الكنائس تدعو الشعب للحفاظ علي الوطن
اخبار الاحد
الكنائس تدعو الشعب للحفاظ علي الوطن تحقيق: مايكل فيكتور 0 البابا شنودة:
أثق في عبور هذه المحنة..وستظل مصر مصدرا للخير
0 الأنبا موسي:
الأقباط ليسوا كتلة واحدة, ولكل مواطن الحق في إبداء رأيه الخاص.
0 الأنبا أنطونيوس نجيب:
نصلي من أجل الاستقرار
0الدكتور القس أندريه:
ندعم المسيرات السلمية التي تطالب بتقدم المجتمع.
شهدت الأيام الأخيرة منذ 25 يناير الماضي منعطفا في الحياة السياسية في مصر عندما خرج شبابها رافعين شعارات تطالب بتغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية..وسط هذا المنعطف وتدعياته وماعاشته البلاد من أيام عصيبة كانت جميع الكنائس تذكر في صلواتها اليومية سلامة الوطن,وتدعو أن يحفظ الله أمن واستقرار مصر.
وفي رصد لموقف الكنائس المسيحية في مصر لما شهده وطننا خلال هذه الأيام أعرب جميع بطاركة وأساقفة ورؤساء الكنائس عن إدانتهم للتخريب والاعتداء علي الممتلكات العامة والخاصة داعين الله أن يحفظ سلامة البلاد وأن يعم الاستقرار في ربوع مصر.
* قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية, وبطريرك الكرازة المرقسية- أعرب عن حزنه تجاه عمليات السرقة والنهب من جانب بعض الخارجين عن القانون, وقال قداسته في تصريحات خاصة للتليفزيون المصري إنه تألم كثيرا لما رآه وسمعه مشيرا إلي أن أشد ما أحزنه هو الاعتداء علي مستشفي السرطان للأطفال وهو الأمر الذي لايمكن أن تقبله الإنسانية,فالاعتداء علي المستشفيات والممتلكات العامة أمر خطير جدا.وأن عمليات النهب والسرقة والعنف والاعتداء علي المحلات المشهورة والبيوت كلها أمور تقلق النفس جدا.
** وأضاف قداسة البابا أن تلك الأفعال غريبة عن الشعب المصري.
**ومن جهة أخري أعرب البابا شنودة الثالث عن سعادته بتنظيم الشباب المصري لما أسموه باللجان الشعبية لحماية المنشآت, ووقوف الشباب أمام مثيري الشغب بكل شجاعة وقوة.
وقال قداسته: نشكر الشباب الذي تطوع ليحمي الأمن ويحمي البيوت التي تصرخ من الفزع ومن الخوف, فهؤلاء الشباب بجرأتهم استطاعوا أن يقوموا بأعمال الأمن فلهم منا عظيم الشكر لدورهم الوطني.
كما وجه الشكر لرجال القوات المسلحة الذين لايتهاونون لحظة في حماية المواطنين وممتلكاتهم من الخارجين علي القانون ومثيري الشغب والهاربين من السجون.
* وفي حوار خاص لنيافة الأنبا موسي أسقف عام الشباب لـوطني أوضح نيافته رؤية الكنيسة للدعوة بالإصلاحات ..فقال:
الكنيسة هي الإكليروس والشعب معا, وهم عددكبير جدا,كما أنهم ليسوا كتلة واحدة,ولكل شخص منهم كمواطن حقه في إبداء رأيه الخاص الذي يريح ضميره كما أن الإكليروس ليس في فكرهم ولافي نيتهم, ولا في إمكانياتهم أن يوجهوا الشباب والشعب نحو وجهة واحدة. وهذا هو المنهج الذي اتبعناه في مجموعة المشاركة الوطنية بالأسقفية منذ سنوات عديدة,حيث دعونا المفكرين والسياسيين والإعلاميين المسلمين والمسيحيين من كل أطياف مصر,ثم تركنا للشباب أن يختار ما يريد,سواء أكان الحزب أو الموقف أو الرأي.
وإذا كنت تطلب رأيي الشخصي فأنا قد فرحت بالشباب المسالم الذي خرج هادرا يطلب ثلاثة أمور من أجل الوطن,ومن أجل المستقبل وهي:الحرية السياسية والتجديد الشامل, العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص, التنمية الاقتصادية ومحاربة البطالة والفساد,وذلك كله في دولة مدنية حديثة تستفيد من تكنولوجيا العصر ومنجزات العلم الحديث.
