شات البطل مارجرجس
عــ،،ــغــ،ـوا
مــ،غ،ـلق الان
للاشــ،ـتـ،،ــراك فـ،ـى منــ،،ــتــداك ابــ،ـن يــ،ــســوع
شات البطل مارجرجس
عــ،،ــغــ،ـوا
مــ،غ،ـلق الان
للاشــ،ـتـ،،ــراك فـ،ـى منــ،،ــتــداك ابــ،ـن يــ،ــســوع
شات البطل مارجرجس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شات البطل مارجرجس

شات البطل مارجرجس
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سر التجسد الذى يفوق الادراك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الروح




سر التجسد الذى يفوق الادراك  Jb12915568671
عدد الرسائل : 1653
العمر : 39
هل موقع ابن يسوع نال اعجاب حضرتك : 0
رصيدى فى بنك ابن يسوع : 4751
تاريخ التسجيل : 14/01/2010

سر التجسد الذى يفوق الادراك  Empty
مُساهمةموضوع: سر التجسد الذى يفوق الادراك    سر التجسد الذى يفوق الادراك  Emptyالأحد فبراير 13, 2011 5:02 am



بعد أن تعرفنا في الدرس السابق على أهم البدع والهرطقات التي ثارت بشأن طبيعتي السيد المسيح،


نتابع معاً يا صديقي تعرفنا على سر التجسد الذي يفوق الإدراك،



وخلال هذا الدرس نطرح تساؤلاتنا الآتية:



1.

متى تم الإتحاد بين طبيعتي السيد المسيح اللاهوتية والناسوتية؟
2.

كيف تم الإتحاد بين الطبيعة اللاهوتية والطبيعة الناسوتية؟
3.

ما معنى أن للسيد المسيح طبيعة واحدة من طبيعتين؟
4.

ما هي نتائج الإتحاد بين الطبيعتين؟
5.

هل إتحاد الطبيعتين ألغى خواص أحدى الطبيعتين؟ متى تم الإتحاد بين الطبيعة اللاهوتية والطبيعة الناسوتية؟



ج : أدعى الأبيونيون أن مريم العذراء ولدت يسوع الإنسان، فهو مجرد إنسان لا غير، وسار يسوع في وصايا الله حتى بلغ الثلاثين من عمره، وفي الثلاثين أثناء عماده من يوحنا نزل عليه المسيح (اللاهوت)


فدُعي يسوع المسيح، وظل يخدم ويعلم ويرشد الشعب ويصنع معجزات حتى تعرض للصلب، ففارقه المسيح وصعد إلى السماء، وتأسئ الله على يسوع الذي يقاد للموت وهو برئ فأسقط شبهه على آخر، ورفع يسوع إلى السماء، وكذلك قال شهود يهوه بأن الإتحاد تم وقت العماد..


فمتى تم الإتحاد هل في بطن العذراء أو بعد ولادة الطفل أو في وقت العماد؟ لقد تم الإتحاد في اللحظة التي بشر فيها رئيس الملائكة الجليل جبرائيل العذراء مريم، وقبلت هي البشارة قائلة " هوذا أنا أمة الرب " (لو 1: 28) فحلَّ عليها الروح القدس، ففي هذه اللحظة بدأ الإتحاد، فلم تمر لحظة واحدة على بداية تكوين الناسوت وكان اللاهوت منفصلاً عنه،


ولم ينتظر اللاهوت حتى تكوَّن الجنين، ولم ينتظر حتى وُلِد الطفل من بطن العذراء، ولا انتظر حتى وقت العماد ثم اتحد به.. إن الناسوت وُجِد في الإتحاد باللاهوت، وكأن اللاهوت كان منتظراً فاتحاً أحضانه لاستقبال الناسوت منذ اللحظة الأولى لتكوينه لكيما يتحد به.
ولهذا دعت الكنيسة العذراء مريم بمعمل الإتحاد لأن في أحشائها تم إتحاد اللاهوت بالناسوت،


فنصلي في التسبحة قائلين " السلام لمعمل الإتحاد، غير المفترق الذي للطبائع، التي أتت معاً إلى موضع واحد، بغير اختلاط " (ثاؤطوكية الأربعاء) ولأن السيدة العذراء حملت في أحشائها جمر اللاهوت لذلك تشبهها الكنيسة بالعليقة، وتدور ثاؤطوكية الخميس كلها حول هذا المعنى، ومن أجل هذا صرخت أليصابات عند لقائها بالعذراء مريم قائلة " من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلىَّ " (لو 1: 43).


ويقول القديس يعقوب السروجي " مضت مريم لتنظر حقيقة الأمر.. إعتنت بالكلام وأخذت طريقها إلى أليصابات لتنظر هناك الدهش العظيم..


إلتقى الصباح والمساء ليقبّلا بعضهما ‍‍!!

الصبية الصباح حبلى بشمس البر، وأليصابات المساء حاملة كوكب النور..


أتى الصباح ليسلم على المساء صاحبه، وتحرك المساء لينظر الصباح ويقبّله..


فاض الروح القدس من إبن الله، وحلَّ في الكاروز (يوحنا) وهو في بطن أمه، لأن سلام مريم كان هنا موضع الكاهن، وأليصابات صارت كمثل حضن المعمودية، وإبن الله أرسل الروح من أزليته وعمَّد الطفل (يوحنا) بالروح القدس.. " (1)

ولأن السيدة العذراء ولدت الله الكلمة المتأنس، لذلك فانها ولدته بدون زرع بشر، وبدون ألم " قبل أن يأخذها الطلق ولدت.


قبل أن يأتي عليها المخاض ولدت ذكراً" (أش 66: 7) وبسبب إتحاد اللاهوت بالناسوت ولدت العذراء إبنها وبكوريتها مختومة " فقال لي الرب هذا الباب يكون مغلقاً لا يُفتَح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب إله إسرائيل قد دخل فيه فيكون مغلقاً " (حز 44: 2) وفي التسبحة نقول


" وبعدما ولدته، بقيت عذراء، بتسابيح وبركات نعظمك" (ثاؤطوكية الأحد) وفي قسمة عيد الميلاد يصلي الآب الكاهن قائلاً "الكائن في حضنه الأبوي كل حين آتى وحلَّ في الحشا البتولي غير الدنس. ولدته وهي عذراء وبكارتها مختومة" وبسبب الإتحاد دُعيت العذراء مريم والدة الإله "ثيؤطوكوس".

