نهاية المُضطهدين
للقمص أثناسيوس فهمي جورج
احتفظ التاريخ بوثائِق تتضمن أحداث نهايِة مُضطهدي الكنيسة فقد كتب لكتانتيوس Lactantius المُدافِع المسيحي كتاباً أسماه ”نهايِة المُضطهدين De Martilus Persecutorum“ وكان هدفه من هذا الكتاب أن يُثبِت نهايِة الوثنية وصحة المسيحية التي جعلته يتنصَّر بعد أن كان وثنياً.. وكتب كِتابه هذا لتمجيد اسم الله الذي لا يدع عصا الأشرار تستقِر على نصيب الصِّدِّيقين، وليبرُز الغضب الإلهي الذي وقع على مُضطهدي الكنيسة عروس الحَمَلْ، وكيف أنَّ الكنيسة التي اضُطهِدت قبلاً، نُهِضَت ثانيةً، بعد أن وضع الله نهاية لكل مكايِد الأشرار وجفَّف دموع الكنيسة، والذين جدِّفوا على الإلهيات طرحهم إلى أسفل، والذين عذَّبوا الأبرار ماتوا وسط الضربات الإلهية.
نيرون
إنتحر في الثانية والثلاثين من عُمره، ولم يعرف أحد أين قبره.
دوميتيان
قُتِل وهو على عرشه، بعد أن سلِّمه الله ليد أعدائِهِ، وشُهِّر به بعد أن مُحِيَ اسمه.
ديسيوس
ذُبِح هو وابنه وأعداد غفيرة من جيشه، ونهشت الوحوش جسده.
ڤالريان
أُخِذَ في الأسر ، وقضى بقية أيام حياته عبداً أسيراً.
أورليان
ذُبِح بيد أقرب المُقربين إليه.
دقلديانوس
أُصِيب بلوثة عقلية، فعُزِل بعد أن تجنَّن.
مكسيميانوس
شنق نفسه مُنتحِراً.
جالريوس
ضُرِب بالقروح البَشِعة، وأخذ الدود يأكل جسمه.
يوليانوس
مات مقتولاً برُمح في جنبه.
أين هؤلاء؟ إنهم ماتوا جميعاً شر ميتة، أمَّا هؤلاء، أحباء المسيح فقد ماتوا ميتة يُمجِّدون بها عريسهم السماوي...
الذين اضطهدوا، ذُلُّوا وسقطوا فماتوا... أمَّا الذين اضُطِهدوا، فتمجَّدوا وتكلَّلوا ليحيوا مع الحي إلى أبد الآبدين...
ويشهد المُؤرِخ شاف Schaff ”نحن لا نعرِف دِيانة أخرى استطاعت أن تصمُد هذا الزمان وتنتصِر على أعداء كثيرين بالقوَّة الروحية وحدها دون اللجوء إلى الوسائِل المادية“.