وعن قيام الشباب بتكوين ما أسموه باللجان الشعبية... قال نيافته:بصراحة كنت في قمة السعادة, فهذا هو الشباب المصري الذي طالما اتهمه البعض منا بالسطحية والسلبية واللامبالاة,وقد كشف عن معدنه الأصيل فظهر لنا شباب واع مثقف وملتزم سواء في مظاهراته أو تكوينه لجانا شعبية لحماية الشارع المصري... كنت أتطلع في وجوههم فلا أجد فرقا بين واحد والآخر,أو بين واحدة والأخري... فالكل يحملون ملامح واحدة مكتوبا عليها:مصر: الفقراء والأغنياء المسلمون والمسيحيون المتعلمون والبسطاء... الكل يجمعهم حب الوطن وحب الخير... لقد كانوا حقا في قمة الروعة وسيظلون إن شاء الله.
وردا علي أعمال العنف والبلطجة أكد الأنبا موسي:
هؤلاء ليسوا شباب مصر, إنهم قلة من المنحرفين والمجرمين ولكن تعال نقارن عددهم القليل بمئات الألوف من شبابنا الرائع الذين تجمعوا في ميادين وشوارع مصر,دون أية تجاوزات تذكر.لقد تجلت روح المسئولية لديهم في تنظيف الشوارع والتبرع بالدم, كما تجلت الوحدة الوطنية حين كان أإخوتنا المسلمون يحرسون الكنائس والأسرات المسيحية.
وعن دور الكنيسة في الوقت الراهن قال نيافته:
أن نشجع أبناءنا المسيحيين علي الالتحام مع إخوتهم المسلمين فنحن شركاء في هذا الوطن وإذ أننا في مجتمعنهريلاصحراويولامطري!!أي أننا نعيش جميعا علي ضفاف النيل من أسوان إلي الإسكندرية ودمياط وبورسعيد... أي أننا نعيش في شارع واحد اسمه:شارع النيلنأكل خبزنا معا ونروي زرعنا معا ونبني مستقبلنا معا وما أجمل التلاحم الذي لاحظناه سواء في المسيرات أو اللجان الشعبية ...حيث كانت الوحدة الوطنية في أجمل صورها, وكل المخزون الحضاري لسبعة آلاف عام كان يطل من عيون شبابنا المفرح.
وفي ختام حديثه نصحه الأنبا موسي جميع المصريين قائلا:
ليست سوي أن نتلاحم ونندمج معا بالمحبة والنقاوة وصنع الخير,فالمحبة دائما تبني والمحبة لاتسقط أبداولاشك أننا في حاجة إلي منظومة ثلاثية هي:
المواطنة: إن تفعيل المواطنة لدي الجميع يجعل كل مواطن يلتزم بأداء واجباته والمطالبة بحقوقه بأسلوب حضاري إيجابي وبناء... هكذا نعمل كلنا معا في سبيل رفعة وطننا الحبيب.
المحبة:ذلك لأن روح المحبة تعطي فرصة تلاحم وعطاء وصفح وتفاعل وعمل مشترك من أجل البنيان... عملا بالوصية:عيشوا بالسلام وإله المحبة والسلام سيكون معكم2كو13:11.
الحكمة:لابد أن تحدث مشكلات وخلافات,ولكن رصيد المحبة المتجذر فينا يجعلنا نتعامل معها بحكمة وهدوء دون انفعال مدمر أو أداء تخريبي.
* قداسة الأنبا أنطونيوس نجيب بطريرك الأقباط الكاثوليك وكاردنيال الكنيسة الجامعة صرح بأن الكنيسة الكاثوليكية تقدر ماتمر به البلاد في هذه المرحلة الحساسة من تاريخها وتصلي إلي الله أن يمنح مصر السلام والاستقرار وأن يعبر بها إلي الأمان برعاية وحماية أبنائها المخلصين في كل موقع وأن يمنح الحكمة والبصيرة لكل القائمين علي شئونها والعاملين لخيرها
** وأضاف غبطة البطريرك الأنبا أنطونيوس أن الكنيسة تشكر كل الأوفياء من أفراد القوات المسلحة ومن شباب ورجال هذا الوطن الذين يدافعون عن مقدراته ويحمون بوعي وسهر دائم الممتلكات العامة والخاصة من خطر النهب والسلب الذي يقوم به الخارجون عن القانون.