وقال أغناطيوس زكا الأول في مؤتمر القدس سنة 1959 والذي عُقِد من أجل وحدة الكنائس " غير انه لا اللاهوت وُجِد في أحشاء العذراء قبل وجود الناسوت فيها، ولا الناسوت وُجِد قبل اللاهوت. بل كلاهما وجدا معاً في لحظة واحدة فاتحدا إتحاداً ذاتياً طبيعياً جوهرياً اقنومياً بدون اختلاط ولا امتزاج ولا استحالة، بسر لا يُدرك، وولدته العذراء بعد تسعة أشهر وهي بتول ، فصار الكلمة جسداً (يو 1: 14) ودُعي عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (مت 1: 23) " (1)

ويقول نيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط وسكرتير المجمع المقدَّس " كلمة الله اتحد بالناسوت في لحظة تكون الجنين التي تسمى بالأنجليزية From the very moment of incaration كمثل حد السيف، أي في زمن قيمته صفر تم التجسد الإلهي. تكوَّن الجنين واتحد اللاهوت بالناسوت، وهذا يحل مشكلة كبيرة لمن يقولون إننا نؤله الإنسان. نحن نؤمن بإله تجسد وليس بإنسان تأله، فيسوع ليس إنساناً صار إلهاً، لكننا نقول أن كلمة الله الذي ظهر في الجسد..

إذاً فقد تم إتحاد اللاهوت بالناسوت منذ اللحظة الأولى للتجسد، لكنني أفضل أن أقول { اتحد اللاهوت بالناسوت في التجسد } وأفضل تعبير هو أن نقول { لقد وُجِد الناسوت في الإتحاد } أي أن الناسوت وُجِد داخل عملية الإتحاد. أو أن حدوث الإتحاد كان في أثناء تكوُّن الناسوت من العذراء بدون وجود فاصل زمني بينهما، بمعنى أنه حدث في لحظة الإتحاد نفسها " (2).
الإتحاد بين الطبيعتين بدون افتراق ولا انفصال


بعد الإتحاد لم يفترق ولم ينفصل اللاهوت عن الناسوت قط، وهذا ما يعلنه الأب الكاهن في صلاة الاعتراف " بالحقيقة أُؤمن أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين " وإذا تساءل أحد قائلاً:


إذاً كيف مات المسيح على الصليب؟..

ألم يفارق لاهوته ناسوته عند موته؟ .. نقول له قط لم يحدث هذا، فاللاهوت لم يفارق الناسوت قط، ولكن الذي حدث أن النفس البشرية فارقت الجسد البشري بينما ظل اللاهوت متحداً بكل من الجسد والروح البشرية، فالروح البشرية المتحدة باللاهوت نزلت إلى الجحيم عقب الموت


وأطلقت الأسرى، ولو كانت روح عادية غير متحدة باللاهوت ما استطاعت أن تحرّر نفسها من سجن الجحيم، ولكن لأنها متحدة باللاهوت لذلك أنارت الجحيم وأطلقت كل الذين ماتوا على الرجاء، وكذلك الجسد المتحد باللاهوت ظل في القبر إلى لحظة القيامة دون أن يعاين أي نوع من الفساد، وفي لحظة القيامة وحَّد اللاهوت النفس مع الجسد وقام المسيح منتصراً ظافراً.

ويمكن تشبيه ما حدث على الصليب بقطعة من الورق وقد وضعناها في الزيت فتشربت تماماً منه، ثم شققنا الورقة نصفين، فمن الطبيعي أن الزيت لم يفارق أي نصف من نصفي الورقة، فالورقة تشير للناسوت، والزيت يشير لللاهوت، وتشرب الورقة بالزيت يشير لإتحاد اللاهوت بالناسوت (جسد + روح بشرية) وشق الورقة إلى نصفين يشير إلى مفارقة الروح البشرية للجسد البشري، ولكن اللاهوت (الزيت) لم يفارق إحداهما.

وفي القسمة السريانية يصلي الأب الكاهن قائلا "هكذا بالحقيقة تألم كلمة الله بالجسد وذُبِح وانحنى بالصليب، وانفصلت نفسه عن جسده.

إذ لاهوته لم ينفصل قط لا من نفسه ولا من جسده".

وقال الأنبا مرقس أسقف البهنسا في القرن العاشر " إنما موت المسيح كله بمفارقة نفسه لجسده فقط، لكن لاهوته لم يفارق أحدهما (النفس والجسد) طرفة عين ولمح البصر، فكان اللاهوت ملازماً الجسد على الصليب وفي القبر، كما انه كان ملازماً النفس حال نزولها إلى عالم الأرواح البررة " (1)

ويقول البابا كيرلس الكبير في رسالته إلى سوقيس الأسقف " أن الطبيعتين اتحدتا، ومن بعد الإتحاد لا نفرق الطبائع عن بعضها ولا نقسم الواحد الغير منقسم ونجعله إبنين، بل نعتقد انه إبن واحد مثلما قال آباؤنا أن الكلمة المتجسد طبيعة واحدة " (2).

وقال البابا ديسقوروس في رسالته من المنفى " أما نحن فإننا نعترف بأن لاهوته لم يفارق ناسوته طرفة عين، ونعترف بأنه عند نزوله من السماء دخل إلى بطن العذراء موحّداً بين لاهوته وناسوته وحدة لا افتراق فيها" (3).

وقال القديس غريغوريوس العجائبي " لسنا نفصل بين اللاهوت والناسوت، لكنه واحد هو هو، وأنا أحرم الذين يسجدون لكلمة الله دون جسده " (1).ما معنى أن للسيد المسيح طبيعة واحدة من طبيعتين؟


لقد اتحدت في السيد المسيح الطبيعة الإلهية مع الطبيعة البشرية كما رأينا بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغييّر، وبدون افتراق ولا انفصال، والإتحاد هو إتحاد طبيعي أقنومي على مستوى الطبائع وليس على مستوى الأشخاص، فشخص الله الكلمة اتخذ جسداً ذو نفس عاقلة " والكلمة صار جسداً " (يو 1: 14)


وكان نتيجة هذا الإتحاد العجيب هو الإله المتأنس الذي يجمع بين صفات الطبيعة الإلهية وصفات الطبيعة البشرية، ونعود ونقول إن أقرب مثال على هذا هو الإنسان في إتحاد عنصريه الروح والجسد بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيِيّر،


ويقول نيافة الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدَّس


" هل اللاهوت تحوَّل إلى جسد؟ وهل الناسوت تحوَّل إلى لاهوت؟

لم يتحوَّل اللاهوت إلى جسد، ولا الناسوت إلى لاهوت، لكن في إتحادهما ونتيجة لهذا الإتحاد كان شخص السيد المسيح الذي يُفرّح القلوب. كان السيد المسيح مثلاً بمجرد أن يلمس أبرصاً يطهُر من برصه، فهذه اليد ليست يد عادية لأنها متحدة باللاهوت. قال له الأبرص " إن أردت تقدر أن تطهرني.. فمد يده ولمسه.. وللوقت.. ذهب عنه البرص " (مر 1: 40 – 42) (1).



