3وأبارك مباركيك ، ولاعنك ألعنه . وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض 4فذهب أبرام كما قال له الرب وذهب معه لوط . وكان أبرام ابن خمس وسبعين سنة لما خرج من حاران 5فأخذ أبرام ساراي امرأته ، ولوطا ابن أخيه ، وكل مقتنياتهما التي اقتنيا والنفوس التي امتلكا في حاران . وخرجوا ليذهبوا إلى أرض كنعان . فأتوا إلى أرض كنعان 6واجتاز أبرام في الأرض إلى مكان شكيم إلى بلوطة مورة . وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض 7وظهر الرب لأبرام وقال : لنسلك أعطي هذه الأرض . فبنى هناك مذبحا للرب الذي ظهر له 8ثم نقل من هناك إلى الجبل شرقي بيت إيل ونصب خيمته . وله بيت إيل من المغرب وعاي من المشرق . فبنى هناك مذبحا للرب ودعا باسم الرب 9ثم ارتحل أبرام ارتحالا متواليا نحو الجنوب
إبراهيم في مصر
10وحدث جوع في الأرض ، فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرب هناك ، لأن الجوع في الأرض كان شديدا 11وحدث لما قرب أن يدخل مصر أنه قال لساراي امرأته : إني قد علمت أنك امرأة حسنة المنظر 12فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون : هذه امرأته . فيقتلونني ويستبقونك 13قولي إنك أختي ، ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من أجلك 14فحدث لما دخل أبرام إلى مصر أن المصريين رأوا المرأة أنها حسنة جدا 15ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون ، فأخذت المرأة إلى بيت فرعون 16فصنع إلى أبرام خيرا بسببها ، وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال 17فضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة بسبب ساراي امرأة أبرام 18فدعا فرعون أبرام وقال : ما هذا الذي صنعت بي ؟ لماذا لم تخبرني أنها امرأتك 19لماذا قلت : هي أختي ، حتى أخذتها لي لتكون زوجتي ؟ والآن هوذا امرأتك! خذها واذهب! 20فأوصى عليه فرعون رجالا فشيعوه وامرأته وكل ما كان له
الأصحاح الثالث عشر
انفصال إبراهيم عن لوط
1فصعد أبرام من مصر هو وامرأته وكل ما كان له ، ولوط معه إلى الجنوب 2وكان أبرام غنيا جدا في المواشي والفضة والذهب 3وسار في رحلاته من الجنوب إلى بيت إيل ، إلى المكان الذي كانت خيمته فيه في البداءة ، بين بيت إيل وعاي 4إلى مكان المذبح الذي عمله هناك أولا . ودعا هناك أبرام باسم الرب 5ولوط السائر مع أبرام ، كان له أيضا غنم وبقر وخيام 6ولم تحتملهما الأرض أن يسكنا معا ، إذ كانت أملاكهما كثيرة ، فلم يقدرا أن يسكنا معا 7فحدثت مخاصمة بين رعاة مواشي أبرام ورعاة مواشي لوط . وكان الكنعانيون والفرزيون حينئذ ساكنين في الأرض 8فقال أبرام للوط : لا تكن مخاصمة بيني وبينك ، وبين رعاتي ورعاتك ، لأننا نحن أخوان 9أليست كل الأرض أمامك ؟ اعتزل عني . إن ذهبت شمالا فأنا يمينا ، وإن يمينا فأنا شمالا 10فرفع لوط عينيه ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سقي ، قبلما أخرب الرب سدوم وعمورة ، كجنة الرب ، كأرض مصر . حينما تجيء إلى صوغر 11فاختار لوط لنفسه كل دائرة الأردن ، وارتحل لوط شرقا . فاعتزل الواحد عن الآخر 12أبرام سكن في أرض كنعان ، ولوط سكن في مدن الدائرة ، ونقل خيامه إلى سدوم 13وكان أهل سدوم أشرارا وخطاة لدى الرب جدا 14وقال الرب لأبرام ، بعد اعتزال لوط عنه : ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي أنت فيه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا 15لأن جميع الأرض التي أنت ترى لك أعطيها ولنسلك إلى الأبد 16وأجعل نسلك كتراب الأرض ، حتى إذا استطاع أحد أن يعد تراب الأرض فنسلك أيضا يعد 17قم امش في الأرض طولها وعرضها ، لأني لك أعطيها 18فنقل أبرام خيامه وأتى وأقام عند بلوطات ممرا التي في حبرون ، وبنى هناك مذبحا للرب
الأصحاح الرابع عشر
إبراهيم ينقذ لوط