وتدعو الكنيسة الكاثوليكية كل الشعب المصري في كل مكان أن يتكاتفوا ويتضامنوا في حماية هذا البلد الأصيل.
واختتم غبطته قائلا:وقي الله مصرنا من كل الشرور وحماها من كل من لايريدون خيرها.
* ونصح الأنبا يوحنا قلتة النائب البطريركي للأقباط الكاثوليك الشباب بالحفاظ علي مصر ودعاهم إلي أن يكونوا يدا واحدة مسلمين ومسيحيين فهم قوة المستقبل, مضيفا أن مطالب الشباب عادلة وظهورهم في الشارع ظاهرة بها شجاعة وصدق وصراحة وأنها فجر جديد لمصر لكي يدرك الجميع أن الشعب المصري هو الذي يقرر مصيره ويكتب تاريخه.
وأضاف نيافة الأنبا يوحنا أنه علينا أن ندرك جميعا أن الحل هو في الدولة المدنية وأن نتفهم جميعا أننا بدأنا عصرا جديدا في مصر.
وأعرب نيافته عن قلقه الشديد من الانفلات الأمني الذي أدي إلي الكثير من المآسي وضياع الكثير من الممتلكات العامة والخاصة.
* وقال الأب رفيق جريش رئيس المكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية وراع كنيسة القديس كيرلس للروم الكاثوليك بالكوربة-إن الشباب واعي ومحب لمصر بدرجة كبيرة, أثبت انتماءه للوطن من خلال اللجان الشعبية التي كونها بشجاعة ووقف أمام البلطجية والمجرمين ومثيري الشغب واستطاع أن يحافظ علي بلده.. ونحن جميعا ماكنا نتخيل هذا الوعي الوطني لدي شبابنا.
وردا علي سؤاله حول موقف الكنيسة من التعديلات السياسية قال جريش إن الكنيسة ليس لها رأي سياسي لكن من حق الشباب التعبير عن رأيه ولابد من الاستماع إلي مطالبهم واستطرد قائلا إننا ضد التخريب وأعمال شغب ونؤيد ككنيسة شعار التليفزيون المصري حافظوا علي مصر وندعو شعبنا لذلك لنعبر هذه الظروف الصعبة ونعيش في استقرار وسلام.
* وأكد نيافة الأنبا بطرس فهيم النائب البطريركي للأقباط الكاثوليك أن الكنيسة الكاثوليكية تثق في حكمة الرئيس مبارك واستماعه إلي مطالب الشباب حتي يعبر بنا جميعا سالمين وتظل مصرنا آمنة.
وأشار نيافته إلي إنه علينا في الأيام القليلة المقبلة التفكير فيما يعد صالحا لوطننا وكفانا ما تكبدناه من خسائر.
وعن الكنيسة الإنجيلية صدر بيان جاء فيه:في غضون الأحداث الدقيقة التي تمر بها بلادنا والتي تتعلق بحاضر الوطن ومستقبله تهيب الكنيسة الإنجيلية بمصر بجميع فئات الشعب العظيم التوحد والتكاتف والوقوف صفا واحدا ضد أي قوة تحاول النيل منه أو المساس بأمنه وسلامته أو الاعتداء علي الممتلكات العامة والخاصة والإضرار باقتصاد البلاد.
وقال الدكتور القس أندريه زكي نائب رئيس الكنيسة الإنجيلية إن الكنيسة مع المسيرات السلمية والتعبير عن آراء الشعب ولكننا ضد الاعتداءات والإساءة إلي الوطن بكل أشكاله, ونحن ندين جميع أعمال السلب والنهب.
وأضاف أنه لابد من التعبير عن الرأي مع مراعاة المعايير الأخلاقية والمسئوليات المجتمعية, ونحن ككنيسة ندعو الشعب المصري أجمع مسلمين ومسيحيين للحفاظ علي الوطن وتأمينه, ونحن في الفترة القادمة في أشد الحاجة إلي الاستقرار والدعوة إلي التغيير بهدوء لكي تظل مصرنا الحبيبة بلد الأمن والأمان.