ففي التجسد أتحدت الطبيعة الإنسانية المحدودة بالطبيعة الإلهية غير المحدودة، فكان نتيجة إتحاد الطبيعتين هو الله المتأنس غير المحدود، ويمكن التعبير عن هذا المعنى بالمعادلة الآتية:

طبيعة بشرية محدودة × طبيعة إلهية غير محدودة = الله المتأنس غير المحدود


وتعتبر عقيدة الطبيعة الواحدة كما قلنا من قبل في منتهى الأهمية، وبناءً عليها يتوقف خلاص الإنسان، لأنه لو ظلتا الطبيعتان منفصلتان لضاعت عقيدة الفداء أدراج الرياح، وهذا ما حمله لنا الفكر النسطوري، وفكر لاون من رياح فاسدة تقود للهلاك..


لماذا؟

لأنه في ظل إنفصال الطبيعتين يكون المصلوب إنسانأً وليس إلهاً، وموت إنسان برئ محدود بلا شك يعجز تماماً عن فداء البشرية في كل مكان وزمان، فهو لا يفدي إلا إنساناً واحداً فقط لاغير.. من أجل هذا تمسكت الكنيسة بعقيدة " طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة " والآن لندخل معاً يا صديقي إلى بستان الآباء القديسين لندرك مدى أهمية هذه العقيدة:


في صلوات التسبحة: " واحد من أثنين .. لاهوت قدوس بغير فساد.. مساوٍ للآب، وناسوت طاهر.. بغير مباضعة.. مساوٍ لنا.. كالتدبير" (ثاؤطوكية الأحد).

القديس فيلكس أسقف روما: الذي وُلِد سنة 210 م قال " نؤمن الآن بالمسيح يسوع إلهنا، ونعترف بأقنومه الواحد والشخص الواحد والطبيعة الواحدة التي لله الكلمة صار جسداً، وأيضاً بالحبل بلا زريعة هو الله الكلمة صار جسداً " (1).

القديس بوليدس أسقف روما: قال عن السيد المسيح " فهو إذاً طبيعة واحدة وشخص واحد، وليس له ما يُقسم به أثنين، وليس للجسد طبيعة منفردة في ناحية، ولا اللاهوت طبيعة منفردة في ناحية..


بل مثل الإنسان الذي هو طبيعة واحدة، كذلك المسيح الذي صار في شبه البشر، فإن كانوا لا يعرفون الواحد بالإتحاد، فقد يمكنهم أيضاً أن يقسّموا الواحد كثيراً، ويقال أنه طبائع كثيرة، لأن الجسد مجموع من أشكال كثيرة، من عظام وعروق ولحم وجلد وأظافر وشعر ودم وروح، وهذا كله متغير بعضه مع بعض وهو بالحقيقة طبيعة واحدة، واللاهوت والجسد هو واحد، لا ينقسم طبيعتين.. يلزم الذين يعتقدون بطبيعتين أن يسجدوا للواحدة ولا يسجدون للأخرى، وأن يعتمدوا بالتي لللاهوت ولا يعتمدون بالتي للناسوت " (2).

البابا أثناسيوس الرسولي: قال " وهذا الواحد هو الإله، وهو إبن الله بالروح، وهو إبن الإنسان بالجسد، ولسنا نقول عن هذا الإبن الواحد أنه طبيعتان، واحدة نسجد لها وأخرى لا نسجد لها. بل طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة، ونسجد له مع جسده سجدة واحدة، ولا نقول بأثنين واحد هو إبن الله بالحقيقة وله نسجد، وآخر هو إنسان من مريم ولسنا نسجد له..


الذي وُلِد من العذراء القديسة هو إبن الله بالطبيعة وهو إله بالحقيقة وليس بالنعمة، فالذي يُعلّم غير هذا التعليم الذي هو من الكتب الإلهية ويقول أن إبن الله هو غير الإنسان المولود من مريم ويجعله إبناً بالنعمة مثلنا.. فهذا الكنيسة المقدسة تحرمه " (3).

البابا كيرلس الكبير: قال في رسالته إلى سوقينوس " إن الطبائع قبل الإتحاد طبيعتان، وأما بعد الإتحاد فلا نفرق الطبيعتين من بعضهما ولا نقول أنهما إبنان ولا نفصل ذلك الذي لم ينقسم، بل نقول أن الإبن واحد كما قال الآباء وكيان الكلمة المتجسد واحد" (1).


وفي رسالته إلى يوحنا الأنطاكي قال " هو مولود من الآب قبل الدهر بحسب لاهوته، وانه هو نفسه في الأيام الأخيرة، من أجلنا ومن أجل خلاصنا وُلِد من العذراء بحسب ناسوته.. هو نفسه من الجوهر نفسه الذي للآب حسب لاهوته، ومن نفس الجوهر الذي لنا بحسب ناسوته، لأنه قد حدث إتحاد بين الطبيعتين لأجل هذا نعترف بمسيح واحد، إبن واحد، رب واحد، وبحسب هذا الفهم للإتحاد بدون اختلاط نعترف بأن العذراء القديسة هي والدة الإله" (2).

وعندما أرسل إلى البابا كيرلس سوكنس أسقف دياقيصارية الهيسوريا يسأله عما يقوله البعض أن للمسيح طبيعتين، فرد عليه قائلاً " ترى طبيعتين اجتمعتا بإتحاد من غير افتراق ولا امتزاج ولا استحالة، فالجسد هو جسد وليس هو لاهوتاً، وإن كان قد صار جسد الله، والكلمة أيضاً هو الإله وليس هو جسداً..


إن الطبيعتين اجتمعتا طبيعة واحدة ومن بعد الإتحاد لا نفرق بعضهما من بعض، ولا نقسم الواحد الغير مقسوم ونجعله أثنين، بل نقول إنه إبن واحد وحيد مثلما قال آباؤنا، انه طبيعة واحدة الكلمة الذي تجسد" (3).

