يونان ودروس هامة
الطاعة
عندما يكلِّفنا الرب بمهمة خدمة، علينا أن نقبلها بسرور، ونطيع صوت الرب، عالمين أنه يمنحنا العون والقوة لها· لنكن كإشعياء الذي قال «هانذا ارسلني» (إشعياء 6: ، بل كالمسيح «هأنذا جئت» (مزمور40: 7)· ولنتعلم من يونان أن العناد والعصيان لا يؤدّي بنا سوى إلى جوف الحوت، حيث الضغط الرهيب والضيق الشديد· هل أدركنا أنه عندما يرسل الله ريحًا شديدة على سفينة حياتنا، في صورة فشل أو ضيق أو مرض أو اضطراب، فهذا لكي تعود سفينة حياتنا مرة أخرى نحو الأمر الذي يريدنا الرب أن ننفذه؟!
أهمية القلب المتسع
رفض يونان الذهاب إلى نينوى، لسبب تعصّبه القومي، وقلبه الضيق، وعدم ادراكه قلب الله المليء بالرحمة نحو اليهود والأمم على السواء· ونحن؛ كم من المرات كنا بعيدين عن فكر الرب، وانحصر تفكيرنا في دائرتنا الضيقة، ونسينا أنه يُسَرّ أن يعمل في دوائر كثيرة ووسط نفوس محتاجة هي أبعد ما تكون عن تفكيرنا· كم نحتاج أن تتسع أحشاءنا فتكون كأحشاء إلهنا·
غباء الانحصار في الذات
من الواضح أن يونان كان حريصًا على سمعته الشخصية وكرامته الذاتية أكثر من مصلحة النفوس الهالكة، كان محصورًا جدًا في ذاته، مما سبَّب له غَمًا شديدًا لما ندم الله على الشر الذي تكلم أن يصنعه بأهل نينوى، وكأنه يقول: يا رب أ بَعد ما أعلنت غضبك على المدينة تعود وترحمها ويسقط كلامي!!
آه دعونا نسأل أنفسنا بإخلاص؛ أيهما أهم: نحن أم عمل الرب؟ كرامتنا أم نجاح العمل؟ شهرتنا أم مجد الرب؟
الرب يشفق على الكل
فهو يشفق على المؤمنين وينقذهم من ضيقاتهم متى صرخوا إليه· فقد أنقذ يونان من بطن الحوت لما صلّى إليه (2: 1 ، 2)
وهو يشفق على الخطاة التائبين الراجعين إليه (3: 10)، وهو يشفق على الأولاد الصغار الذين لا يعرفون يمينهم من يسارهم (4: 11)، وهو يشفق حتى على البهائم التي تُباد (4: 11)·
ما أعجب هذا الإله!! حق لداود أن يهتف عنه قائلاً: «يا رب في السماوات رحمتك· أمانتك إلى الغمام··· الناس والبهائم تُخلِّص يا رب» (مزمور36: 5 ، 6)·