--------------------------------------------------------------------------------
من كتابات المتنيح الأنبا غريغوريس
أسقف عام
للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى
تغيير أب الإعتراف
سؤال :هل أُغير أب أعترافى ؟
الجواب :
المقدمة للسؤال تدل على أن الشخص نفسه لا يريد أن يعترف بأمور معينة ، لأنه خجل منها ، وهذا لا يبرر أبداً أنك تُغير أب الأعتراف ، لأن الأعتراف هو إعتراف لله على يد الكاهن ، ولا يمكن أن تكون هناك توبة صادقة إلاّ والإعتراف أحد عناصرها .
يقول لنا الآباء : أن التوبة تقوم على أربعة عناصر :
العنصر الأول : هو الندم
أن يبكت الإنسان نفسه ويندم على ما صنع وعلى خطيئته ، والندم فعل إنسانى ، أنت تندم ، كما يقول الكتاب المقدس عن يهوذا أنه ندم وذهب لرؤساء الكهنة ، وقال لهم : أخطأت إذ سلمت دماً بريئاً .
العنصر الثانى : العزم الصادق على تجديد السيرة
حتى فى اللغة العربية تاب أوثاب بمعنى رجع ، فكيف تكون هناك توبةولا يكون هناك رجوع عن الخطية !! إنما إذا كان القلب متلبس ومتشبث ومتمسك بالخطيئة لا يمكن أن تكون هناك توبة صادقة .
وحتى لو اعترف إعتراف لفظى ، وليست هناك توبة صادقة – فالله لا يُضحك عليه-
التوبة الصادقة أولها ندم ، ثم عزم صادق على تغيير الحياة .
رجع الكتاب المقدس قال عن الأبن الضال : رجع إلى نفسه ، رجوع ، وكيف الرجوع ما لم تتحرك فى الإتجاه المضاد ؟ ولابد من العزم الصادق . أنت الذى تقوم ، الشاب الضال قال فى نفسه : كم أجير يفضل عنه الخبز وأنا هنا اهلك جوعاً ، أقوم وأرجع ، ثم قام .
فلابد للإنسان فى حياة التوبة أن يقوم كنوع من أنواع الإعتراض على حياته الأولى ، وأنه يريد أن يُغير .
العنصر الثالث : ألاّ يفقد الإنسان رجاءه
لأن الله كأب يمكن أن يقبله ، وهذا خطأ يهوذا الإسخريوطى ، أنه ندم واعترف وقال أخطأت ، ولكن فقد رجاءه ، فلم تكن له توبة ، لأنه فقد الرجاء .
العنصر الرابع :الإعتراف
والإعتراف هو إقرار ، ولابد للإنسان أن يكون مستعد أن يتحمل نتيجة هذا الإعتراف .
وكما قال أحد الأباء : أن الإنسان يجب أن لا يخجل ، إذا كان لا يخجل أن يذهب للطبيب ، ويسمح للطبيب أن يكشف جسمه ، ويكشف الأعضاء المستحى منها ، فلا يخجل الإنسان أن يعترف بخطاياه لله على يد الكاهن .
إن الخجل خطأ فى مثل هذا الأمر ، لأنه من دون الإعتراف ومن دون الأقرار ، لا تكون هناك توبة صادقة ، لأن الإعتراف هو سلطان الأدلة .
الإعتراف يجعل للإنسان الرغبة فى أن لا يعود إلى الخطيئة مرة أخرى ، إنما من جهة إمكانية أن الواحد يُغير أب إعترافه ، فلابد أن يكون هناك تبرير آخر ، وليس لأنه خجل.
قد يحدث التغيير إذا كان غير قادر على الإستفادة من أب الإعتراف ، فأحياتاً يذهب المريض للطبيب وعندما لا يشفى قد يذهب الى طبيب آخر .
فالكنيسة تبيح هذا التغيير ، أن الإنسان يبحث على أب الإعتراف كما يبحث المريض على الطبيب ، لكن لا يكون السبب هو الهرب ، إنما يكون السبب أنه لم يستفد الفائدة المطلوبة .