يوحنا الأنطاكي: جاء في رسالته التي أرسلها للبابا كيرلس، وقد وافق عليها البابا كيرلس " نعترف أن ربنا يسوع، إبن الله الوحيد، هو إله كامل وإنسان كامل ذو نفس عاقلة وجسم، وهو مولود من الآب قبل الدهر بحسب لاهوته، وانه هو نفسه في الأيام الأخيرة، من أجلنا ومن أجل خلاصنا وُلِد من العذراء بحسب ناسوته، وهو نفسه، من الجوهر نفسه الذي للآب حسب لاهوته، ومن نفس الجوهر الذي لنا بحسب ناسوته، لأنه قد حدث إتحاد بين الطبيعتين. لأجل هذا نعترف بمسيح واحد، إبن واحد، رب واحد، وبحسب هذا الفهم للإتحاد بدون اختلاط نعترف بأن العذراء القديسة هي والدة الإله، لأن الكلمة قد تجسد وتأنس، ومنذ ذات الحمل به وحَّد الهيكل الذي أخذه منها مع ذاته " (1).

البابا ديسقورس: قال " لا يجب أن يقال طبيعتان بعد التجسد والإتحاد بل طبيعة واحدة للإله المتجسد " (2).

القديس غريغوريوس النزينزي: قال " ليس المسيح طبيعتين بعد الإتحاد ولا مفترقاً ولا مختلطاً فيما اجتمع من الجهتين، طبيعة اللاهوت وطبيعة الناسوت اجتمعتا إلى وحدانية وصارتا واحداً " (3).

القديس غريغوريوس النيؤلوغوس: قال " ليس الذي ولدته مريم إنساناً مُعرَى من اللاهوت.. بل إبن واحد، وليس للمسيح طبيعتان بعد الإتحاد ولاهو مفترقاً ولا مختلطاً فيما اجتمع من الجهتين، لأن طبيعة اللاهوت وطبيعة الناسوت اجتمعتا إلى وحدانية وصارتا واحداً وشخصاً واحداً، ليس لهذا الأقنوم الواحد تغييّر بل هو كامل في كل شئ في النفس والعقل " (4).

القديس باسيليوس: قال " لسنا نقول عن الإبن أنه إثنان، ولا نقول اللاهوت منفرداً بذاته ولا الناسوت بذاته، بل نقول طبيعة واحدة وأقنوماً واحداً " (5).


إبن المكين: ونقتطف بعض العبارات من أقواله "إن الإتحاد كان بين الأزلي والزمني كإتحاد النفس بالبدن.. فصار الأزلي والزمني واحداً.. وكل واحد من الجوهرين حافظ حقيقته لا تغيُّر فيها ولا استحالة..


لأن المفهوم من الإتحاد إنما هو مصير شيئين أو أكثر من شيئين شئ واحد.. فالمسيح إذاً هو واحد.. وهذا الواحد الموجود من الجوهرين لا يصح أن نطلق عليه إله وإنسان. بل إله متأنس.. إن كان بعد الإتحاد إلهأً وإنساناً فهو إرادتان ومشيئتان. وقد قلت أن معنى الإتحاد يبطل هذا الرأي، فهو واحد موجود من جوهرين أزلي وزمني يصح عليه إطلاق التضاد فنقول:


المسيح مات وأقام الموتى، والمسيح رسول ومُرسِل الرسل، والمسيح تألم والمسيح لم يتألم. وهذا الكلام لا يلزم منه وجود التناقض عند من يعلم شروط التناقض.. فهو جوهر من جوهرين، وليس جوهرين من بعد الإتحاد {وضرب مثلاً على هذا بالإنسان} فنقول أن الإنسان مائت وغير مائت، نائم وآكل وغير نائم وغير آكل. لأن البرهان قد قام على أنه جوهر من جوهرين، حقيقة من حقيقتين. من نفس غير مائتة ولا مركَّبة ومن جسم مائت ومركَّب، ولا يصح عليه التناقض " (1).

وقال أيضاً مشبهاً إتحاد اللاهوت بالناسوت بإتحاد النفس بالجسد في الإنسان الواحد " هذا (الإنسان) واحد من أثنين، لا إثنان، أعني أن جوهرية نفسه وجسمه لم يتغيرا بعد إتحادهما، وهو واحد قائم من أثنين متضادين لأنه لا يصح لنا ولا يجوز أن نقول أن فعل بولس مثلاً وكلامه صادران عن بولسين، وكذا لا نقول أن أفعال بطرس وكلامه صادرة عن بطرسين، فهو واحد وإن كان متقوماً عن أثنين " (2).

القديس بطرس السدمنتي: قال " إن الإله الكلمة نزل من السماء من غير انتقال ولا تغيير وتجسد من مريم العذراء بجسد كامل ذي نفس عاقلة ناطقة، فصار بالإتحاد أقنوماً واحداً وطبيعة واحدة.. واشتق له من الإتحاد اسم حادث الذي هو المسيح. أنه لم يُسمى مسيحاً إلاَّ بإتحاد اللاهوت بالناسوت، وإذا كان الإتحاد قد أحَّدهما وجعلهما طبيعة واحدة فلا يجوز في العقل ولا في الشرع أن يقال أن فيهما بعد طبيعتين بل طبيعة واحدة.

هل حصل مابين اللاهوت والناسوت إتحاد أم لا؟

فإن أنكر ( المعترض) يُكفَر بإجماع الفرق الثلاثة (اليعقوبية والملكية والنسطورية) وإذا قال بل صار الإتحاد. قلنا


: وما هو الذي اتحد عندك؟

إذا كانت الطبائع أثنتين، والجواهر أثنين، والأفعال أثنين، والمشيئات أثنتين، فما ترى الإتحاد عندك قد عمل شيئاً، سواء إتحدا أو لم يتحدا، هما كان أثنين وقد بقيا أثنين..


بهذه الأدلة ثبت عندنا القول بأنه أقنوم واحد، طبيعة واحدة، جوهر واحد، فعل واحد، مشيئة واحدة " (1).

الأنبا يوساب الأبح: قال " لا نقول أن في المسيح بعد الإتحاد طبيعتين أو أقنومين أو فعلين، بل طبيعة واحدة وفعل واحد يصدر عن المسيح الواحد".