1وحدث في أيام أمرافل ملك شنعار ، وأريوك ملك ألاسار ، وكدرلعومر ملك عيلام ، وتدعال ملك جوييم 2أن هؤلاء صنعوا حربا مع بارع ملك سدوم ، وبرشاع ملك عمورة ، وشنآب ملك أدمة ، وشمئيبر ملك صبوييم ، وملك بالع التي هي صوغر 3جميع هؤلاء اجتمعوا متعاهدين إلى عمق السديم الذي هو بحر الملح 4اثنتي عشرة سنة استعبدوا لكدرلعومر ، والسنة الثالثة عشرة عصوا عليه 5وفي السنة الرابعة عشرة أتى كدرلعومر والملوك الذين معه وضربوا الرفائيين في عشتاروث قرنايم ، والزوزيين في هام ، والإيميين في شوى قريتايم 6والحوريين في جبلهم سعير إلى بطمة فاران التي عند البرية 7ثم رجعوا وجاءوا إلى عين مشفاط التي هي قادش . وضربوا كل بلاد العمالقة ، وأيضا الأموريين الساكنين في حصون تامار 8فخرج ملك سدوم ، وملك عمورة ، وملك أدمة ، وملك صبوييم ، وملك بالع ، التي هي صوغر ، ونظموا حربا معهم في عمق السديم 9مع كدرلعومر ملك عيلام ، وتدعال ملك جوييم ، وأمرافل ملك شنعار ، وأريوك ملك ألاسار . أربعة ملوك مع خمسة 10وعمق السديم كان فيه آبار حمر كثيرة . فهرب ملكا سدوم وعمورة وسقطا هناك ، والباقون هربوا إلى الجبل 11فأخذوا جميع أملاك سدوم وعمورة وجميع أطعمتهم ومضوا 12وأخذوا لوطا ابن أخي أبرام وأملاكه ومضوا ، إذ كان ساكنا في سدوم 13فأتى من نجا وأخبر أبرام العبراني . وكان ساكنا عند بلوطات ممرا الأموري ، أخي أشكول وأخي عانر . وكانوا أصحاب عهد مع أبرام 14فلما سمع أبرام ، أن أخاه سبي جر غلمانه المتمرنين ، ولدان بيته ، ثلاث مئة وثمانية عشر ، وتبعهم إلى دان 15وانقسم عليهم ليلا هو وعبيده فكسرهم وتبعهم إلى حوبة التي عن شمال دمشق 16واسترجع كل الأملاك ، واسترجع لوطا أخاه أيضا وأملاكه ، والنساء أيضا والشعب 17فخرج ملك سدوم لاستقباله ، بعد رجوعه من كسرة كدرلعومر والملوك الذين معه إلى عمق شوى ، الذي هو عمق الملك 18وملكي صادق ، ملك شاليم ، أخرج خبزا وخمرا . وكان كاهنا لله العلي 19وباركه وقال : مبارك أبرام من الله العلي مالك السماوات والأرض 20ومبارك الله العلي الذي أسلم أعداءك في يدك . فأعطاه عشرا من كل شيء 21وقال ملك سدوم لأبرام : أعطني النفوس ، وأما الأملاك فخذها لنفسك 22فقال أبرام لملك سدوم : رفعت يدي إلى الرب الإله العلي مالك السماء والأرض 23لا آخذن لا خيطا ولا شراك نعل ولا من كل ما هو لك ، فلا تقول : أنا أغنيت أبرام 24ليس لي غير الذي أكله الغلمان ، وأما نصيب الرجال الذين ذهبوا معي : عانر وأشكول وممرا ، فهم يأخذون نصيبهم
الأصحاح الخامس عشر
عهد الله مع إبراهيم
1بعد هذه الأمور صار كلام الرب إلى أبرام في الرؤيا قائلا : لا تخف يا أبرام . أنا ترس لك . أجرك كثير جدا 2فقال أبرام : أيها السيد الرب ، ماذا تعطيني وأنا ماض عقيما ، ومالك بيتي هو أليعازر الدمشقي؟ 3وقال أبرام أيضا : إنك لم تعطني نسلا ، وهوذا ابن بيتي وارث لي 4فإذا كلام الرب إليه قائلا : لا يرثك هذا ، بل الذي يخرج من أحشائك هو يرثك 5ثم أخرجه إلى خارج وقال : انظر إلى السماء وعد النجوم إن استطعت أن تعدها . وقال له : هكذا يكون نسلك 6فآمن بالرب فحسبه له برا 7وقال له : أنا الرب الذي أخرجك من أور الكلدانيين ليعطيك هذه الأرض لترثها 8فقال : أيها السيد الرب ، بماذا أعلم أني أرثها؟ 9فقال له : خذ لي عجلة ثلاثية ، وعنزة ثلاثية ، وكبشا ثلاثيا ، ويمامة وحمامة 10فأخذ هذه كلها وشقها من الوسط ، وجعل شق كل واحد مقابل صاحبه . وأما الطير فلم يشقه 11فنزلت الجوارح على الجثث ، وكان أبرام يزجرها 12ولما صارت الشمس إلى المغيب ، وقع على أبرام سبات ، وإذا رعبة مظلمة عظيمة واقعة عليه 13فقال لأبرام : اعلم يقينا أن نسلك سيكون غريبا في أرض ليست لهم ، ويستعبدون لهم . فيذلونهم أربع مئة سنة 14ثم الأمة التي يستعبدون لها أنا أدينها ، وبعد ذلك يخرجون بأملاك جزيلة 15وأما أنت فتمضي إلى آبائك بسلام وتدفن بشيبة صالحة 16وفي الجيل الرابع يرجعون إلى ههنا ، لأن ذنب الأموريين ليس إلى الآن كاملا 17ثم غابت الشمس فصارت العتمة ، وإذا تنور دخان ومصباح نار يجوز بين تلك القطع 18في ذلك اليوم قطع الرب مع أبرام ميثاقا قائلا : لنسلك أعطي هذه الأرض ، من نهر مصر إلى النهر الكبير ، نهر الفرات 19القينيين والقنزيين والقدمونيين 20والحثيين والفرزيين والرفائيين 21والأموريين والكنعانيين والجرجاشيين واليبوسيين
الأصحاح السادس عشر
هاجر وإسماعيل
1وأما ساراي امرأة أبرام فلم تلد له . وكانت لها جارية مصرية اسمها هاجر 2فقالت ساراي لأبرام : هوذا الرب قد أمسكني عن الولادة . ادخل على جاريتي لعلي أرزق منها بنين . فسمع أبرام لقول ساراي