وجاء في كتاب الإيمان الصحيح في السيد المسيح ص 92، 93 طبعة بيروت 1864 م أن المجمع اللاتراني المنعقد سنة 649م نص في القانون الخامس على أن " من لا يعتقد بموجب رأي الآباء القديسين أنه توجد طبيعة واحدة للإله الكلمة في المسيح خاصة وحقاً، دلالة على أن المسيح أخذ جوهرنا كله كاملاً ماعدا الخطية فليكن محروماً " وهذا جعل أحد الأساقفة اللاتين يعلق قائلاً


" إن الكنيسة الرومانية تعتقد وتعلم بوجود طبيعتين في المسيح، ثم تطعن بالحرم من لا يعتقد بأن المسيح هو طبيعة واحدة للكلمة المتجسد، كما تدوَّن ذلك في المجمع اللاتراني المنعقد بأمر القديس مرتينوس البابا " (2).


قداسة البابا شنودة الثالث: قال


" مَنْ الذي ولدته العذراء؟ هل ولدت إلهاً فقط؟ أم ولدت إنساناً فقط، أم ولدت إلهاً وإنساناً؟ أم ولدت الإله المتجسد؟


من المستحيل أن تكون قد ولدت إلهاً فقط لأنها ولدت طفلاً رآه الكل، ولا يمكن أن تكون ولدت إنساناً فقط، لأن هذه هي طريقة نسطور! ثم ما معنى قول الكتاب " الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يُدعى إبن الله " (لو 1: 35)؟

وما معنى إن إبنها يُدعى عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (مت 1: 23) وما معنى قول أشعياء النبي " لأنه يولد لنا ولد ونعطى إبناً وتكون الرئاسة على كتفه ويُدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أبا أبدياً رئيس السلام" (أش 9: 6) إذاً هو لم يكن مجرد إنسان ، وإنما كان إبن الله وعمانوئيل وإلهاً.

والعذراء أيضاً لم تلد إنساناً وإلهاً، وإلاَّ كان لها إبنان. الواحد منهما إله والآخر منهما إنسان. لم يبق إلاَّ أنها ولدت الإله المتجسد.

إن المسيح ليس إبنين، أحدهما إبن الله المعبود، والآخر إنسان غير معبود. ونحن لا نفصل بين لاهوته وناسوته. لقد إتحدت في المسيح الطبيعة الإلهية بالطبيعة البشرية في بطن العذراء.


لذلك حينما زارت العذراء أليصابات قالت لها القديسة العجوز " من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ " (لو 1: 34) وكانت مريم حُبلى ولم تلد ودُعيت أم الرب. إذاً إبن الله الوحيد هذا هو الذي نزل من السماء وتجسد، فالمركز الأصلي له هو لاهوته الذي نزل من بطن العذراء وتجسد،


ولذلك استطاع أن يقول " قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن " (يو 8: 58) والذي قال هذا يسوع المسيح وهو يكلم اليهود، ولم يقل لاهوتي كائن قبل إبراهيم. وإنما قال " أنا كائن" مما يدل على وحدة الطبيعة فيه " (1).

هل إتحاد الطبيعتين ألغى خواص إحدى الطبيعتين؟



ج : لقد تم الإتحاد الكامل بين الطبيعتين، ولكن بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيِيّر،


فاللاهوت ظل لاهوتاً بكل خصائصه الإلهية، والناسوت ظل ناسوتاً بكل خصائصه الناسوتية،


وفي السيد المسيح الواحد رأينا خصائص اللاهوت والناسوت في آن واحد، فهو الطفل الذي يرضع اللبن وهو الإله المانح الحياة.. العذراء ترعاه والمجوس يسجدون له..


هرب إلى أرض مصر وأمامه سقطت الأوثان.. على جبل التجربة " جاع أخيراً " (مت 4: 2) وهو الإله الذي لا يجوع بل يشبع الكل من رضاه.. على بئر السامرية " تعب من السفر " (يو 4: 6) وهو مريح التعابى، وعطش (يو 4: 7) وهو الينبوع الذي يروي كل عطشان، في السفينة تعب ونام (لو 8: 23) وهو الإله الذي لا ينعس ولا ينام (مز 121: 4).. كان يصلي (لو 5: 16) وهو قابل الصلوات.. وفي البستان حزن وأكتئب وقال " نفسي حزينة جداً حتى الموت " (مت 26: 37، 38) وهو المنزَّه عن كل ألم جسداني ونفساني، وعلى الصليب " نكس الرأس وأسلم الروح " (يو 19: 30) وهو الذي يقيم الموتى.. هو الميت الحي الذي سبحه يوسف مع نيقوديموس قائلين "قدوس الحي الذي لا يموت".

ولنصعد يا أحبائي إلى بستان الآباء القديسين لنتذوق من ثمار أقوالهم الحلوة:



+ البابا الكسندروس: قال متعجباً " الديان دانوه، والذي يحل رباط الموت ربطوه، والذي يضبط العالم ضبطوه، والذي يعطي الحياة للبشر أطعموه مرارة، ومات المحيي وقبروا الذي يُقيم الموتى، تعجبت قوات السموات في ذلك الزمان، وبهتت الملائكة وفزعت الاستقصات (العناصر) وتعجبت الخليقة كلها، وقالت هوذا الديان يُدان وهو ساكت، والغير مرئي يُرى ولا يُسأل.. والغير متألم تألم ولم ينتقم، والغير مائت مات وهو صابر" (1).



+ القديس كيرلس الكبير: قال في رسالته الرابعة إلى نسطور " فانه يوجد مسيح واحد وإبن واحد من الأثنين. إن اختلاف الطبائع لم يبطل الإتحاد. بل بالحرى فان هذا الإتحاد الذي يفوق الفهم والوصف كوَّن لنا من اللاهوت والناسوت رباً واحداً يسوع المسيح وإبناً واحداً " (2).

وقال أيضاً " نحن يا سادة نؤمن بان الإتحاد بين الكلمة والناسوت، ونرى أن الآلام تخص الناسوت، ولكنه غير قابل للآلام كإله. وإن كان قد تجسَّد وصار مثلنا إلاَّ إننا نعترف بألوهيته ومجده الفائق وعطاياه الإلهية. ونحن نضع الإتحاد كأساس للإيمان.


ونعترف بأنه تألم في الجسد ولكنه ظل فوق الآلام لأن عدم التألم من طبيعته. وعلينا الإحتراس من فصل اللاهوت عن الناسوت، ومن التقسيم إلى طبيعتين أو فصل كل طبيعة عن الأخرى.. هو نفسه إله متأنس، والآلام تخص الناس أي تخصه هو، لكن من حيث هو إله غير قابل للآلام " (1).



+ البابا ديوسقورس: قال في رسالته من المنفى إلى رهبان هناطون " إنني أعرفه وأنا اتسامى بالإيمان، انه وُلِد من الآب إلهاً، وإياه أعرف أنه وُلِد من مريم إنساناً، فأنظره يمشي على الأرض كإنسان، وأنظره بارياً (خالقاً) لملائكة السماء كإله. أنظره ينام في السفينة كإنسان، وهو بعينه يمشي على الماء كإله.


أنه يجوع كإنسان، ويتعب ويشبع كإله. هو يُجرَّب كإنسان ويطرد الشياطين كإله.. أعترف به واحداً، وهو بذاته رب ومخلص لئن صار بعطفه إنساناً، فتمسكوا بإيمان الآباء ولا تلتفتوا إلى تعاليم المنحرفين فانها مفسدة للنفوس.. إن القول بطبيعتين ( بعد الإتحاد) عن الإله الكلمة المتجسد إنما هو ضلال " (2).



+ القديس ابرقلس أسقف كسكس: قال " هو أيضاً الذي لبس إكليل الشوك وأبطل قضية الشوك، وهو الذي في حضن أبيه، وهو الذي في بطن العذراء وهو في حضن أمه.. يمشي على أجنحة الرياح، وتسجد له الملائكة، وهو جالس مع العشارين.. لا تقدر أن تتأمله الساروفيم، وبيلاطس يسائله، والعبد يلطمه، وكل الخليقة ترتعد منه، وهو مسمَّر على الصليب. لم يخلُ عرشه منه، وهو في المقبرة.


هو الذي مدَّ السماء مثل الجلد. هو يُعد مع الأموات وهو يسبي الجحيم. هو أسفل يُعيَّر كطاغي، وهو فوق يُنطَق بمجده كقدوس. هكذا نعترف نحن الأرثوذكسيين، ولا نقول أثنين عن الواحد الغير مفترق، ولا مسيحين ولا ربين ولا شكلين ولا أقنومين ولا فعلين ولا طبيعتين. بل كما قلت طبيعة واحدة، أقنوم واحد، الله الكلمة صار جسداً، نبشر به بإعلان ونسجد له بجسده سجدة واحدة، ومن لا يعترف هكذا، فليكن محروماً " (1).



+ القديس أغسطينوس: يقول " خالق الزمن يوُلَد في زمن معين!.. صانع الإنسان صار إنساناً ورضع من ثدي أمه! خبز الحياة يمكن أن يجوع! كما يمكن أن يعطش الينبوع! الطريق يتعب في الطريق، والحق يتهم من شهود زور! ديان الأحياء والأموات يُدان من قاضٍ مائت! المعلم يُضرَب بالسياط، والكرمة يكلل بالأشواك! الذي يشفي الآخرين يُجرَح، والحياة يمكن أن يموت! (2).



+ القديس غريغوريوس النيزينزي: يقول " وُلِد ولكنه كان مولوداً منذ الأزل. وُلِد من إمرأة ولكنها عذراء، فثمة لاهوت وناسوت متحدين، ليس له على الأرض أب، ولا في السماء أم.. اعتمد كإنسان ومحا الخطايا كإله.. جاع ولكنه أشبع جماهير، وهو خبز السماء الحي. عطش ولكنه صاح قائلاً: من كان عطشاناً فليأتِ إلىَّ ويشرب، ووعد من يؤمنون به أنهم يصبحون ينابيع ماء حي.


عانى التعب، ولكنه هو راحة المتعبين والمثقلين. كان مثقلاً بالنعاس ومشى على البحر، وزجر الرياح، وأنهض بطرس وقد كاد أن يغرق في الماء. دفع الضريبة ولكنه أخرج المال من حلق السمك، وهو سيد من يطالبونه بدفع الضريبة.. يصلي، ويستجيب لصلاة من يدعوه.. يبكي ويكفكف دموع الباكين.


يسأل أين وضعتم لعازر لأنه إنسان، ويبعثه حياً لأنه إله.. يُقاد كالنعجة إلى الذبح وهو راعي إسرائيل وراعي الأرض كلها.. رُفع على عود الصليب وسُمّر عليه، ولكنه يعيد لنا حقنا من شجرة الحياة.. يموت ولكنه يحيي، وبموته هزم الموت " (العظة 29: 19 – 21) (3).
تذكر


+ تم الإتحاد بين الطبيعة اللاهوتية والطبيعة الناسوتية في بطن العذراء في لحظة البشارة.. لقد وُجِد الناسوت في الإتحاد.


+ تم الإتحاد بين الطبيعتين اللاهوتية والناسوتية:

1.

بدون إختلاط ولا إمتزاج ولا تغييّر.
2.

بدون إفتراق ولا إنفصال.
3.

إتحاد طبيعي إقنومي مثل إتحاد الروح والجسد في الإنسان، وهو إتحاد بين طبيعتين وليس بين شخصين، لأن إقنوم الكلمة بشخصه الإلهي إتخذ طبيعة بشرية وليس شخصاً بشريَّاً – الطبيعة تَعُم والشخص يخص – والإعتقاد بأن الإبن إتخذ شخصاً معناه إننا نعبد إنسان تأله كقول النساطر.


+ السيد المسيح طبيعة واحدة من طبيعتين في إتحاد عجيب يفوق الأذهان.


طبيعة بشرية محدودة × طبيعة إلهية غير محدودة
= الله المتأنس غير المحدود


+ من نتائج الإتحاد بين الطبيعتين:

4.

الولادة المعجزية للسيد المسيح.
5.

ظهور الله المتأنس.
6.

نتيجة الإتحاد إن المعجزات التي صنعها الرب يسوع هي من عمل اللاهوت والناسوت معاً.
7.

نتيجة الإتحاد أطلق الإنجيل على السيد المسيح كل من الصفات الإلهية والناسوتية.
8.

نتيجى الإتحاد إن الإنجيل ينسب للسيد المسيح جميع الألقاب الإلهية وأيضاً البشرية.

ز - نتيجة الإتحاد إن جميع الأعمال تنسب للمسيح الواحد.

1.

نتيجة الإتحاد لا نفصل بين أقوال السيد المسيح.
2.

نتيجة الإتحاد نستطيع أن ننسب آلام المسيح وموته لللاهوت.

+ إتحاد الطبيعتين لم يلغِ خواص إحدى الطبيعتين.

كيف تم الإتحاد بين الطبيعة اللاهوتية وبين الطبيعة الناسوتية؟



ج: لقد إتحدت الطبيعة اللاهوتية مع الطبيعة الناسوتية:


أولا - بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيِيّر.

ثانياً - بدون افتراق ولا انفصال.

ثالثاً- إتحاد طبيعي أقنومي
الإتحاد بين الطبيعتين بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيِيّر



لقد اتحدت الطبيعة اللاهوتية مع الطبيعة البشرية إتحاداً كاملاً بدون اختلاط مثل اختلاط المواد معاً، وبدون امتزاج مثل امتزاج السوائل، وبدون تغيّير فالطبيعة اللاهوتية لم تتحوَّل إلى طبيعة بشرية، ولا الطبيعة البشرية تحوَّلت إلى طبيعة لاهوتية، ولم تذب الطبيعة البشرية في اللاهوت مثلما تذوب نقطة الخل في المحيط وتتلاشى كقول أوطيخا Eutyches. إنما احتفظت كل طبيعة بخصائصها حتى بعد الإتحاد بسر يفوق الإدراك،


فاللاهوت ظل لاهوتاً بكل صفاته وخصائصه والناسوت ظل ناسوتاً بكل صفاته وخصائصه، وأقرب مثل لهذا نضعه أمام أعيننا هو في أنفسنا، فكل إنسان منا تتحد روحه بجسده..بكل جسده وليس بجزء من جسده، وكل خلية في الجسد هي خلية حيَّة، ومع ذلك تظل الروح روحاً والجسد جسداً، ولم يتحوَّل أو يتغيَّر أحدهما للآخر، فالإنسان لن يصير روحاً مجردة مثل الملائكة ولن يصير جسداً مجرداً مثل الحيوانات.


قال البابا أثناسيوس


" نؤمن بمسيح واحد وأقنوم واحد مؤلف من جوهرين قد اجتمعا في واحد بلا اختلاط ولا تحوُّل ولا تغيِيّر ولا فساد ولا انقطاع، ولا تجُّرد اللاهوت من الناسوت، ولا للناسوت من اللاهوت. مسيح واحد، الفاعل آيات اللاهوت مع ناسوته، والمحتمل الألم الناسوت مع لاهوته، بلا فرقة كيانية أبداً ولا خروج لأقنومه عن توحيد أبداً " (1).

وقال القديس كيرلس الكبير


في الرسالة الثالثة لنسطور " ونحن نقول أيضاً أن الجسد لم يتحوَّل إلى طبيعة اللاهوت، ولا طبيعة كلمة الله التي تفوق التعبير تغيرت إلى طبيعة الجسد، لأنه (اللاهوت) بصورة مطلقة هو غير قابل للتبدُّل أو للتغيُّر.. حينما كان منظوراً، وكان لا يزال طفلاً مُقمطاً، وكان في حِضن العذراء التي حملته ، فانه كان يملأ كل الخليقة كإله " (1).

وقال مطوليفن أسقف روما "


وإن قلنا أن الوحيد إبن الله تجسد وصار إنساناً، فمن أجل هذا القول ليس هو مختلطاً كما اعتقد أولئك، ولا إستحالت طبيعة الكلمة إلى الجسد، ولا طبيعة الجسد تغيرَّت إلى خاصية الكلمة " (2).

وقال القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات


" وهو الله الكلمة من قَبْل تجسده، ومِن بعد أن تجسد، وولدته العذراء هو هو. هذا الواحد لن تنتقل طبيعة لاهوته إلى طبيعة ناسوته، ولا طبيعة ناسوته إلى طبيعة لاهوته، بل هو أقنوم واحد ولدته العذراء، طبيعة واحدة سجد له المجوس" (3).
الإتحاد بين الطبيعتين بدون افتراق ولا انفصال


بعد الإتحاد لم يفترق ولم ينفصل اللاهوت عن الناسوت قط، وهذا ما يعلنه الأب الكاهن في صلاة الاعتراف " بالحقيقة أُؤمن أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين " وإذا تساءل أحد قائلاً: إذاً كيف مات المسيح على الصليب؟..



ألم يفارق لاهوته ناسوته عند موته؟ .. نقول له قط لم يحدث هذا، فاللاهوت لم يفارق الناسوت قط، ولكن الذي حدث أن النفس البشرية فارقت الجسد البشري بينما ظل اللاهوت متحداً بكل من الجسد والروح البشرية، فالروح البشرية المتحدة باللاهوت نزلت إلى الجحيم عقب الموت

أطلقت الأسرى، ولو كانت روح عادية غير متحدة باللاهوت ما استطاعت أن تحرّر نفسها من سجن الجحيم، ولكن لأنها متحدة باللاهوت لذلك أنارت الجحيم وأطلقت كل الذين ماتوا على الرجاء، وكذلك الجسد المتحد باللاهوت ظل في القبر إلى لحظة القيامة دون أن يعاين أي نوع من الفساد، وفي لحظة القيامة وحَّد اللاهوت النفس مع الجسد وقام المسيح منتصراً ظافراً.

ويمكن تشبيه ما حدث على الصليب بقطعة من الورق وقد وضعناها في الزيت فتشربت تماماً منه، ثم شققنا الورقة نصفين، فمن الطبيعي أن الزيت لم يفارق أي نصف من نصفي الورقة، فالورقة تشير للناسوت، والزيت يشير لللاهوت، وتشرب الورقة بالزيت يشير لإتحاد اللاهوت بالناسوت (جسد + روح بشرية) وشق الورقة إلى نصفين يشير إلى مفارقة الروح البشرية للجسد البشري، ولكن اللاهوت (الزيت) لم يفارق إحداهما.

وفي القسمة السريانية يصلي الأب الكاهن قائلا "هكذا بالحقيقة تألم كلمة الله بالجسد وذُبِح وانحنى بالصليب، وانفصلت نفسه عن جسده.

إذ لاهوته لم ينفصل قط لا من نفسه ولا من جسده".

وقال الأنبا مرقس أسقف البهنسا في القرن العاشر " إنما موت المسيح كله بمفارقة نفسه لجسده فقط، لكن لاهوته لم يفارق أحدهما (النفس والجسد) طرفة عين ولمح البصر، فكان اللاهوت ملازماً الجسد على الصليب وفي القبر، كما انه كان ملازماً النفس حال نزولها إلى عالم الأرواح البررة " (1)

ويقول البابا كيرلس الكبير في رسالته إلى سوقيس الأسقف " أن الطبيعتين اتحدتا، ومن بعد الإتحاد لا نفرق الطبائع عن بعضها ولا نقسم الواحد الغير منقسم ونجعله إبنين، بل نعتقد انه إبن واحد مثلما قال آباؤنا أن الكلمة المتجسد طبيعة واحدة " (2).

وقال البابا ديسقوروس في رسالته من المنفى " أما نحن فإننا نعترف بأن لاهوته لم يفارق ناسوته طرفة عين، ونعترف بأنه عند نزوله من السماء دخل إلى بطن العذراء موحّداً بين لاهوته وناسوته وحدة لا افتراق فيها" (3).

وقال القديس غريغوريوس العجائبي " لسنا نفصل بين اللاهوت والناسوت، لكنه واحد هو هو، وأنا أحرم الذين يسجدون لكلمة الله دون جسده " (1).الإتحاد بين الطبيعتين إتحاد طبيعي أقنومي


هل الإتحاد في السيد المسيح كان إتحاداً بين طبيعتين إحداهما إلهية والأخرى بشرية أم إن الإتحاد كان بين شخصين إحداهما إله والآخر إنسان؟


هناك نقطتان في منتهى الأهمية يجب أن نفهمهما جيداً:



أولاً : ما هو الفرق بين الطبيعة والشخص؟

باختصار شديد وبساطة كاملة نقول أن الطبيعة تعُمْ ولكن الشخص يخُصْ.


مثال (1) لو سألنا: مَنْ مِنْ الملائكة يحمل طبيعة ملائكية؟


الإجابة: جميع الملائكة بلا استثناء يحملون الطبيعة الملائكية، فالطبيعة الملائكية هنا تعم جميع الملائكة.


وبمعنى آخر لو سألت نفس السؤال بصيغة أخرى وقلت: مَنْ هو الملاك الذي يحمل طبيعة ملائكية؟ فستأتي الإجابة من جميع الملائكة: نحن جميعاً بلا استثناء نحمل الطبيعة الملائكية.


ولكن عندما أسأل:


مَنْ هو رئيس الملائكة ميخائيل؟ فلن يجيب جميع الملائكة قائلين نحن.. لماذا؟ لأني هنا أسأل عن شخص محدَّد بالذات، فلن يجيب غير ملاك واحد هو ميخائيل رئيس الملائكة الجليل.


(2) لو سألنا: مَنْ مِنْ البشر يحمل طبيعة بشرية؟

الإجابة: جميع البشر بلا إستثناء في كل زمان ومكان على وجه البسيطة يحملون الطبيعة البشرية، فالطبيعة البشرية تعُمْ كل البشر.



س : من هو الذي عاش في عصر الآباء منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، وكان إسمه يعقوب بن يوسف بن إبراهيم، وكان له زوجتان هما ليئة وراحيل، وأثنى عشر إبناً... إلخ؟

ج : هو يعقوب إسرائيل شخص واحد محدَّد بالذات في العالم كله، وعلى مدى الأجيال لن نجد غيره.



ثانياً: لماذا تجسد الله؟ هل تجسد من أجل خلاص شخص وحيد معين بالذات؟..


لو كان هذا صحيحاً لصح القول بأن الله في تجسده اتخذ شخصاً بالذات لكيما يخلصه وليكن اسمه بطرس أو يعقوب أو يسوع، فمادام يسوع في نظر النساطرة انه إنسان محض فانه بلاشك يتساوى مع يعقوب أو بطرس..ولكن الحقيقة غير ذلك، لقد تجسد الله لكيما يصنع خلاصاً عظيماً هذا مقداره يكفي كل ذي طبيعة بشرية في كل مكان وزمان منذ آدم وإلى نهاية الأجيال، ولهذا اتخذ الله طبيعة بشرية وليس شخصاً محدَّداً بالذات.. فلو تساءلنا: مَنْ له الخلاص بدم المسيح؟ لأجاب جميع البشر قائلين: جميعنا لنا خلاص بدم المسيح، ولو سألناهم : ولماذا جميعكم وليس شخصاً واحداً فقط؟ لأجابوا لأن الله في تجسده لم يتخذ شخصاً معيناً واتحد به. إنما اتحد بطبيعتنا البشرية فأصبح لكل إنسان تحت السماء خلاصاً بدمه.



ومن هذا المنطلق نستطيع أن ندرك أن الإتحاد في السيد المسيح كان إتحاداً بين طبيعتين، وليس بين شخصين.. لماذا؟ لأن أقنوم الكلمة هو شخص إلهي فلا يصح أن يضيف لنفسه شخصاً آخر، فيصبح مزدوج الشخصية، وحينئذ يتحوَّل الثالوث القدوس من ثلاث أشخاص هم الآب والإبن والروح القدس إلى أربع أشخاص هم الآب والإبن والروح القدس وشخص يسوع الإنسان، وهذا الرابوع هو ما استهجنه الآباء كما سنرى..


إن شخص أقنوم الكلمة الإلهي أضاف إلى طبيعته الإلهية طبيعة بشرية، فالإتحاد بين الطبيعتين وليس بين الشخصين..


الإتحاد بحسب الطبائع وليس بحسب الأشخاص.. هو إتحاد طبيعي أو بحسب الطبيعة according to nature ويسمى أيضاً الإتحاد الفزيقي.

وشرح البابا كيرلس الكبير في الرسالة الرابعة لنسطور هذا الإتحاد قائلاً "نحن لا نقول أن طبيعة الكلمة تغيرت حينما صار جسداً، وأيضاً نحن لا نقول أن الكلمة قد تغير إلى إنسان كامل من نفس وجسد. بل بالأحرى نقول أن الكلمة قد وحَّد مع نفسه أقنومياّ جسداً محيياً بنفس عاقلة، وصار إنساناً بطريقة لا يمكن التعبير عنها أو إدراكها..


ونحن نقول أنه على الرغم أن الطبيعتين اللتين اجتمعتا معاً في وحدة حقيقية مختلفتان، فإنه يوجد مسيح واحد وإبن واحد من الأثنين. إن اختلاف الطبائع لم يبطل بسبب الإتحاد.. الكتاب لم يقل أن الكلمة وحَّد شخصاً من البشر بنفسه، بل انه صار جسداً، والكلمة إذ قد صار جسداً لا يكون آخر. أنه إتخذ دماً ولحماً مثلنا. انه جعل جسدنا خاصاً به " (1).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سر التجسد الذى يفوق الادراك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شات البطل مارجرجس :: اللاهوت-
انتقل الى: